لكن نفسي مشتَتَتٌ من الأساس .......فماذا عساي أشتِتُ إذا بأفعاليَ هذه .....
هل أنا أُشتِتُ شَتَاتِي ؟.....
أم أن شتَاتِيَ هو من يُشَتِتُنِي ؟....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يستلقيان بجانب بعضهما البعض فوق بركة الدماء .....يحدقان بالسماء المزينة بذلك القطن الرمادي .....بينما زخات المطر أخدت تداعب وجهيهما مبعدة عنهم ذلك اللون الأحمر القذر لتُظهر ملامحهما الهادئة .....
"حياتنا تزداد إثارة كل يوم ..." نبس لوكا بسخرية ...
فقد قاطع طريقهما للمنزل مجموعة من العصابات الصغيرة بغرض التخلص منهما طبعا ليس من السهل العبث مع لوكاس وناستيا ....
" أية إثارة لقد حل الصباح ونحن لم نعد للمنزل بسبب هؤلاء الحمقى ..." أجابة أسيليا بتذمر ...وهي تلعن حظها البائس ....على هذا اليوم المليء بالمزعجين ....فهم لم يدعوها تستمتع بدقائقها الهادئة حتى .....
"يبدوا أن الكون كان متحمسا لمحادثتنا التي أجلناها كثيرا" تكلم لوكا بهدوء وهو يصوب نظره نحوها
..فصوبت هي بدورها رماديتاها نحوه ...
وكلاهما كان يعلم أن الوقت قد حان لإزالة الستار عن بعض الأشياء ..
هزت رأسها له بمعنى الإيجاب وهي تقول:"أجل لقد حان الوقت ...لاداعي للمزيد من المماطلة ..."
فهذه هي الحقيقة لم يعد هناك متسع للأعذار الواهية ..لأنه منذ اللحظة الأولى التي إلتقت فيها طرقهما كان من اللازم أن يوضحا بعض الأمور الضبابية
لبعضهما .....
"ماسبب ذهابك لموسكوا اليوم ؟" ألقى لوكا سؤاله الإفتتاحي وعيناه لم تبتعدا عنها ....فهو الآن يستغل لحظات قربها الشديد منه لتأمل كل تفاصيلها التي لايستطيع رؤيتها عندما تكون على مسافة منه .... ....
لتجيبه هي بإبتسامة تحمل معنى غريب فهي لم تكن إبتسامة سعادة قطعا ...كما أنها لم تكن إبتسامة حزينة ....إنها أشبه بإبتسامة تعني الشيء واللاشيء في الآن ذاته ....
"ذهبت للتخلص من نصف نسل عائلة ألوبيتسيا لاغير ..."
"تخلصت منهم في وقت أبكر مما توقعته " رفع لوكا حاجبه وهو يتسائل عن سبب تسرعها هذا ...
"لالم أسرع أبدا لقد إستغرق مني الأمر سنوات لأستطيع فعلها ...والآن أشعر ببعض الراحة بعد تخلصي مِن مَن قتلوا والدي بوحشية أمامي ..." أجابته مجددا وهي تبتسم ...محدقة بزرقاوتاه التي إتسعتا بتفاجئ على ماسمعه ...
فجوابها كان كصدمة كهربائية سرت بداخله ...والآن هو مشوش ...هل هذا يعني أنها كانت تعيش مع قاتلي والدها طول هذه المدة والأسوء من ذلك أنهم عائلتها .. وهل هذا هو سبب ولوجها لهذا العالم الدموي ...ومنذ متى وهي تحمل هذا العبئ على كاهلها ....إن هذا حقا يزعجه ...
يزعجه بشكل غريب ...وكأنه تلقى صفعة قوية ...صفعة ذكرته بعجزه عندما ماتت والدته أمامه ولم يستطع فعل أي شيء لمساعدتها ..
"بالمناسبة زوجتك السابقة آنيا ...الحادث الذي ماتت به لم يكن صدفة ...لقد قتلتها عمدا ...
