الفصل العاشر

2.3K 70 0
                                    

" الوداع "

والان قد مر اسبوع و لم ينقطع ياسين عن الذهاب لابنه وحتى أنه ظل يومان يبيت معهم فى المستشفى وحتى اعترض مازن على ذلك لأنه لا يصح أن يظل مع امرأة لا تحل له لأنه طلقها ولكن مع ذلك لم يعترض ياسين بل وافق بكل صدر رحب لانه يعلم أن عليه أن يثبت نفسه لها مجددا لكي يظل بجانبها و بجانب ابنه الذى اكتشف أنه أكثر الناس غباء لانه ابتعد عنه و لم يره و هو ينطق اولى كلماته أو اولى خطواته التى يتشوق إليها اي اب و لكنه لم يفعل ذلك بل ابتعد عنه يعرف أنه أخطأ ولكنه لن يعيد ذلك الخطأ مجددا لا و الف لا لن يتركهم بعد أن و جدهم
..
أما صديقنا الذى حجب نفسه عن الجميع ولم يذهب حتى اى تالين ليقف بجانبها في محنتها عندما علم من مازن أن ياسين يظل معها و لا يتركها ففضل أن لا يخرب حياتها مره اخرى و هو لايزال فى المنزل لا يخرج سوى للضروره القصوى حتى أنهم احضروه عنوه فى زفاف حمزه الكبير ولم يبق كثيرا بل إنه رحل مسرعا و ها انت يا صغيرى تعود من نقطة البدايه و كأننا لم نفعل اى شئ ماذا افعل لكى تعود لى كيف اقول لك انى فى أمس الحاجة إليك بجانبى حتى و اذا كان العالم بأسره بجانبى وانت لا فتبا للعالم فداء لك يا صغيرى و رغم كبر سنك الا انك لاتزال ابنى و صغيرى و اخى و كل ما املك فى هذا العالم
.....
أما عند مازن
لا يعلم لماذا ظل يتهرب كلما رأى امينه تقترب من غرفة حمزه أو أنه لازال محرجا من الموقف الذى حدث و الذى كان غباءه هو سببه و سبب غضب خطيبها عليها ولكنه بالفعل لا يعلم لما ارتاح داخل أحضانها و كان كالغارق الذى وجد طوق النجاة ليتنهد بغصه على عاتقه ليستدير و يجدها تبكى و هى تنظر بخيبه لفتاه تقف أمامها و الفتاه تصرخ عليها
الفتاه : انتى مفكره اخويا هيموت عليكى انا غلطانه انى قلت انك قال ايه مقطوعه من شجره و ملكيش أهل فيكسب ثواب فيكى و انك محترمه بس فعلا تحت السواهى دواهى
امينه : انا مش هبرر لواحده زيك علشان انا واثقه من اخلاقى و ادبى و عموما شكرا يا ساميه يا صحبتى يا كل ما ليا
ساميه بسخريه : العفو .. دلوقتى مش فارق معاكى انا أو اخويا علشان وقعتى واحد زى ده صح
لتنظر لها بكسره و مهما بلغت قوتها فستظل مكسوره بدون أحد ليدافع عنها أو أب يقف فى واجهها و يقول لها أن ابنته اشرف من اى فتاه أخرى أو ام تركض إلى حضنها فى وقت حاجتها و تحكى لها عن ما يدور برأسها و تحكى لها عن مشاكلها و أن تنام على قدمها و تظل امها تملس على شعرها بحنان و تحمل الثقل الذى يقف على عاتقها ااه لو علم كل شخص قيمه والديه لما أصبح العالم بتلك القزاره و الفسق
ليعم الصمت سوى من صوته الذى خرج بدون إيراده منه و هو يهتف بحده بساميه
مازن : انا مسمحش لحضرتك تكلميها بالطريقه دى طالما انتى مسمعتيش منها متتكلميش بالطريقه دى
ساميه: اه و هى كانت عينتك المحامى بتاعها
مازن : لا مش المحامى بتاعها بس انا كمان خطيبها و مسمحش لاى حد يكلمها كده انتى سامعه
ساميه: لحقتى وقعتيه سبتى اخويا و اتخطبتى ليه
لتنظر لهم امينه بحزن و تومى لمازن أنها شاكره له و تتركهم و ترحل بسكوت و الم و كسره و تخرج خارج المستشفى بحزن لتحرر دموعها التى كادت أن تخونها و تسقط أمامها أثناء حياتها تعلمت أن لا تظهر ضعفها لأحد و لكن كيف و الكل يلقى اللوم عليها ما هو ذنبها إذا كانت تربت فى عائله لا تعرفهم و هم قد وجدوها عند باب المسجد و أخذوها ليقوم بتربيتها إلى أن وصلت لسن المراهقه ليتركاها وحيده بدون اى احد ولكن حتى بعد موتهم قد تركوا لها المنزل و مبلغ فى البنك يكفى لتعيش به و قد كان الكافل لها طوال فترة مراهقتها إلى شبابها سيدة طيبه كانت جارتهم إلى أن أخذ الله أمانته لتعود وحيده مجددا لتقرر انها لن تضعف ابدا ولن تجعل أحد يقوم بكسرها ولكنهم قد نجحوا في ذلك

