Part09:عِنَاقْ

717 29 14
                                    

This love is another name for the devil..
هذا الحب هو إسم آخر للشيطان ...
__________________
بينما تشق تلك السيارات السوداء طريقها وسط شوارع روسيا ....متجهة نحو أحد فنادق عائلة تايقر ... بعد إستدعاء الزعيم لهم لعقد إجتماع عاجل ....يقف هو أمام البار ...حاملا كأس نبيذه الأحمر ...يرتشف منه بضع قطرات ... في محاولة منه لتهدئة أعصابه قبل أن يتوجه لتنظيف الجراثيم التي بدأت في الإنتشار ...
ليأتيه بعد لحظات صوت كارل وهو يقول بهدوء:
"سيدي لقد وصل الجميع " ...
أومأ له الآخر .. يشق طريقه نحو قاعة الإجتماع ...
وماهي لحظات حتى وقف الجميع وقفة إحترام ورعب له ....
"إجلسوا " نبس لوكا ببرود وهو يرمقهم بنظراته الحادة بعد أن جلس على مقعده وأخرج سلاحه واضعا إياه أمامه ..
ليتابع كلامه بعد أن جلسوا جميعا وهو يغلق عينيه و يمرر أصابعه داخل خصلاته العسلية ويسند ظهره للخلف ...
" يبدوا أنكم أغبياء أكثر مما تصورت .... فالغباء هو الأمر الوحيد الذي يفسر سبب هذه الفوضى المقززة التي تحدث "
أنهى جملته معيدا نظره نحوهم ...ليرى ملامح التوتر والقلق مرسومة على ملامحهم ...
فنبس مجددا بنبرة مهددة بعد أن طال صمتهم :"فسروا سبب هذه الحماقة قبل أن تتم إبادتكم .."
صدى صوت في القاعة بعد كلام لوكا ...جعل قشعريرة تنبعث في أجساد الحاضرين ....
فأياً كان من أجاب فهو قام بحفر قبورهم جميعا بأحرفه هاته وهو يقول :" ببساطة لأنك ابن تلك المرأة وأنت لا تستحق الزعامة .." ..
لكن هذه الكلمات الغبية لم ترعبهم بقدر ماأرعبتهم تلك الإبتسامة الساخرة التي إرتسمت على شفتي لوكا ...
وهو يقول :"ترون أنني لاأستحق الزعامة إذا... حسنا هذا جميل لكم ماطلبتم "
وماإن أنهى جملته كانت رصاصة من سلاحه بالفعل قد إخترقت حنجرة من تكلم ...
وقبل أن يستوعبوا ما يحدث كانت أنغام الرصاص هي كل مايسمع في المكان ...
وبعد لحظات هدأ إطلاق النار ...خاطب لوكا كارل وهو يستقيم من مقعده و يمسح بقع الدماء عن وجهه ...ممررا بصره على القاعة التي تلونت بالأحمر وأصبحت خالية من الحياة ...
"... قم بحرق جثثهم اللعينة بعيدا "
"حسنا سيدي" أجابه كارل وهو يضع يده على سماعته آمرا رجالهم بتنظيف المكان ...
**********
02:00بعد منتصف الليل
تركض بسرعة وسط الظلام عائدة إلى غرفتها بعد أن تملكها الخوف والقلق ...فقد إستيقظت لتجد نفسها تسير وسط الحديقة وكل ماتتذكره أنها غفت في غرفتها فماالذي تفعله هنا بحق الجحيم ... لتدرك بعدها أن صحتها النفسية عادت للتدهور مجددا ...
وهاهي الآن تغلق الباب بعد لحظات قليلة من ركضها ملقية بثقلها عليه وهي مغمضة العينين تحاول إستعادة أنفاسها ...
لكن صدمة أخرى باغتتها قبل أن تهدأ فما إن فتحت عينيها حتى وجدت لوكا يجلس على السرير وهو يحدق بها بإستغراب ...
نبست بتوتر :"ماذا تفعل في غرفتي؟"
ليجيبها بهدوء بينما يستقيم من مكانه متجها نحوها:"أنا من عليه طرح هذا السؤال ياألوبيتسيا"
رمقته بنظرات إستغراب لكنها سرعان ماأدركت الأمر بعد أن جابت بنظرها قليلا في أركان الغرفة ..لتستوعب أنها أخطأت غرفتها بسبب الظلام ...
