مِنْ فُرْطِ خَوفِي خَائِفٌ مِنْ أَنْ أَخَافْ....
مَايَصِفُهُ بِحُرْ يَعْنِي بِالفِعْلِ وَحِيدْ...
***************
داخل تلك الجدران ذات اللون الأزرق الملكي المزينة بزخرفات ذهبية ...
وعلى ذلك السرير الملكي الضخم الذي يتوسطها ...
يجلس لوكا يحدق في الفراغ وكل مايشغل عقله كلماتها التي لم تمر على مسامعه مرور الكرام ...
بل شقت طريقها نحو أعمق نقطة بداخله وجعلت لنفسها موطنا هناك ...
فمنذ وصولهم للقصر كان كل مايشغل باله هو مارآه من مشاعر عميقة ومؤذية غير مفهومة تقبع خلف جمودها وإبتساماتها الهادئة ...
فالأول مرة منذ لقائهما رأى شيئا آخر بداخلها شيئا جعله هذه المرة يدرك بأنها لن تكون شخصا عاديا في حياته بعد الآن ...
حسنا هي منذ البداية لم تكن شخصا عاديا دخل حياته ...فدخولها بحد ذاته كان غريبا ...نظرا لهويتها كأسيليا ألوبيتسيا ...ومن ثم إكتشافه لهويتها الأخرى ناستيا....
لكن هذه المرة أصبحت مميزة بالنسبة له بشكل آخر ... فهو الآن يعلم أن نبضات قلبه وشعوره بالألفة برفقتها ...وإبتساماته النابعة من أعماقه التي كان سببها الوحيد أندريه وأصبحت الآن هي أيضا سببا لها ... تدل على شيئ واحد وهو أنها الآن إستوطنت روحه وعقله ...
ليهمس لوكا لنفسه بإبتسامة هادئة إرتسمت على وجهه...
"يبدوا أن الأمور خرجت عن السيطرة ياتايقر" ...
لينهض بعدها من مكانه متوجها للأسفل فوقت العشاء حان .....
يجلس لوكا في مقدمة الطاولة بينما أسيليا تجلس على جانبه الأيمن وبجانبها أندريه ...وهم يتناولون طعامهم بهدوء ...
ليقطع لوكا ذلك الهدوء وهو يقول بنبرة جادة جاذبا إهتمامهما ..
"أندريه لن تذهب للمدرسة غدا"
ففتح أندريه عينيه بتفاجئ ويقول بسعادة..
"حقا ؟هذا رائع سأمضي اليوم كله في اللعب مرحى"
لكن سرعان ماإختفى حماسه بعد أن تكلم لوكا مجددا ...
"لقد أخبرتني أسيليا عن أمر تلك المرأة ...لذا لا تقلق لن أسمح لأحد بلمسك ...لا أنا ولا أختك أسيليا "
بدأ أندريه يرتجف وإتضحت عليه ملامح الخوف وتجمعت الدموع داخل مقلتيه بمجرد أن ذكر لوكا تلك المرأة ...
فتقدمت أسيليا منه وكورت وجنتيه بيديها رافعة نظره نحوها وهي تتكلم بهدوء...
"إهدأ ياصغيري لا أحد يستطيع إيذائك بوجودنا "
إقترب لوكا بدوره نحوهما يحمل إبنه محتضنا إياه بينما أسيليا تربت على شعره ولكن المفاجأة كانت إنفجار أندريه باكيا وهو يقول...
"أنا آسف ..."
لينظر كل من أسيليا ولوكا لبعضهما بإستغراب لتأسفه لينبس لوكا بهدوء...
"لماذا تتأسف ياصغيري أنت لم تفعل أي شيء"
لكنه هذه المرة صدمهما حقا وهو يقول...
"لقد ..لقد قامت تلك المرأة بضربي بقوة على يدي لأنني بدأت بالصراخ ورفضت الذهاب معها ...ثم ...ثم أخبرتني إن تجرأت وأخبرتكما بما حدث ستقتلني ...أنا آسف لأنني لم أخبركما"
أنهى جملته بينما صوت بكائه عم المكان...وذلك تحت صدمة كليهما التي سرعان ماتحولت إلى غضب جامح بعد أن رفعت أسيليا دراع قميصه ورأو الكدمة عل يده نظر كل منهما للآخر بنظرات تتوعد بالجحيم لتلك المرأة ...
بعد مرور ساعة من تهدأتهما لأندريه نام أخيرا ...ليخرج كلاهما من غرفته متجهين نحو مكتب لوكا ...
