أَشْعُرُ بِالضَّياعِ دَاخِلَ نَفْسِي...
_______________
1:00ليلاً
نزل لوكا وأسيليا من السيارة متوجهين نحو بوابة ذلك القصر الضخم الذي يبعد عنهما بضع خطوات ..وماهي لحظات حتى كانا يقفان وسط قاعة ضخمة يتوسطها تلفاز بحجم شاشة السينما تحيط به أريكة كبيرة....وأثاث كلاسيكي متناثر هنا وهناك ....وبينما كانت أسيليا تحدق في المكان وتستكشفه كان لوكا يحادث كارل عبر الهاتف ...
بعد مدة إنتشلها صوته الرجولي من شرودها ...وهو يطلب منها أن تتبعه ...فصعدا الدرج وصولا للطابق الثاني ثم أخدى يمشيان عبر ممر طويل حتى وصلا أمام باب ففتحه لوكا ليظهر لهما جناح ضخم توجد به أربع غرف منفصلة إحداها غرفة ألعاب أندريه والأخرى غرفة لوكا وغرفة جلوس صغيرة وآخر غرفة قد تم إعدادها لأسيليا منذ شهر ...
أشار لوكا بيده لغرفتها كي يدلها عليها ثم دخل غرفته وأوصد الباب خلفه لتتجه أسيليا بدورها لغرفتها...لقد شعرت فور أن وطأت قدمها داخل الغرفة وكأنها في منزلها وليست في منزل غريب ....وذلك لأن جميع أغراضها كانت بداخلها فقد قامت بإرسالها مع رجال لوكا منذ مدة...تأملت الغرفة قليلا ثم توجهت للحمام كي تزيل تعب اليوم عن جسدها ...وبعد نصف ساعة خرجت من الحمام متجهة نحو حافة السرير لتجلس عليها وتخرج دفترها العزيز لتخط عليه مرة أخرى مشاعر لعينة لازالت عالقة بداخلها .."أستمر بتحديقي في اللاشيء ..أيامي تنقضي بدون فعل أي شيء أحبه..أنا حتى لاأدرك ماأحب ومالا أحب ..أنا لاأعرف نفسي..أنا خائفة ...
خائفة من نفسي ومن الحياة ومن كل شيء حولي ..الكثير من الأفكار والتساؤلات تنهش عقلي أريد إخبار أحدهم أن يساعدني على قتل ذلك الوحش الذي يسمم أفكاري وروحي لكنني لاأستطيع ..لايوجد أحد في الجوار ..أريد إخبار أحدهم أنني خائفة من الحياة والموت خائفة من نفسي ومن البشر ..خائفة من الفشل ..خائفة مما أريده وما لاأريد ..خائفة من أن أبقى على هذا الحال.. خائفة من الوحدة ومن مخالطة البشر ..أشعر بالإنهاك والتعب لاأستطيع شرح المشاعر التي تختلجني ..فتارة أكون على مايرام وفي الثانية التي تليها أشعر وكأنني القشة الوحيدة وسط كومة إبر ...وكأنني طائر أضاع سربه وفقد أجنحته ..وفقد طعم الحياة معها ..أنا حقا أكتب جملا لاعلاقة لها ببعضها ..انا فقط اكتب لأخفف من وحدتي لأملئ ذلك الفراغ الذي يلتهمني ...أحاول إيقاف تكاثر تلك المشاعر اللعينة دون جدوى ،أريد أن يهدأ عقلي وقلبي أريد أن أهدأ ..."
أنت تقرأ
أَزْرَقُ مُنْتَصَفِ اللَّيلْ /Midnight Blue
Romanceتحت ضوء القمر ، عند منتصف الليل ، وسط الرياح الباردة ، في مدينتي موسكو و كازان ، بينما تستمع بطلتنا أسيليا بقطف الحروف مشكلة منها باقات من النصوص المجروجة ... يستمتع بطلنا لوكا بلعبة الدماء ... كلاهما هائمان في اللاشيء ! كل منهما يحمل في طياته صفحا...