تمتمت بسرعة :"آسفة لقد كان الظلام حالكا لذا لم أدرك أنني أخطأت الغرفة ...والآن تصبح على خير .."
أنهت جملتهاوهي تمسك بمقبض الباب بعد أن فتحته بصعوبة بسبب إرتجاف يديها ....
لكنه مد يده ليعيد إغلاقه ... جاذبا إهتمامها ...وبصوته الأجش سألها :"ماذا حدث؟"
بينما يرمقها بنظرات مستغربة وهو يقطب حاجبيه بإستفهام ....فهو لم يفهم مايحدث حتى الآن ...أين كانت .. وماذا حدث حتى تخطئ غرفتها بسبب التوتر ...ولماذا وجهها شاحب وأطرافها ترتجف....
فأجابته وهي تلعن نفسها على غبائها الذي أدى بها إلى هذا الموقف المحرج ...
"لقد كنت شاردة والظلام دامس لذا لم أنتبه ...ليس هناك شيء آخر ..."
أنهت كلامها وهي تهربُ بعينيها بعيدا عن نظراته التي تحولت من مستغربة إلى باردة كعادتها ....
فأبعد يده عن الباب ... مما جعلها تستدير بسرعة مغادرة الغرفة ...
لكنه أوقفها مجددا ولكن هذه المرة لم يمسك الباب بل أمسك يدها جاذبا إياها نحوه فأرتطمت بجسده ....
وقبل أن تستوعب مايحدث أو تتحدث ...كانت بالفعل داخل حضنه ...بينما يداه إمتدتا لتعانقا خصرها برقة ...
ومن دون أن تشعر بادلته العناق بدورها دافنة رأسها وسط صدره العاري ... تستشعر دفئه الذي بث قشعريرة في جسدها المتجمد ....
همس لها بنبرة هادئة وهو يمرر يده على خصلاتها
الفحمية :
"ألمُ التظاهر بكونك بخير بينما أنت تسقطين ...
أشد من ألم الإرتطام بالقاع ...
لذا لاترتدي قناع القوة بينما أنت تُحتضرين ..
فذلك لن يبطئ من موتك بل سيسرعه لاغير ... "
رفعت أسيليا رماديتها نحو زرقاوتاه بعد أن تغلغلت كلماته الدافئة إلى داخلها لترى بداخلهما بريقا يأسر القلوب ...
بريقا لم تراه من قبل داخل محيطه الأزرق لشخص آخر غير أندريه ..
وهذا جعل عاصفة أخرى تهب داخلها ... لكن هذه المرة كانت عاصفة ساحرة ... لهذا الحضن الدافئ الذي أحاط جسدها وهاته الكلمات العميقة التي عانقت روحها وهذه النظرات الجميلة....التي بعثت السرور بداخلها ...و جعلت من نبضات قلبها المتسارعة بسبب التوتر ...تتسارع بسبب مشاعر جميلة ....وبينما تستشعر جمال هذه اللحظة ....كانت في الآن ذاته تتسائل عن سببها أيضا ....لكنها فضلت أن تؤجل الأمر لوقت آخر....
كما كان هو الآخر لايقل عنها فقد أخد يتأمل رماديتاها ....التي رأى فيهما الحياة لأول مرة منذ لقائهما ....كان يحدق بهما بهيام ... بينما قلبه كان ينبض بجنون لقربها منه ...وإحتمائها بحضنه .... فقد جعلته يسافر إلى عالم آخر ...عالم أساسه هي ...
وفي تلك اللحظة أقسم لنفسه بأنه سوف....يضمد جراحها ...ويلملم شتاتها... ويسندها عندما تسقط وإن لم يستطع سيقع معها ...سيكون ظلها ... سيكون عائلتها ...سيفعل مايستطيع فعله ومالا يستطيع فقط ليرى تلك الإبتسامة الصادقة ترتسم على شفتيها ...وسيجعل من المستحيل غير مستحيل حتى يتم لم شملها مع نفسها الضائعة...