بعد مدة أتت روزيلا بعد أن إستدعاها لوكا....
"لماذا لم تخبريني أن أندريه تأذى"
نبس لوكا ببرود ...لتجيبه الأخرى بإحترام
"آسفة سيدي كان هذا طلب السيد الصغير وقد قال بأنه جرح ناتج عن وقوعه لذا لم أشأ أن أضخم الأمور"
وجه لوكا نظرة ثاقبة لروزيلا جعلتها تتجمد مكانها من الخوف ثم تقدم نحوها وهو يمسك ذراعها بقوة...
"ألم آمر لعنتك بإخباري عن أدق تفصيلة تحدث معه حتى لو تعرض للذغة باعوضة ستخبرينني "
أجابت هي بصوت مرتجف:"آ..آسفة سيدي ..."
لكن لوكا كان له رأي آخر في تلك اللحظة فقد كان في قمة غضبه لذا أخرج سلاحه واضعا إياه على رأسها...
لكن أسيليا تداركت الوضع بإقترابها منه ممسكة ذراعه تتكلم بهدوء معه ...
"إهدأ الآن ..إحتفظ بغضبك .. لمن يستحقه"
أنهت جملتها وهي تشير لروزيلا بالإنصراف ... فركضت خارج الغرفة بسرعة وكأنها تهرب من وسط الجحيم ...
"سنقتلها الآن وحالا"
نبس لوكا بحدة ..لتجيبه أسيليا بالمثل ...
" حسنا لنتجهز نلتقي بعد ربع ساعة "
أومأ لها الآخر وصعد كلاهما كل نحو غرفته....
بعد إنتهائهما من تجهيز أنفسهما تزامن وقت خروجهما من غرفهما ليغرق كل منهما في سحر الآخر للحظات ...
هي في جمال شعره العسلي المتناثر وأعينه الشبيهة بالمحيط التي تحدق بها ...أما هو يحدق بجمال نظراتها الحادة وشعرها المظلم كسواد الليل الذي يتدلى على ظهرها وجمال مظهرها بذلك القميص الأبيض الذي يظهر
القليل من وشم الثعلب المميز الذي على خصرها ...
*********
"كلود هل حددت مكانها "
نبست بهدوء وهي تتكلم عبر الهاتف معه...
ليجيبها الآخر بسرعة...
"أجل إنها تبعد عنكما مسافة ساعة ونصف ..إنها في منطقة*****...."
"حسنا أرسل أفضل قناص في الفريق إلى هناك .."
"أمرك"
أغلقت الهاتف موجهة نظرها للوكا الذي كان يتآكل من الغضب...
" لقد حددنا مكانها إنها****"
زاد لوكا من سرعة السيارة فوق سرعتها الجنونية التي يقود بها الآن للتنهد أسيليا وتعيد نظرها للنافذة بينما تفكر في ماسيحدث الليلة ...فمن المؤكد ستكون ليلة حافلة ...
أوقف لوكا سيارته أمام بوابة ذلك المنزل الضخم ...ليتقدم أحد الحراس منهما .... يتكلم بخوف...
"مرحبا سيد لوكا هل تحتاج شيئا ما..."
أجابه لوكا بحدة...
"إفتح البوابة"
أردف الحارس بتوتر أكبر...
" لا أستطي..."
لم يكمل الحارس كلامه لأن رصاصة من لوكا إخترقت جمجمته ...جاعلة منه جثة هامدة .. وهذا جعل الحراس الآخرين يتقدمون منهما وهم يوجهون أسلحتهم نحوهم ...
جعل ذلك أسيليا تضحك بسخرية وهي تخرج أسلحتها وتطلق على الحراس واحدا تلو الآخر من داخل السيارة بينما لوكا تقدم وقام بفتح البوابة ...ليعود بعدها إلى السيارة مجددا منطلقا إلى الداخل ...وبعد دقائق معدودة كانا داخل المنزل ...
داخل تلك الصالة ذات التصميم العصري يجلس لوكا على تلك الأريكة وأسيليا بجانبه بينما تلك المرأة تجلس على الأريكة الأخرى وكارل يقف خلفها مصوبا سلاحه نحوها ....
نبس لوكا ببرود وهو يعقد يديه ...
"لم نلتقي منذ زمن آنسة روز"
نظرت له الأخرى بأعين مليئة بالحقد وهي تجيبه بسخط...
"أيها اللعين .. لن أدعك تعيش بسعادة ...بعد أن ماتت أختي بسببك ...سوف أقضي عليك وعلى زوجتك العاهرة وإبنك الحش.."