نبست أسيليا مجددا بهدوء جاعلة من عقل لوكا يتوقف عن العمل هذه المرة...فقد تصنم في مكانه وملامحه تحولت من الهدوء إلى الجمود ...بينما هي لازالت على هدوئها ...
"أعرف أنت الآن في حالة صدمة بما أنك علمت أن زوجتك السابقة قتلت على يدي عمدا ولم يكن ذلك مجرد حادث ولكن ..."أكملت أسيليا كلامها ..
لكنه قاطعها ببرود ظاهري وهو يستقيم ليقابلها هذه المرة بجسده الضخم بينما كان يضغط على قبضته بشدة بسبب الغضب الذي بدأ يلتهمه من الداخل :"لما فعلت ذلك ؟"
لم يصرخ ...لم يظهر غضبه ...لم يشر سلاحه في وجهها ...لم يؤذها بكلامه ...لقد سألها عن سبب فعلها لذلك فقط ...فهو يعلم أن هناك دافعا جعلها تقدم على هذا ...فبغض النظر عن كونها زوجته الآن لكنها هي نفسها ناستيا نائبته وذراعه الأيمن في زعامة العالم السفلي ...وهي بالطبع لن تلحق الضرر بعائلة زعيمها... كما أنها لن تخاطر بااللعب مع وحش مثله مهما بلغت قوتهاو مكانتها ففي النهاية هي تعلم والجميع يعلم مايمكن للزعيم فعله إذا إحتك به أحدهم ...
"لقد تآمرت مع أحد رؤساء الإستخبارات مقابل المال من أجل الإطاحة بك ...وقد كانت تستغل فترات غيابك الطويلة عن المنزل بالذهاب للملاهي الليلة وقضاء الوقت مع الرجال ...لتعود بعدها إلى المنزل ثملة ...
وفي تلك الليلة بعدما عادت إلى البيت وهي ثملة تماما قامت بتعنيف أندريه وهو لايزال رضيعا ...لذا لم يكن لدي الوقت لأبلغك وأنتظر عودتك لتتعامل مع الأمر بنفسك ...فقتلتها بتفسي ...وأنا لست آسفة على ذلك فهي لاتستحق أن تكون لازوجة ولاأما ..." أنهت كلامها وهي تعيد نظرها للسماء ...
أما هو ...نستطيع القول بأنه تحول إلى بركان يستعد للإنفجار في أي لحظة ... فماسمعه في دقيقتين أوقد بداخله غضب السنين ...وبما أنه لايريد أن يصب جم غضبه عليها ... قرر أن يبتعد عنها في الوقت الحالي ...فنهض من مكانه دون أن يلتفت نحوها وإتجه إلى سيارته ثم أنطلق بأقصى سرعته نحو اللامكان ...
وبعد أن رحل وإختفت سيارته عن الأنظار أعادت أسيليا نظرها للمكان بجانبها والذي كان يجلس به ...ثم همست ...
"هذه البداية فقط ...يالوكا ...لاتزال قمة جبل الحقائق بعيدة للغاية عن النقطة التي نقف بها ..."
**********
صوت أنين الأمواج التي ترتطم بالصخور بقوة ...هو كل مايمكنك سماعه هنا ...في هذا المكان المعزول حيث يجلس هو ..
كيانه على سطح الأرض لكن روحه لم تكن هنا ...إنه مغيب عن العالم تماما ...فكل مايشغل باله هو كيف تم إستغفاله بهذه الطريقة ... وعدم رؤيته للحقيقة التي كانت بين عينيه ...
حقيقة أن من كانت زوجته وصديقة طفولته ووالدة طفله ...ومن حَزِنَ على موتها في عز شبابها وبذلك الحادث المأساوي ... لم تكن سوى عملة ذات وجهين ...
الوجه المحب والودود الذي كانت تظهره له ... ووجه الافعى الذي كانت تظهره خلفه ...