******
أنار ضوء الشمس الأرجاء معلننا بذلك بدأ يومٍ جديد ...يوم مليء بالأحداث الجميلة والسيئة ....يوم آخر سيمضي لتبقى ذكرياته وحدها محفورة في العقول ...
كما أن هذا اليوم هو اليوم الموعود لأحدهم ....فهذا التاريخ سيكون بداية النهاية ...
أجل بداية النهاية ....فقد حان أخيرا موعد تدمير من سلبوا منها الحياة ...من سرقوا منها أجمل مراحل حياتها ....من حرموها من عائلتها ... من جعلوا منها جسدا بلا روح .... من رموا بها إلى دوامة اللاشيء....ستأخذ بثأرها أخيرا ....ستشفي غليلها برؤية دمائهم القذرة تغادر أجسادهم ...
وهاهي الآن تقف أمام المرآة تمشط شعرها بهدوء .... بعد أن إرتدت قميصا أسودا ذو حمالات رفيعة ... وبنطال جينز أزرق ...مضيفة عليهما معطفا قصيرا ذو لون بني ...وإكسسوارات بسيطة ...وحذاء رياضي ...
لتنزل بعد إنتهائها للأسفل ....متجهة نحو غرفة الطعام ...
وماإن وصلت حتى إرتمى ذلك الصغير داخل حضنها وهو يقول بنبرة طفولية :"صباح الخير أسيليا"
بادلته العناق وهي تحمله بينما تتجه نحو الطاولة ...لتجلس وتجلسه بجانبها ...
وهي تقول :"صباح الخير لك أيضا ياصغيري ...هل نمت جيدا؟" أجابها هو بحماس بينما يحشوا فمه بالفطائر :" أجل فأنا متحمس للإحتفال الذي سيقام في مدرستنا اليوم"
وهذا جعل قهقهة خفيفة تفلت منها ...لمنظره المضحك ...ثم قالت وهي تربت على رأسه بلطف :" هذا رائع ...إستمتع بوقتك جيدا "
أومأ لها أندريه بحماس وهو يقول يتمتم بينما ينهض من مكانه ....
"حسنا ..أختي ...سأذهب الآن كي لا أتأخر إلى اللقاء"
بعد أن إنصرف أندريه ...
نظرت أسيليا لمكان لوكا الفارغ وسألت الخادمة بهدوء:" لما لم ينزل لوكا بعد؟"
أجابتها الخادمة بإحترام :"لقد خرج السيد باكرا ياسيدتي "
قطبت أسيليا حاجبيها ...وهي تتسائل هل يتجنبها بعد ماحدث ليلة أمس أم ماذا ...
لكنها نفضت أفكارها وهي تغادر غرفة الطعام متجهة للخارج ...فاليوم ليس يوما للتفكير بل للتنفيذ...
___________
يدخل كارل إلى مكتب لوكا بسرعة والتوتر باد على ملامحه بعد أن طرق الباب لعدة مرات ولم يتلقى أي إجابة ....
و الآن يقف أمام نظرات لوكا التي تحرقه فقد أمره بألا يدخل أي أحد لمكتبه اليوم حتى هو لكنه خالف أمره ....
"إنصرف ياكارل حتى لو كانت صفقة مهمة لست متفرغا الآن" تكلم لوكا ببرود وهو يعيد بصره للأوراق التي أمامه ...
نبس كارل بهدوء جاذبا إهتمامه بذكر إسمها :"السيدة أسيليا ..."
مما جعل لوكا يعيد نظره نحوه وهو يرفع حاجبه بإستفهام مشيرا له بأن يتابع فأكمل الآخر بسرعة ...
"إنها في المطار ويبدوا أنها متوجهة إلى موسكو هل نرسلرجالنا ليتبعوها ؟"
"لا داعي لذلك " أجابه لوكا بعد لحظة من الصمت وهو يشير له بيده كي ينصرف ...ثم عاد لينغمس في تلك الأوراق مجددا .... بينما يفكر في سبب ذهابها لموسكوا بدون أي إنذار سابق ...لكنه سرعان ما طرد تساؤلاته فعليه الإنتهاء من هذه الأوراق اليوم لذا إختار أن ينتظر عودتها ليسألها عن السبب...
في هذه الأثناء حطت طائرتها الخاصة على أراضي مطار موسكوا ...معلنة بذلك بداية العد التنازلي...
