جُرُعَاتُ الأَلَمِ الزَائِدَةِ ...سَتَقْتُلُنِي يَوْمًا ...
.....................................................................
صوتٌ هز أركان الأرواح هنا بدل أركان المكان ....
تيبس جسد من كان يراقب عبر الشاشة ...وتوقف قلب من كان يركض عن النبض...وقطعت أنفاس من كانت تصوب ....
جميعهم في حالة صدمة مما كان سيحدث ...لكن صدمتهم لاتقارن بمن كانت تقف على حافة الموت ...
إنها تقف في مكانها دون أي ردة فعل تذكر ... جسدها هنا وعقلها و روحها في مكان آخر يحاولان إمتصاص أثر هذه المفاجأة المزعجة..
وعيناها لاتزالان مصوبتان على ذلك العجوز الذي غرق بدمائه بعد أن تلقى أربع رصاصات سريعة قاتلة ... أنهت أمره قبل أن ينهي أمرها...
واحدة وسط جمجمته والثانية عند وريده والثالثة بجانب قلبه والأخيرة بحنجرته ....
لقد كاد يأخد الحياة التي سعت جاهدة كي تبقى على قيدها ...
تلك الحياة التي ضحت من أجلها ببريق روحها ...كاد أن يأخذها عجوز غبي يتبع الأوامر كالكلاب ...
لولا تدخل رصاصات فاليريا ...والتي لحسن الحظ كانت قريبة وذات بديهة سريعة ...لرحلت أسيليا عن هذا العالم ....وتركت خلفها وعدا لم تف به ....وعائلة لم تصنع معها ذكريات كافية ....
لكان رحيلها سيسبب إنهيار عالم أحدهم ....وإنهيار عالمه يعني أنه سيهدم عالم من فعل هذا ...
هو بفعله لهذا لم يكن سيقتلها هي فقط ... بل سيقتل أيضا أرواحا كثيرة معها ...لوكا...أندريه ...كلود...فاليريا وداريا ...
فأسيليا لم تكن وحيدة كما تظن بل لديها عائلة تقف خلفها وتفديها بروحها إن إستدعى الأمر ذلك...عائلة لاتربطها بهم صلة الدماء ...لكن تربطها بهم صلة الأرواح ....
...........................................................................
سارع يركض مجددا بعد تجمده لثلاثة دقائق إثر الرعب الذي تملكه..
بعد سماع كلمات كلود التي أخبره فيها بأن ذلك الوغد سيفجر قنبلة وأسيليا بجانبه ...
ركض كطفل صغير ذاهب لملاقات والدته بعد غياب فترة طويلة ...
ركض كسجين حرر من زنزانته بعد سنوات عذاب مريرة ....
ركض نحو شخص لم يتوقع يوما بأنه سيصبح روحه بأكملها وليس جزءا منه فقط ...
وهاهو الآن يضمها إلى حضنه بشدة يكاد يحطم أضلاعها ...يستنشق عطرها الليلكي بنهم بعد جوع فقدها الذي دام لساعات ...يبعد به الخوف الذي كان يطعن عقله بسكين الأفكار الأليمة....يعيد به تنظيم ضربات قلبه الذي كاد يتوقف بسبب فكرة فقدانها ...
أنت تقرأ
أَزْرَقُ مُنْتَصَفِ اللَّيلْ /Midnight Blue
Romanceتحت ضوء القمر ، عند منتصف الليل ، وسط الرياح الباردة ، في مدينتي موسكو و كازان ، بينما تستمع بطلتنا أسيليا بقطف الحروف مشكلة منها باقات من النصوص المجروجة ... يستمتع بطلنا لوكا بلعبة الدماء ... كلاهما هائمان في اللاشيء ! كل منهما يحمل في طياته صفحا...