صحيح بأنه لم يَكُنْ يُكِنُ لها حب العشاق ...لكنها كانت دائما في نظره صديقة يكن لها الإحترام والتقدير ...
وزواجه منها لم يكن سببه سوى حملها بأندريه بعد تلك الليلة التي حدث ماحدث بها بسبب ثمالتهما ...
ففي النهاية لم يكن سيهرب من مسؤوليته إتجاه إبنه ووالدته ...حتى لو كان ذلك عن طريق الخطأ ...
لكن هذا يبقى أمرا مؤلما ... إكتشاف المرء لخيانة أقرب الأشخاص له أمر بغيض للغاية ... أمر يهز الكيان ... ويزعزع ثقتك بالعالم ...
فتلك الذكريات التي كانت تبدوا لك نقية ... ستصبح متسخة بعد معرفتك لحقيقة من كانوا جزءا منها ..
وبينما هو يفكر بعمق ... إنتشله من شروده صوت رنين هاتفه الذي يعلن عن وصول رسالة ...فأخرج هاتفه ... ليقرأ الرسالة التي كان عنوانها "البقاء للأقوى"ومحتواها كالآتي...
"لقد إنتهى العد التنازلي أخيرا ...معلنا عن بدأ الحرب ...ياعزيزي لوكاس ... كن على إستعداد...فهناك خياران ...إما أن تَقْتُلَ أو تُقْتَلْ......". _أريان_
إنقبض فك لوكا بسبب ماقرأه ... وقد زاد إلتهاب نيران الغضب التي تحرق داخله بالفعل ......
فهاذا ماكان ينقصه الآن ...ظهور لعين جديد ... تبا لحياته اللعينة ... المليئة بالأوغاد...
"سأرسل لك رسالة الآن قم بتتبع مصدرها "نبس لوكا بعد أن إتصل بكارل ...
"حسنا سيدي ...لكن متى ستعود ...فالإجتماع مع الأمريكيين سيكون بعد نصف ساعة ..." أجابه كارل بنبرة محترمة ...
"اللعنة"
لعن لوكا بداخله وهو يعيد خصلاته المتمردة للخلف بقوة ... فقد نسي أمر الإجتماع تماما ...ثم رد عليه وهو يتجه نحو سيارته ...
" سأكون في الشركة بعد قليل ..."
****
"لقد كان عرضنا واضحا ياسيد لوكا وهو أن تستثمر في مصنعنا وليس أن تقوم بشراءه ..." تكلم أحد الرجال وقد كان يبدوا في نهاية العشرينات بدت على ملامحه الإنزعاج والإستنكار ...
"سيد إدوارد لاتنسى أنا من يقرر هنا " أجابه لوكا باللغة الإنجليزية التي طغت عليها لكنته الروسية ...
"ولكن ياسيد لوكا هذا سيكون غير عادل بالنسبة لنا فهذا من أحد أهم وأكبر مصانعنا ..." تكلم هذه المرة رجل عجوز ...
"هذا أمر لايعنيني ... وقعوا عقد البيع أو إنصرفوا ليس لدي وقت لتضييعه ..." أجابه لوكا ببرود وهو ينهض من مقعده متجها خارج قاعة الإجتماعات وكارل خلفه ..
"أنت تعلم ماعليك فعله إن لم يوقعوا العقد ... " خاطب كارل بينما يفك ربطة عنقه بإنزعاج ..
فأجابه كارل بسرعة:"أمرك سيدي... هل هناك أمر آخر " ...
" تولى أمر صفقات اليوم لدي عمل في الخارج ..."...
*****
إرتسمت ملامح الإنزعاج على ملامح أسيليا بسبب أصوات الموسيقى العالية ....ورائحة الكحول التي تملئ المكان ....
"بربك مالذي نفعله هنا الآن" تكلمت أسيليا مع كلود الذي مان يبدوا منسجما مع ألحان الموسيقي ...
فأجابها وهو يجوب ببصره وكأنه يبحث عن أحدهم :"أتينا لنستمتع قليلا..."