"كل شيء جاهز لقد نظفنا القصر من الخدم والحراس ...لم يتبقى سوى أتباعنا " أردف كلود وهو يجلس في مقعد السائق مخاطبا أسيليا التي تجلس في الخلف .... تجيبه بشبح إبتسامة على شفتيها :"إذا ستبدأ لعبتنا بعد قليل "
أومأ لها برأسه بعد أن إنطلق متوجها نحو قصر عائلة ألوبيتسيا تيمونتا ....
********
تجلس على تلك الطاولة الصغيرة التي تتوسط جزءا من تلك الحديقة الواسعة ...بينما تضع حقيبة أسلحتها أمامها ... وتحدق بها بشرود ...فهي تبحث عن السلاح المناسب لترسم به الملامح الأولية للوحتها الفنية ...
لكن أصوات التذمر العالية قاطعتها فرفعت بصرها فورا فهي تعرف أصحابها ... لقد كان ليف أنستاريا وسيليا يتقدمون منها وهم يشتمونها بينما أسلحة رجالها موجهة نحوهم ...
إستقامت من مكانها مقتربة منهم وإبتسامة ماكرة إرتسمت على شفتيها وهي تقول:" عائلتي الحبيبة إشتقت إليكم كثيرا"
صرخت سيليا بغضب:" أيتها اللعينة مااللذي عاد بك إلى هنا .. "
أجابتها أسيليا بسخرية وهي تمسك دقنها بقوة :" ألاتصدقين بأنني إشتقت لكم ياأختي العزيزة..لقد جرحتي مشاعري حقا "
أردفت أنستازيا بغيض وغضب:" يبدوا أنني تساهلت في تربيتك أيتها الوقحة ...كيف تجرأين على دخول قصري هكذا وتهديدي... أنا والدتك أيتها العا..."
لم تستطع إكمال كلامها بسبب تلك الصفعة التي حطت على وجهها ...بينما تجمد ليف في مكانه بسبب ما يراه أما سيليا فكانت تحاول الإنقضاض على أسيليا لكن رجالها لم يسمحوا لها بالتحرك ....
فخاطبتهم هذه المرة ببرود وحدة :" سيدة أنستازيا يبدوا أن ذاكرتك أصبحت ضعيفة ...لكن لابأس سأذكرك بما قمت به ... فالعاهرة الوحيدة بيننا هنا هي أنتي ..."
"كيف تجرأين على نعت أمي بالعاهرة ...سوف أقضي عليك ...إبتعدوا عني دعوني أتخلص منها" صرخت سيليا مجددا وهي تحاول التملص من رجال أسيليا لكنها لم تستطع ...
"إبنتي أرجوك إهدأي دعينا نتفاهم" تكلم ليف وهو يتلعثم بسبب رعبه ...
"يبدوا أنك تقمصت الدور جيدا ياوالدي المزيف.."
أردفت أسيليا وهي تسير نحوه حاملة بيدها خنجرا مدببا ...
ثم أكملت كلامها :" بما أنك ذكرتني بوجودك ...ستكون بداية أمسيتنا معك ياعمي العزيز ..."
وماإن أنهت جملتها حتى كان خنجرها قد إخترق بطنه ...جاعلة من صرخات مدوية تملأ المكان ...صرخة ألمه ...وصرخة زوجته ...وصرخة أبنته ....
لكنها بالطبع لم تأبه لأي منهم بل تابعت وهي تسحب خنجرها من داخله لتخرج أحشائه الملتصقة بأسنان الخنجر ....ثم حملت سلاحها وأطلقت رصاصة وسط جمجمته ...ليسقط أمامهم جثة هامدة ....
"إنتهينا من الأول والآن دور الآنسة سيليا" نبست أسيليا وهي تمسح الدماء التي تناثرت على وجهها ...
بينما سيليا وأنستازيا كانتا تقفان دون حركة ...فهما الآن تحت صدمة ما رأوه....
"من الأرض إلى سيليا هل تسمعينني" بنبرة ساخرة أردفت أسيليا وهي تقف أمام سيليا وتلوح بيدها ....