لتقف و هى تبكى بشده بينما كان مازن يقف خلفها وهو حزين عليها ولكنه لا يعلم لما لم تقف أمامها و تلطمها بشده و تجعلها تعلم أنها قويه أو أن تصرخ عليها و تنفى التهمه عن نفسها ليقترب منها و هو يهتف
مازن : انتى زعلانه ليه انتى إلى سكتي ليها
امينه : انا .. لو كان بايدى كنت ضربتها و كسرتها بس للاسف إلى زى مينفعش يتكلمو
مازن : ليه انتى بنى ادمه ولازم تدافعى عن نفسك انتى قويه اياكى تسمحى لحد أنه يكسر ثقتك بنفسك
امينه و قد أخذت دفعه من كلامه و هى عازمه أن لا تجعل أحد يحزنها ولأن وداعا لامينه الضعيفه
امينه : شكر ليكى كلامك دعمنى اوى
مازن : لا مفيش داعى و بعدين انا بعتذر عن الى حصل كل ده حصل بسببى بس انا عارف انى كنت غلط
امينه : انسى و انا كمان هنسى
مازن : بس انا لسه عند كلمتى انتى تقبلى تكملى حياتك معايا
امينه : انت قصدك ايه
مازن : أن احنا نتخطب و نتعرف على بعض كويس و لو حصل نصيب نتجوز ... و منغير ما تسالى انا مش بحب حد انا بدور على بنت كويسه و عندها اخلاق و اظن انك فيكى الصفات دى يا ريت تفكرى و تردى عليها أو ادينى رقم والدك وانا أكلمه
امينه : اولا شكرا انك شهم و قد كلمتك بس اسمعنى الاول مش ممكن تغير رايك .. انا بنت يتيمه اتربيت مع عيله مش عائلتها و ماتو وانا دلوقتى لوحدى و معنديش اخوات أو أب أو أم او بمعنى اصح إلى الناس بيقولوه دايره على حل شعري
مازن : انا مستنى الرد يا انسه و رقمى اهو
تلى كلامه اخراجه لكارت مدون عليه اسمه و رقمه بينما نظرت له امينه باستغراب الم يشك بها لن يفكر حتى
لتدخل إلى المستشفى مجددا و لكن هذه المره بقوه اكبر و ثقه أكثر

.....
فى السجن عند صفوان
صفوان : يلا بينا الخطه تمت
المسجون : خلاص يا بيه بس انت لامواغزه عاوز تقتل مين إلى طالع ليه مخصوص ده
صفوان : إلى دخلونى السجن هنتقم منهم واحد واحد و هحرق قلبهم

و بعد ساعه كان صفوان يركب السياره بجانب ذلك المسجون فى طريقه إلى الجبل حتى يتخبى به
صفوان : انا عاوزهم هما الاتنين هحرق قلب ياسين عليهم
المسجون : تحت امرك يا بيه بس لازم نطبخها على نار هاديه علشان الاكله تطلع حلوه
صفوان : ماشى انا صبرت ٥ سنين مش هستنى كام يوم كمان
.......

والان قد مر ١٠ ايام منذ خروج حمزه من المستشفى و مجىء حمزه الكبير من شهر عسله و تفاجاه من حدوث كل ذلك فى غيابه و معرفته بهروب صفوان و خطبة مازن و امينه و سافر حمزه ليعلم ماذا حدث يوم هروب صفوان و وجهته و ايضا لإحضار زياد لكى يطمان عليه و هو معهم فى نفس المكان و بعد منازعات بين حمزه و زياد وافق على الذهاب معهم على مضض و لكن على شرط أنه لن يعيش معهم بل سيعيش فى منزل ولدته المتوفاة فوافقو على ذلك
...
فى منزل تالين

كانت نائمة بجانب ابنها وهى تضمه بينما سمعت أصوات اتيه من جهة الباب لتذهب بحذر حتى دخل رجل يحمل مسدس لتبدأ بضربه ليخرج شخص من خلفها و يقوم بتخديرها و بديدخل إلى غرفة حمزه ليحضره و يخرج بدون أن يشعر أحد من من كانو معها
ولان دعنى اقول اننا ذهبنا للمجهول ولا نعلم ماهى نهاية ذلك الطريق
.... يتبع ...
بقلمى / مريم سالم

طليقى الصعيدى ** مكتمله **حيث تعيش القصص. اكتشف الآن