" لاتوجد أية متعة في هذا المكان المقرف ...أنظر لهذه الملابس ...أظن أنهم لو لم يرتدوا أي شيء لكان أفضل من قطع القماش هذه التي لاتغطي شيئا ..." تكلمت أسيليا وهي تشير بملل إلى الفتيات الشبه عارية ...
" متى سينتهي تدمرك هذا ... حسنا أنا أحضرتك هنا لمقابلة أحد الأصدقاء.." أجابها كلود وهو يتنهد ...
"يبدوا أنك نسيت أنني متزوجة " خاطبته وهي ترفع يدها وتشير بإصبعها للخاتم ..
فقلب عينيه بملل وهو يجيبها :" حقا ..لم أكن أعرف أتمنى لك أن تهرمي مع زوجك على وسادة واحدة إذا "..
وقبل أن ترد له أسيليا سخريته قاطعهما صوت فتاتان ..
"ياإلهي لاأصدق وأخيرا إلتقينا بعد سنوات ..."
رفعت أسيليا نظرها بإستغراب لما سمعته ...لكن سرعان ما إتسعت مقلتاها بسبب إندهاشها ممن تراهما أمامها ...
فتاتان تمتلكان شعرا أحمر ..وأعين زرقاوتان ....وبشرة بيضاء مزينة بنمش متناثر هنا وهناك ...
" لقد إشتقت لكما أيتها الغبيتان ..." أردف كلود وهو يعانقهما ...
فإستفاقت أسيليا من دهشتها وإستقامت بدورها تعانقهما وهي تقول ...
" هل أنا أحلم الآن ...أم أنكما حقا فاليريا وداريا ..."
فأجابتها فاليريا وإبتسامة جميلة رسمت على شفتيها :" أنت لاتحلمين أيتها الحمقاء نحن حقا أمامك "
فصلت أسيليا العناق ...ليجلسوا جميعا ....
"لم تتغيرا أبدا .."
نظروا جميعا لبعضهم البعض بإبتسامة بعد أن نبس أربعتهم بنفس الجملة في الوقت ذاته ...
" أجل فثلاثتكن لاتزلن بنفس التهور ..." خاطبهم كلود بسخرية ..
" يبدوا أن طول لسانك قد زاد ياعزيزي كلود" أجابته فاليريا بنفس النبرة ...أما داريا وأسيليا فقهقهتهما ملئت المكان ...وذلك لمباشرة كلاهما للشجار مجددا فور لقائهما وكأنهما كان مع بعضهما بالأمس فقط وليس قبل سنوات طويلة....
"إذا أين قادتكم الحياة ..؟" قاطعت أسيليا شجار الإثنين وهي توجه سؤالها للتوأمتين ...
" لقد قادتنا للظلام ..." أجابتها فاليريا بهدوء ...بينما إرتسمت ملامح الحزن على وجه داريا ....
" يبدوا أن أربعتنا سقطوا في ذات المستنقع إذا ..." نبست أسيليا ...وهي تشير بنظرها لكلود ... الذي أخرج هاتفه وأرسل رسالة لأحد رجالهم وماهي دقائق حتى اصبح المكان خال ...
نظرت التوأمتان لبعضهما ثم لأسيليا وكلود بإستفهام ...
فمد كل من أسيليا وكلود أيديهما نحوهما تحت نظراتهما المستغربة لتنبس أسيليا بهدوء :" هل تودان الإنضمام لنا يافريق فانديتا "
" ماذا تقصدين ياأسيليا وكيف تعلمين عن هويتنا ..؟" تكلمت داريا وهي لاتزال مستغربة مما يحدث...
" حسنا سأعرفكما بنفسي ..أنا ناستيا وهذا ذراعي الأيمن رافا ...أنتما تعلمان مايعنيه هذا الآن .." أجابتها أسيليا وهي تميل رأسها للجانب بينما تحولت نظراتها الهادئة إلى باردة ...فهي الآن لاتتكلم بصفتها صديقتهما بل بصفتها الأخرى ...