إستعادت الأخرى وعيها وتبدأ دموعها بالإنهمار وهي تصرخ بجنون :"ايتها المختلة مااللذي فعلته ...أبي إستيقظ أرجوك ... أبي أرجووك...إبتعد عني دعني أذهب إلى وال...."
"صوتك مزعج للغاية " نبست أسيليا بعد أن قطعت صراخ الأخرى بقطعها للسانها ...
" ماللذي فعلته بزوجي وأبنتي ....إبتعدي عنها بسرعة وإلا..." صرخت أنستازيا بهستيرية لهول مايحدث أمامها فهي ترى زوجها وإبنتها يقتلان أمامها بوحشية ...
لكن قابلها رد أسيليا البارد الخالي من أي مشاعر قد تربطها بهم :"وإلا ماذا ...هل ستقتلينني ياوالدتي العزيزة...أم أنك ستقومين بتعذيبي كما كنت تفعلين.. "
أنهت أسيليا كلامها بعد أن فتحت صدر سليا بخنجرها ثم إرتدت تلك المخالب الحادة لتغرسها بداخلها ثم قامت بأنتزاع قلبها لترميه بعدها أمام أنستازيا ..
أكملت بعدها بنبرة مليئة بالحقد :" من المؤلم أن يموت زوجك وإبنتك أمامك أليس كذلك....أتشعرين الآن بما شعرت به عندما قتلت والدي أمامي ... أتعلمين أنا أشمئز من نفسي لأن دمائك القذرة تسري في عروقي ... فأنت أكثر إمرأة مقرفة رأيتها في حياتي ....اللعنة عليك لم تكتفي بخيانة والدي مع أخيه ...بل قمت بقتله بوحشية أيضا ...فقط ليستطيع عاهرك ليف من أن يصبح وريث ألوبيتسيا....أنا حقا لاأستطيع أن أعبر عن الإشمئزاز والحقد الذي أحمله إتجاهك ...أنت حثالة بمعنى الكلمة"
" أنت مجنونة ...أنت حقا مجنونة ...كيف تفعلين هذا ...كيف تقتلينهما...اللعنة عليك وعلى أرون العاهر ....أرجوك أعيدي لي عائلتي أتوسل إليك أعيدهما ...لا أرسليني إليهما لاأريد البقاء على قيد الحياة" أخدت أنستازيا تردد كلامها بهستيرية وهي تسقط جاثية على ركبتيها وتضع يديها على رأسها ودموعها تنهمر بغزارة ...
أجابتها أسيليا ببرود وهي تنخفض لمستواها واضعة مخالبها على وجنتي أنستازيا :" لقد كنت أود قتلك بشدة لكن ذلك سيكون بمثابة خلاص لك ...وأنا لاأريد ذلك لذا أفضل جعلك تتعفنين في السجون بتهمة قتل زوجك وإبنتك ... فهذا سيكون أكثر متعة بالنسبة لي ...رؤيتك تموتين ببطئ وحيدة في زوايا السجن " ...
إستقامت أسيليا مبعدة مخالبها بسرعة عنهاا جاعلة من الدماء تتدفق بغزارة من وجهها ..ثم أخدت تبتعد هي ورجالها لتغادر القصر ....تاركة أنستازيا ورائها تغرق في ألمها ...
**********
" لقد قمنا بمحوا جميع سجلات كمرات المراقبة التي تظهرين بها ...وجميع السجلات التي تدل على تواجدك بموسكوا اليوم ...وإنتهينا من وضع الأدلة التي تدين أنستازيا ... وستصل الشرطة قريبا ... هل هناك أوامر أخرى "
خاطب كلود أسيليا ...
أجابته بهدوء بينما تسند رأسها على نافذة الطائرة :"جيد ...ليس هناك شيء آخر .. "
"حسنا ...ولكن هل أنت بخير؟" سألها كلود وهو يرمقها بنظرات قلقة ...فهو يعلم أن مافعلته كان صعبا عليها ...فالبرغم من أنها قامت بقتل والدها و بتعذيبها لسنوات إلا أنها تبقى والدتها البيولوجية ....
فأجابته وهي تبتسم بهدوء بينما لاتزال تحدق من النافذة:" لم أكن بخير من قبل كما أنا الآن....لقد أخذت بإنتقام أبي ...وهذا كاف بالنسبة لي لينسيني أي شيئ آخر"
" هل ستتوقفين هنا إذا ؟"
" لن أتوقف قبل القضاء على الحشرتين المتبقيتين ...لن أخلف وعدي لها"
صوبت أسيليا رماديتاها نحوه هذه المرة وهي تجيبه ..
تنهد كلود بقلة حيلة وهو يقول:" أنت عنيدة حقا أيتها الصغيرة ... لكنني لن أتركك مهما حدث ...سأفي بوعدي له وأحميك حتى آخر رمق لي ..."
وماإن أنهى جملته حتى كانت أسيليا تحتضنه بقوة وهي تقول :" أيها الأحمق تعلم أنني أكرهك جدا "
"وأنا أيضا أيتها الحمقاء" أجابها كلود وهو يبادلها العناق بينما تعالت ضحكاتهما في المكان .....
*******
يقف بملامحه الهادئة و ببذلته السوداء واضعا يديه داخل جيوبه مستندا على سيارته .... في إنتظار هبوط طائرة زوجته......
وبعد ربع ساعة من الإنتظار والتفكير اللامتناهي بها ...هاهي الآن تقف أمامه بهدوء ....
تحدق به ويحدق بها بدون أي كلمات أو ملامسات .... فقد تركا مهمة إزالة الشوق للنظرات ...
فكلاهما يعلمان بأن مشاعرهما تجاه بعضهما أخدت منحنى آخر لكنهما لن يفصحى بذلك الآن.....
فلا تزال هناك الكثير من النقاط الغامضة بينهما لم تكشف بعد ...
لذا من الأفضل أن يتقدمى ببطأ حتى لاينشر الندم سمه بينهما فيما بعد....
" هل سنمضي الليلة هنا؟" أردفت أسيليا بإبتسامة هادئة ...
بادلها هو الإبتسامة وهو يشير لرجاله بالعودة إلى سياراتهم بسرعة ...
بينما صعد هو وأسيليا لسيارته وإنطلقا عائدين للمنزل ...
"ألن تسألني عن سبب ذهابي" تحدثت أسيليا وهي تحول بصرها نحوه ..
فأجابها وهو ينظر لها نظرة هادئة :" سأسألك فيما بعد .... فهناك الكثير من الأمور التي أجلناها الآن ليس الوقت المناسب لذلك ...لذا أفضل أن نتستمتع بهذا الهدوء الآن ونؤجل الأشياء الأخرى للغد "
" حسنا ...لكنني لاأحب الصمت لذا ... هل تمانع إن شغلت أغنية هادئة" أردفت أسيليا وهي تخرج هاتفها وتقوم بشبكه مع جهاز السيارة ...
"بالطبع أنا فضولي لمعرفة ذوقك الموسيقي..."أجابها لوكا وهو يبتسم ....
أومأت له برأسها ...بعد أن بدأت ألحان الموسيقى تتسلل إلى مسامعهم...

" إذا مارأيك؟" ألقت أسيليا سؤالها وهي تصوب جل إهتمامها لمعرفة إجابته....
فأجابها بنبرة دافئة ...وبكلمات معبرة وحقيقية...
"إنها هادئة للغاية في ظاهرها ....لكنها ذات معنى عميق للغاية أيضا ...ومن أجل أن تستشعر عمقها يجب أن تدقق في أحرفها وألحانها وتسمعها بروحك لا بعقلك ... ...إنها تشبهك .....فأنت هادئة من الخارج ... لكنك تحملين الكثير من الأسرار بداخلك ...وهذا ما يجعلك مميزة ..هدوءك الدائم رغم ألمك القاتل .."
تجمعت المياه داخل مقلتيها لكنها لم تسمح لها بالخروج بل إكتفت بالنظر إليه والغرق بداخله....
... وكل مايجوب عقلها ...كيف له أن يأثر بها هكذا ....كيف جعلها تقع في شباكه ....كيف إستطاع حذبها إليه..وكيف إخترق حصونها المنيعة...
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋

أتمنى تستمتعوا بالفصل ...🦋💙

أَزْرَقُ مُنْتَصَفِ اللَّيلْ /Midnight Blueحيث تعيش القصص. اكتشف الآن