الفصل العاشر
لجسمك عطر خطير النوايا
لجسمك عطرٌ خطير النوايا، يقيم بكل الزوايا
ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا
يعربش فوق الرفوف، يجلس فوق البراويز
يفتح باب الجوارير ليلاً، ويدخل تحت الثياب
لجسمك عطرٌ خطير النوايا
لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الأنوثة، كل النساء
يدوِّخني، يذوِّبني، ويزرعني كوكباً في السماء
ويأخذني من فراشي إلى أيّ أرض يشاء
وفي أيّ وقتٍ يشاء
سلامٌ على شامةٍ في ذراعك تغفو كحبة هالْ
سلامٌ على أيّ مشبك شَعرٍ نسِينَاه تحت الرِّمال
سلامٌ على جسدٍ كالخرافة يفتح كالورد أجفانه
ويختار عني فطور الصباح
و أشعر أن السرير يسافر فوق الغمام
سلام على الخصر يخطر بالبال مثل المنام
سلام على قمرين يدوران حولي، فهل تحملين السلام؟
أحبكِ يا امرأة هي عطر العطور ومسك الختام****
رنين الجرس الملح أجبرها أن تغادر عالم الأحلام... و قد مر وقتٌ طويل منذ حظيت بمثل هذا النوم... حيث غاب تأنيب ضميرها الذي يُترجم على شكل كوابيس تجعل استقاظها راحة...الليلة كانت مع ابنتها...تحضنها كما ينبغي لكل أم ان تحضن طفلتها...هي يقينةٌ أنه مجرد حلم لكنها راضية... تأففت وهي تلتفت للجهة الأخرى و تضع الوسادة على رأسها، تريد أن تعود لحلمها عسى أن تلحق به قبل أن يُغادرها...فتحت عيونها لتلمح في الجهة الأخرى ظهر حمزة الجالس على السرير يُمسك رأسه بين يديه.. حبست أنفاسها كأنها تخشى أن تجعله يلتفت و يعرف بصحيانها.... تنظر لظهره المشنج العاري... يرتدي سرواله البيتي... صدرها يضيق من كتم أنفاسها.... لتحمد الله و هو يُغادر باتجاه الحمام.... لتُسرع مغادرةً جناحه الذي للآن لا تعلم لما أبقى بشقتها ملابسه و أشياءه رغم أنه انتقل منذ سكنها هنا...
كانت تنزل السلالم ببطئ و فضول من الزائر.......تُحاول أن تنسل نفسها من دوامة ما حدث البارحة بينهما...سمعت صوت امرأة تُحدثه، لتنزل الدرجات الملتوية المتبقية... كان يقف بتوتر و امرأة طاعنة في السن تقف قبالته...لم تستطع أن تحدق في ملامحه....فما زال خجل ما حدث منذ ساعات يُسيطر عليها... و لم تكن الوحيدة، فقد كان جسده متشنجا ما ان اقتربت منهما... تنوي المرور للمطبخ دون أن تهتم لهما...لكن صوت الجدة أوقفها و هي تبادرها بصوتها دو لكنةً تحمل غرور الإرستوقراطيين... و حفيدها يُمسك بيدها يُحاول مساعدتها على الجلوس
- " لطفٌ منك أن تتنازلِي و تأتي لاستقبالي .... لو لم أكن متأكدة أن التراب تواريها ....لاعتقدتُك الأميرة ديانا..."
- " الأميرة ديانا كانت معروفة بطيبة قلبها...و أنا لستُ بطيبة...لهذا لا تحلمي أن أستقبلك في منزلي وقد حضرتي بغير إرادتي..."
رفع حمزة نحوها نظرات غاضبة...لكنها لم تهتم وهي ترفع أنفها عاليا تُحدق به بشجاعة...ابعدت نظرات التحدي عن حمزة باتجاه جدته التي قالت
- " أرى ذلك.. لأن اخفاء حفيدتي عن عائلتها لا يمت للطيبة بصلة...لو لم تستنجدي يومها بحفيدي ما علمنا بوجودها "
- " خطوة سأندم طول حياتي على اتخاذها.... ابنكم حرمني من الكثير و الآن طفلتي ....و سأسعى لحرمانه من ابنتي منذ اليوم لو استطعت ... معادلة سهلة و عادلة جدا... الآن اعذروني...يجب أن أذهب لآخذ فطوري..فهناك عملٌ ينتظرني." استدارت عائدة و هي تستدرك راسمة ابتسامة صفراء " في الواقع.... لا أحتاج لإذنكم..."
كانت تتطلع إليها الجدة بسخط...و تُقيم ما ترتديه .... و كرد فعلٍ أرادت سيرين أن تزيد استفزازها، كانت تُبعد الوشاح الذي تُغطي به عُري كتفيها و الجزء الذي علمته قبلات حمزة العنيفة ببشرة عنقها... ليظهر جزء من ظهرها و صدرها بمبالغة....شخرت الجدة بعدم رضى، لتقول بغضبٍ
- " يبدو أنه اتخذ قرارا جيدا... فيبدو انكِ لن تستطعِ تربيتها كما يجب...."
- " جدتي... " قاطعها حمزة...لترفع كتفيها دليل عدم اهتمام
أنت تقرأ
تناقضات عشقك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة ملاك علي حقوق الملكية محفوظة للمبدعة ملاك علي