وبعد لحظات من إستيعابهما للأمر مدت كلتاهما يديهما ...ليصافح الأربعة بعضهم البعض ...
"حسنا إذا إذهبا أنتما برفقة كلود ليطلعكما على مهمامكما ... ومكان إقامتكما ...وسيكون لقاءنا التالي غدا ..." خاطبتهم أسيليا بينما يقفون في موقف السيارات بعد أن أمضوا ساعات طويلة بعد إتفاقهم ...يستعيدون بها ذكريات أيامهم الخوالي .. وذكريات طفولتهم التي كادت تندثر من عقولهم ...
"إلى اللقاء ...نراك غدا " أجابتها التوأمتان وهم تحتضنانها مجددا لتبادلهما هي الأخرى ....أما كلود فقد أشار لها بيده ... ليرحل بعدها ثلاثتهم ...ثم إتجهت هي الأخرى إلى سيارتها وإنطلقت عائدة للمنزل .....
******
"مالذي سنفعله يا سيدتي ... نحن نسمع صوت تحطم الأشياء منذ عودة السيد للمنزل ...ويبدوا أنه غاضب للغاية "... خاطبت الخادمة أسيليا بتوتر ...
" منذ متى وأين أندريه ؟" سألتها أسيليا بسرعة ...لتجيبها الأخرى فورا..
"منذ أربع ساعات تقريبا ..أما السيد الصغير فقد أرسلناه إلى بيت السيد الكبير حتى لايفزع..."
وماإن أنهت الخادمة كلامها ...كانت أسيليا قد صعدت نصف الدرج بسرعة تتجه نحو غرفته ...وماهي لحظات حتى فتحت باب غرفته بسرعة ...ليقابلها منظره وهو يجلس وسط الحطام ويداه مغطتان بالدماء ...
فإقتربت منه بهدوء ...ثم جلست بجانبه ...وهي تنظر له بقلق ....بينما هو لازال يحدق بالفراغ ...
" لا تغرق في أفكارك ...فهذه ليست إلا عاصفة من عواصف الحياة التي لاتنتهي إلا بنهاية حياتنا يالوكا ... فماحدث لم يكن خطأك ...لقد كان أمرا مقدرا ...ولايمكن لأحد أن يهرب من قدره ... كما أن هذا القدر الذي قد يبدوا لك الآن سيئا ...لاتنسى بأنه قدم لك هدية جميلة ...والتي أظنها أعظم هدية قد يحظى به المرء ...إنه ملاكك الصغير أندريه ..."
خاطبته أسيليا بهدوء ونبرة يملئها الحنان الذي يبدوا أن لوكا يفتقده كثيرا ...بينما أناملها كانت تمسح على وجنتيه بلطف ....
فوجه لها بصره وعيناه تعبران عن الإمتنان هذه المرة ليتمتم بصوته المبحوح بسبب تدخينه الكثير ....
"شكرا لوجودك هنا "
تمتم بكلاماته هذه وهو يعني كل حرف قاله .... فوجودهاالآن بحانبه ...قد جعل من رياح العاصفة تهدأ ...أما كلماتها فقد ربتت على قلبه بدفئ جميل .... إنها حقا فريدة بشكل غريب ...لايعلم كيف يصف شعوره معها ...إنها مشاعر جياشة وغير قابلة للوصف بالكلمات ...
أما هي فلم تجبه ...بل مدت يديها ممسكة بيديه التي تنزفان ... تنظر إليهما ثم رفعت بصرها نحوه مجددا ...وقد كانت عيناها تحملان إنزعاحا واضحا لما فعله ... ثم إستقامت وهي تشير له بأن ينهض .... فنهض بدوره ...
"إتبعني علينا تعقيمها وتضميدها .." تكلمت وهي تسير نحو الحمام ....
ليجيبها بهدوء بينما يتبعها بنظراته ..."لاداعي لذلك أنا بخير .."
