الفصل الثاني - قُلوبٌ مُنهكة .

2K 217 114
                                    

-










• وراء خمسة عشر عاماً مُنهِكاً •

" أنا مُصِرٌ على الإنتقال ، لم أعُد أحتمل ! كُل من هُنا هُم كِبار و لقد إكتفيت ! "

الطفل الصغير بلغ و كبر مع عُقدته من الكِبار ، بات ينظر لكل الكِبار كوحوش ينتظرون أتفه فُرصة للإنقضاض عليه و غرس براثنهم فيه .

لم يتمكن من تخطي عُقدته التي أجهدته و جعلته يحيا حياةً مبتورة مُحملةٌ بالنقص .

" جونغ كوك إبتعادك عن الحي ليس حلاً- "

" البقاء أيضاً ليس بِحَل أُمي ! عِشتُ حياةً لا يَصل قُبحها شيء داخل هذا الحي ، كيف عساي أُكمل عيشي و أنا كُلما نظرتُ جانب بيتنا تغزوني ذِكرى لم أقوى على نسيانها ؟ أيُّ حياةٍ هي هذه بِحقكم جميعاً ؟ أتوسلكِ أن تدعيني أعيش.. "

مُنهكاً ختم كلامه و إنكسار نظراته كان أكبر مما يحتمله قلبها المُحمل بالذنب إتجاه إبنها الذي بلغ الثاني و العشرين مع عُقدة النقص المقيته التي رافقته أمدًا من الزمن لا يبدو أن النهاية قد كُتِبت له .

" إفعل ما يناسبك جونغ كوك ، لك كُل الحق في عيش الحياة التي تبتغيها ، لا تقلق بشأني أنا و أباك فسنتدبر أمرنا معاً "

أمسكت خدود إبنها الذي نفر من لمستها في بادئ الأمر قبل زفر أنفاسه و التقدم إليها لتمسك خدوده و تسند جبينها فوق خاصته كما تشاء .

" آسف ، آسفٌ لِكُل ما حملتِ نفسكِ به بسببي يا أُمي ، آسفٌ على نفوري و إبتعادي و خوفي ، آسفٌ لِكوني جونغ كوك ، آسفٌ بحق يا أمي "

قبّل ناصية رأسها و إبتعد يمنحها إبتسامةٌ صفراء حملت كُل تعبه طوال هذه السنين للتماسك أمام والديه و إيهامهما أنه يعيش بخير ، قلبهُ الصغير أضناه التعب و عُقلهُ أُنهك من كثرة التفكير في ذِكرى وحشية تركت داخله أثرًا أزلياً لن يتجاوزه .

" عثرتُ على بيتٍ بالفعل على بُعد مائة و خمسين كيلو مترًا ، تفقدت المنطقة و لا يوجد فيها الكثير من الكبار كما أنها أقرب للجامعة و لن أتعب في ركوب القطار إليها كل صباح ، سأكون بخير فلا تقلقِ علي "

قارورةُ مِسكْ ∆ KOOMI +18 ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن