مِنَ الحَمَاقَةِ أنْ نُطْلِقَ عَلَيْهَا مُسَمَى حَيَاةْ
في حِينِ أنَّهَا لَيْسَتْ سِوَى حَلَبَةِ صِرَاع....
-----------
داخل تلك الأروقة والمصاعد وبين المكاتب الموزعة هنا وهناك...يتصادم
الحراس المزودون بأسلحتهم وعتادهم متوجهين نحو مصد الإنفجار والعمال المرعوبين الفارين بحياتهم...كل منهم يركض نحو هدفه...
فريق كل همه الحفاظ على حياته مقابل أي شيء...وفريق آخر يضحي بنفسه دون أي مقابل ....
هذا هو قانون الحياة...التناقض...
لاوجود لحياة دون موت...ولاوجود لموت دون حياة...
لايوجد خير بدون شر ...ولايوجد شر بدون خير...
لاحب بلا كره...ولا كره بدون حب...
ولاوجود لأحدهم دون حضور الآخر ...رغم إختلاف مبادئهم وصفاتهم وصراعهم اللامتناهي ...
وبين فلسفات الحياة هاته ...يتواجد كلود وأسيليا داخل غرفة المراقبة ... ينظمان الفوضى الموجودة في الأسفل ...بعد أن إهتزت أركان الشركة على وقع ذلك الإنفجار القوي....
كلود جالسٌ أمام شاشات المراقبة ويضع حاسوبه أمامه ...يضغط على أزراره بسرعة وإحترافية...يبحث عن مسبب هذه المهزلة ...
أما أسيليا فقد كانت تستند على الحائط تلعب بأسلحتها بكل برود ... وكأنها في نزهة عائلية على شاطئ البحر...وليس وسط حفلة إنفجارات صاخبة ....
فهذا ماحرصت تلك المرأة على تعليمها إياه ...منذ لقائهما الأول ...إلتزام الهدوء والبرود في جميع المواقف...
وعلى ذكر تلك المرأة التي أرعبت العالم بدهائها و بتعطشها الشديد للدماء ...
لقد كانت السبب في كون أسيليا ماهي عليه الآن ...هي من إنتشلتها من بين مخالب الموت ...هي من صنعت من تلك الطفلة التي تعرضت لكل أنواع الصدمات والتعنيف ...إمرأة قوية خلقت بألمها مكانا لنفسها في هذا العالم الذي رفضها وحطمها ....
أجل إمرأة عرفها العالم بشرها ...إنتشلت فتاة صغيرة ضعيفة من دون حول ولاقوة ...وساعدتها على أن تعيد بناء نفسها وحياتها ...وأن تنتقم لمن قتلوا برائتها وأحلامها ...
لذا على المرء أن يدرك أنه من الممكن أن تأتيه الطعنات من الأعزاء ...في حين قد يسعفه من دعاهم الملائكة المزيفون بالشياطين ...
أنت تقرأ
أَزْرَقُ مُنْتَصَفِ اللَّيلْ /Midnight Blue
Romantizmتحت ضوء القمر ، عند منتصف الليل ، وسط الرياح الباردة ، في مدينتي موسكو و كازان ، بينما تستمع بطلتنا أسيليا بقطف الحروف مشكلة منها باقات من النصوص المجروجة ... يستمتع بطلنا لوكا بلعبة الدماء ... كلاهما هائمان في اللاشيء ! كل منهما يحمل في طياته صفحا...