" لاتناقشني.." إستدارت أسيليا وهي ترمقه بنظرة حادة ...جعلت من إبتسامة خفيفة تظهر على ثغره فأومأ برأسه بقلة حيلة وتبعها .....
تضع علبة الإسعافات الأولية بجانبها .....بعدما إنتهت من تضميد جراحه .....
" إياك أن تقوم بإيذاء نفسك مرة أخرى بسبب الغضب " أردفت أسيليا بحدة ... وهي تستقيم من مكانها .... فأستقام بدوره ثم قام بإمساكها من خصرها جاذبا إياها نحوه ...مقربا شفافهه من أذنها وهو يهمس لها بهدوء ...
" لقد أخبرتني في أحد المرات أن الكتابة بالنسبة لكِ مسكن لآلامك ...
أما بالنسبة لي أنا فأنتِ هي مسكن آلامي ..."
هذه الجملة جعلت قلبها يخفق بجنون مرة أخرى ....هاهو شعور الفراشات التي ترقص سعادة بداخلها يزورها مجددا ... اللون الأحمر زين بشرتها الشاحبة ....معلنا بذلك عن خجلها لكلامه ...
فإبتسم لوكا لرؤيته مدى تأثير جملته عليها ثم إبتعد عنها بهدوء وإنسحب من الغرفة تاركا إياها خلفه ...تتحسس حرارتها ونبضات قلبها .....
~~~~~~~~~~~~~~
في ذلك المقر المعد بكل التجهيزات من أسلحة وحواسيب ومخازن وقاعات للتدريب ....تجلس فاليريا وداريا وكلود في مكتبه وهم يناقشون الأعمال ....
" مالذي جعلكما تدخلان هذا العالم ؟" قاطعت فاليريا نقاش أختها وكلود بسؤالها ...
" ستعلمان ذلك مع مرور الوقت .. " أجابها الآخر فورا من دون تفكير وهو يجمع أوراق الصفقات ....ثم تابع بينما يضعه في الدرج المخصص لها ..
" ستبيتان اليوم بمنزلي ..فأعمال تجهيز المنزل الذي ستقطنان به و التؤكد من عدم وجود ثغرات أمنية سيستغرق حتى الغد ...."
"حسنا لابأس ..." أجابته داريا بهدوء ...
بينما فاليريا قررت إزعاجه قليلا ...
"ولكن ياأختي لاأظن أن المبيت في بيت شاب عازب يعيش بمفرده سيكون صائبا ...فماالذي يضمن لي أنه لن يتحرش بي فكما تعلمين جمالي لايمكن لأحد مقاومته " خاطبت أختها وهي تنظر لكلود بمكر بينما تلعب بخصلات شعرها ....
"تعالي سأريك كم أن جمالك لايقاوم أيتها الشقية ..." أجابها كلود بسخرية ..متجها نحوها ..فركضت فاليريا بسرعة إتجاه المخرج ....ليركض هو خلفها بينما داريا كانت تتبعهما وهي تبتسم للطافتهما ...🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
أستمتعوا بالفصل ...ولاتنسوا مشاركتي بتحليلاتكم وآرائكم ...ولمعرفة الجديد عن الرواية وموعد تنزيل الفصول تابعوني على الأنستا والتيكتوك إلى اللقاء في الفصل القادم ...❤️
Tiktok :abyss07m
Instagram:_abyss_.90
أنت تقرأ
أَزْرَقُ مُنْتَصَفِ اللَّيلْ /Midnight Blue
Romanceتحت ضوء القمر ، عند منتصف الليل ، وسط الرياح الباردة ، في مدينتي موسكو و كازان ، بينما تستمع بطلتنا أسيليا بقطف الحروف مشكلة منها باقات من النصوص المجروجة ... يستمتع بطلنا لوكا بلعبة الدماء ... كلاهما هائمان في اللاشيء ! كل منهما يحمل في طياته صفحا...