لم تستطع إكمال جملتها لأن رصاصة من سلاح أسيليا تموضعت وسط ذراعها ...لتصرخ الأخرى بألم ...
"ياآنسة أنت لست سوى حشرة أمامي لذا أنصحك بإلتزام الصمت ..."
نبست أسيليا بهدوء وهي تعبث بخصلاتها الفحمية ...
لتصرخ الأخرى ..
"أنتي لست سوى عاهرة يمضي بها الوقت لن تأخذي مكان أختي أبدا"
لينهض لوكا من مكانه مقتربا من روز وهو يقول ...
" حسنا بما أنك تريدين تأدية دور الأخت المحبة ..لما آذيت إبن أختك .. دعيني أفكر قليلا..هذا لأنك لاتحبين أختك أساسا ولايهمك أمر إبنها .. كل ما كنت تسعين إليه هو الحصول على المال ... عن طريق إختطافك لأندريه ..."
إتسعت عيناها بصدمة فكيفله أن يعلم بكل مايجوب عقلها رغم تمثيلها الجيد ...فهي لم تفصح بأفكارها لأحد ...لقد كانت تدرس خطتها ..وقامت بتنفيذ الجزء الأول منها ...لكنها باءت بالفشل منذ بدايتها ويبدوا أن نهايتها حانت ...
"كنت أريد قتلك بشدة لكنني سأدع الأمر لزوجتي لأن قتل النساء لا يروقني ..."
تكلم لوكا بسخرية ..
إرتسمت إبتسامة على وجه أسيليا وهي تستقيم من مكانها حاملة خنجرها ..وهاهي الآن تقف أمام المدعوة روز ...
وكل ماكان يدور في عقلها أنها ستقتل هذه الغبية بأبشع الطرق وترسلها إلى الجحيم لترافق أختها وإبن عمها ...
أخدت تحرك خنجرها على رقبة روز جاعلة من جلدها ينفصل عن لحمها بينما الأخرى كانت تصرخ بألم وهي تشتم أسيليا...
"أيتها العاهرة إبتعدي عني.."
لكنها بالطبع لن تبالي لأمرها فهي الآن لاترى أن من أمامها بشرية ..هي في نظرهاليست سوى مجرد قمامة ...كل ماتريده هو المال ..لم ترأف حتى بطفل صغير وقامت بإيذائه...
حسنا هي ليست أفضل منها فهي قاتلة وتلوم روز على إيذائها لطفل لكن هناك فرق شاسع بينهما .. صحيح أن أسيليا ليست ملاكا لكنها لاتقتل أو تأذي الأبرياء هي فقط تسحق من يتجرأ على التفكير في إلحاق الضرر بها وبمن تحبهم ...هي تسفك الدماء القذرة فقط ...
وبينما كانت أسيليا ترسم لوحاتها الفنية بخنجرها على جسد روز ...
كان لوكا يشاهد بصمت ...و غضبه أخد يتلاشى ...فكل جرح خلفته أسيليا على جسد تلك الساقطة أخمد نار من نيران كلامها وما فعلته بإبنه ...
أما في الجهة الأخرى كان كارل بشعره الذهبي وأعينه الخضراء وضخامة جسده وطوله يقف خلف لوكا وهو يشاهد ماتفعله أسيليا بصدمة وكل مايدور في عقله ...أحقا هذه هي زوجة الزعيم الهادئة اللطيفة ...فلطالما بدت له رقيقة مثل أي فتاة من الطبقة الأرستقراطية لكنه الآن يرى نقيض ذلك تماما ...هو الآن يرى شيطانا أمامه ...شيطانا يتفنن في تعذيب ضحيته ...
لكن تلك الصرخة التي أدوت المكان بعدما قامت أسيليا بفتح بطن الأخرى بحركة سريعة من خنجرها ...جاعلة الدماء تتناثر في كل مكان جعلتهما يخرجان من أفكارهما ...لتمد أسيليا يدها بكل برود وتخرج أحشائها رامية أياهما على الأرض ...تزامنا مع لفظ روز لأنفاسها الأخيرة ...
بعد إنتهائها من لوحتها الفنية إستدارت للوكا الذي إبتسم لها بخفة لتبادله الأبتسامة ...
"أنت مخيفة حقا"
نبس لوكا بهدوء وهو يدخن سيجارته بينما يقفان أمام سيارته ...
لتجيبه هي بإبتسامة ماكرة....
"لم ترى شيئا "
"هناك مفاجآت أخرى إذن .."
"هناك الكثير منها ..لاتقلق.."
"أتشوق لمعرفتها أذن ... "
أشار لوكا لكارل بالتوجه لسيارته هو والحراس الآخرون ...ثم قام برمي سيجارته وهو يتجه نحو مقعده لكن أسيليا قاطعته...
"سيأتي كلود لأخدي لدي أعمال يجب أن أكملها ..."
وصل كلود تزامنا مع إنهائها لجملتها ليومئ لها لوكا بدوره وينطلق بسيارته وخلفه سيارات حراسه وكارل ...
********
" هل تمت الصفقة مع المكسيك بنجاح؟"
خاطبت أسيليا كلود بينما تعمل على إحدى الملفات .
"أجل لقد قبلوا بكل شروطنا"
أجابها كلود بهدوء ...ثم تابع..
"لقد قبلت الياكوزا التحالف معنا لكنها وضعت شرطا.."
رفعت أسيليا نظرها لكلود ليكمل بدوره...
" لقد طلب الأويابون ...أن ينظم إلينا الزعيم لوكاس ...كما أنه يريد أن نسمح لهم بتمرير شحناتهم إلى أستراليا ..
إبتسمت إسيليا ...لأنها كانت تتوقع شروطا غريبة ...لكن يبدوا أنهم سهلوا عليها الأمر بهذه الشروط ...
فإقناع لوكا سهل لأنه كان ينوي بالفعل التحالف مع الياكوزا لذا هذا في صالحها..
أما بتمرير شحناتهم إلى أستراليا فذلك لا يحتاج أي جهد فأستراليا كلها تحت سلطتها ... فهذا التحالف هدفه الأول والأخير هو تبادل المصالح هي تريد منهم تدريب رجالها ...
فتدريبات الياكوزا ليست مزحة ...فهي عبارة عن تصنيع وحوش بشرية ..وهذا ماتريده هي ...
"حسنا هذا جيد ...أخبرهم أن شروطهم قبلت "
نبست أسيليا بهدوء ليومأ لها كلود ...ثم عاد كل منهما لعمله ...
مرت ساعتان من العمل وأسيليا تشغل نفسها بالأوراق ....
لكن يبدوا أنها بدأت تضعف فشعورها بالإختناق بدأ يجتاحها وضربات قلبها أخدت تتزايد ...
فنهضت من مكانها وهي تضع يدها على صدرها محاولة التنفس ..
إتجه كلود نحوها بعدما لاحظ إضطرابها ... تقدم منها بكل هدوء يمسك وجهها بيديه ...وهو يقول بهدء
" حسنا ..إهدئي ...تنفسي بعمق ... لن يحدث أي شيء أنت بأمان ..."
رفعت نظرها له وهي لاتزال تتنفس بصعوبة ...
وكل مارآه داخل رماديتاها هو الإنكسار ...
ذلك الإنكسار الذي رآه لأول مرة عندما كانا في العاشرة من عمرهما ...
ها هو يراه الآن مرة أخرى ...
حسنا لقد شهد مرات عدة على نوباتها هذه فهي تزورها في كل مرة تسفك فيها الدماء ...
لكنه كان يرى في عينيها في تلك المرات الظلام لاغير أما هذه المرة فرأى إنكسارها الذي تخفيه عن العالم ...
وهذا جعل قلبه ينفطر فهي أخته الصغيرة ....أخته التي أنجبتها المواقف ...أخته التي تربطه بها المشاعر لا الدماء...
هي عزيزة عليه لدرجة لايتصورها أحد ...
فبسبب قوة علاقتهما وتشابه أشكالهما كان الجميع يظنهما توأمين ... فهو أيضا يملك شعرا أسود قاتم وعينين رماديتان كخاصتها وكأنه النسخة الرجالية منها ...
مرت دقائق عدة وكلود يهدأها بكلماته لكن يبدوا أن الكلمات لا تجدي نفعا هذه المرة ....
فقام بسحبها لحضنه وعانقها ...فدفنت هي بدورها رأسها داخل صدره مبادلة إياه العناق ....فأخد يربت على رأسها بخفة..
"أسيليا أنت تعلمين أنك أغلى ماأملك ...ويمكنك إخباري بأي شيء ...فأنت لست صديقتي وحسب أنت بمثابة أخت لي ...وسأضحي بنفسي لأجلك ...لذا عندما تخور قوتك ستجدينني موجودا دائما هنا لأسندك حتى تستعيدي قوتك مجددا..."
بعد لحظات بدأت أنفاسها وضربات قلبها تنتظم ...
فرفعت نظرها نحوه وهي تبتسم إبتسامة متعبة ثم نبست بهدوء وهي تبتعد عنه....
"وأنت أفضل أخ في العالم"
إبتسم لها بدوره بسعادة وصدق... فهي لم تناديه بأخي منذ زمن طويل ...
كما أنها لاتقل عنه سعادة ...فرغم قوة علاقتهما طول تلك السنوات ..
لم تكن تظن أنها مهمة بالنسبة لهذه الدرجة ...ولكن بعد كلماته الصادقة وحضنه الدافئ غيرت فكرتها تلك ...
"حسنا سأوصلك الآن للمنزل"
خاطبها بهدوء وهو يحمل مفاتيح السيارة...
" هناك الكثير من الأعمال ...لايمكنني الدهاب الآن"
أجابته أسيليا بهدوء ...
ليرمقها بنظرة حادة.....
"هيا أنا أخاطبك الآن كأخيك الأكبر لاكتابعك...يجب أن ترتاحي بعد ما حدث اليوم وإلا ستسوء حالتك كالمرة الماضية ...أما الأعمال سأهتم بها بنفسي "
تنهدت بإستسلام ..
"حسنا أيها الأخ الأكبر "
خرجت قهقهة من كلود بعد إستسلامها له لأول مرة في الحياة ....ثم توجها نحو قصر تايقر وكان الصباح قد حل بالفعل...
*******^
"أبي ألم تستيقظ أختي أسيليا بعد؟"
سأل أندريه والده ليجيبه الآخر بهدوء...
"لقد خرجت باكرا لديها أعمال"
تنهدأندريه وهو يقول....
"لقد أردت إمضاء اليوم معها ..لكن يبدوا أن هذا لن يحدث اليوم.."
إحتضنه لوكا مقبلا وجنته...
" لابأس ياصغيري ... عندما تتفرغ ستقضي وقتها معك"
فأومأ أندريه له برأسه...
"ومن قال أنني لن أقضي اليوم معك"
تكلمت أسيليا وهي تتجه نحوهما بهدوء ...
ركض أندريه نحوها بسرعة ... يرتمي في حضنها ...ليردف بحماس..
"مرحى سألعب مع أسيليا اليوم"
"أجل أيها الصغير ستقضي اليوم معي "
نبست أسيليا وهي تدغدغه ...
إستقام لوكا من مكانه وهو يحمل سترته ..بينما يخاطبهما بهدوء و بإبتسامة على شفتيه ....
" يبدوا أنه لامكان لي بينكما ...سأذهب للعمل إستمتعا بوقتكما "
لتجيبه أسيليا بهدوء ومزاح ...
"يوجد مكان لك دائما لاتقلق"
أردف أندريه بدوره ....
"أجل أبي " ...
تقدم لوكا منهما مقبلا أندريه على جبينه ...
"حسنا ...سأبقى معكما المرة المقبلة لكن هذه المرة لدي أعمال"
لكن أندريه قاطعه قبل أن يتحرك ...
"أبي إنتظر ألن تقبل أسيليا أيضا..."
أنهى أندريه جملته بينما تصنم كلاهما في مكانهما... مرت دقيقتان وهما متصنمان ليقاطعهما أندريه مرة أخرى....
" هيا أبي قبل أختي أسيليا وإذهب للعمل كي نلعب أنا و هي " ...
تقدم لوكا منها بتوتر أخفاه وطبع قبلة على جبينها ....
ثم إبتعد بسرعة وهو يبعثر شعر أندريه ثم توجه نحو الخارج ..
تاركا أسيليا تحت الصدمة ...وقلبها يكاد يتوقف من سرعة ضرباته ...وتلك الفراشات أخدت تحلق داخل معدتها ...وكل ماتفكر به ما اللعنة التي تحدث لها الآن ...
*******
"لن أقوم بزيادة المبلغ ..."
أنت تقرأ
أَزْرَقُ مُنْتَصَفِ اللَّيلْ /Midnight Blue
Romanceتحت ضوء القمر ، عند منتصف الليل ، وسط الرياح الباردة ، في مدينتي موسكو و كازان ، بينما تستمع بطلتنا أسيليا بقطف الحروف مشكلة منها باقات من النصوص المجروجة ... يستمتع بطلنا لوكا بلعبة الدماء ... كلاهما هائمان في اللاشيء ! كل منهما يحمل في طياته صفحا...