3_ روحاً تشبه روحها

18.4K 1.4K 68
                                    

وضع الملك مكافآت خيالية لمن يرعى ابنته ويقبل خدمتها لكن هيهات فمن سيقبل برعاية تلك "الوحش"؟

حاول مع عامة الشعب والأحياء الفقيرة لكن لم يرضوا بجميع الكنوز التي قدمها الملك لهم أليست حيواتهم أهم فما فائدة المال إن ماتوا مثلما مات الخدم المسؤولون عنها

أصيب الملك باليأس مرت أيام لا ينام أو يأكل فيها يعمل ويعمل بلا توقف

أهو حبٌ لابنته الرضيعة ؟!!

بالطبع الجواب هو " لا "
هو خائف نعم وبل مرعوب من فكرة موتها وخروج روح الظلام عن السيطرة

لن يستطيع دحض الدمار الذي سيسببه الروح ولا تزال إيميليا رضيعة ولن تقدر على إيقاظ روح النور وبل ربما سيقتلها روح الظلام وهي في هذه الحالة من الضعف وفقدان الحيلة  

لاا ضرب بالكأس الذي كان يرتشف منه على الطاولة حتى تكسر بين يديه وسالت منه دماؤه مع النبيذ الأحمر

لن تتدمر مملكته في زمن حكمه لن يسمح بذلك أبداً
إذا لم يقبل أحد برعايتها فسيجبرهم نعم سيجبرهم على ذلك

خطا خطوات سريعة وخلفه مساعده يتعثر في خطواته  ليلحق بسيده

وصلا نحو الزنازين أسفل القلعة المليئة بالرطوبة والعفن وأصوات الجرذان التي يردد صداها بين الجدران الباردة وأصوات التأوهات للسجناء القابعين خلف القضبان

وقف أمام زنانة معينة وأمر الحارس بفتح الباب
كانت تقبع فيه امرأة هزيلة وجهها مغطى بشعرها الأشعث الطويل

نظرت إليه الاخيرة بنظرات خاوية معدومة من الحياة  والأمل

أسيرة حرب دمر بلدها ولم يعد لها ما تخافه فليس لها مكان تعود إليه أو أشخاص ينتظرونها الشخص المثالي لرعاية وحش البرج الشمالي

أمر الحراس أن يجلبوها معهم ومشى نحو المخرج وهو ينظر حوله بازدراء للسجناء الذين يعتبرهم أدنى من الحشرات

خرج من المكان وخلفه الحراس يجرون المرأة ويتبعونه

.
.
.
جالس على عرشه المرصع بالجواهر والذهب وينظر للأسفل بدونية

جالسة هناك رأسها منحني تنتظر أمر إعادمها أتراه سيكون شنقاً أم رجماً أم حرقا؟

ومن بين جميع الاحتمالات التي وضعتها في رأسها لم تتوقع ما تفوه به الذي أمامها للدرجة التي خرج فيه صوتها الذي حبسته منذ زمن طويل

:ع..عذرا؟

_:كما قلت ستخدمين ڤيليا حتى تصبح في العاشرة من عمرها مقابل ذلك ستحصلين على حريتك ولكن.. في حال رفضتِ ذلك فسوف يتم تعذيبك لأقصى درجة للحد الذي ستتمنين الموت فيه ولن تناليه

برقت عينيه العسليتان بوهج مخيف وهو يخبرها بل يجبرها على الموافقة

ارتعدت أوصالها كغصن جاف في مهب الريح عضت شفتاها الجافتان حتى سالت الدماء وسقطت بضع قطرات على الارضية الرخامية

أهذا يسمى خيارًا حتى؟  لم يدع لها مجالاً لتختار أصلاً أيريد أن تخدم تلك الوحش ؟

الجميع يعرف بشأنها حتى الأشخاص أمثالها فقد كان الحراس يثرثرون عنها منذ أسابيع

لا.. لا تريد أن تموت كتلك الخادمات الاتي سمعت عنهن
لكن إذا رفضت فسوف يقوم هذا المختل بقتلها بنفس الطريقة وبل أبشع

طريقان خياران قراران يؤديان إلى نفس المكان والنتيجة والفارق الوحيد بينهما هو الزمن

فإن رفضت ستقتل الآن وإن وافقت فلا تدري متى ستموت

ماذا فعلت ليحصل لها هذا؟  أ لأن بلدها هزم ؟ أم لأنها لم تولد في هذا البلد ؟ أم لأن لا أحد أنقذها؟

ومن سيقذها؟  فلا والد لها أو أخ تستند عليه والشخص الوحيد الذي كانت تعتمد عليه قد فارق الحياة منذ زمن طويل

أصابها الإدراك فجأة ... لماذا تريد أن تعيش بكل هذا اليأس لما لا تموت فقط نعم فقط فلتمت ولترتاح ولكن ليس الآن ليس بعد

رفعت رأسها بعزم تنظر إلى ذلك الجالس على العرش قبضت يدها بعزم وحركت فمها وخرجت ثلاث كلمات حددت مصيرها : نعم .. سأقبل برعايتها !

.
.
.
تمشي وراء الحارس تأخر قدماً عن أخرى يقال القول أسهل من الفعل وقد صدقوا في ذلك

كانت عازمةً أمام الملك ولم تخف من قراراها أو تخشاه ولكن الآن وقد أصبح الأمر واقعاً وأصبحت تقف أمام البوابة الحديدية بدأت تتساءل أكان قرارها صائباً ؟

دفعها الحارس إلى الأمام بعد أن فتح السلاسل التي تحكم إغلاق الباوبة الضخمة وثم أعاد أقفالها بإحكام نظر إليها بشفقة وغادر المكان وكأنه لم يصدق انتهاء مهمته المرعبة سعيداً بأنه ليس بمكان تلك المرأة

بينما هي كانت تنظر إلى أثر الحارس برعب شديد
بدأت تنظر حولها  الخوف يدب في أوصالها وارتعاش جسدها يزداد

أخذت نفساً طويلاً ثم بدأت تمشي نحو القلعة وفتحت الباب الخشبي المتهالك كان المكان مظلماً جداً وباردا أيضاً أحقاً لا تزال تلك الطفلة على قيد الحياة ؟

بدأت تتلمس الجدران وتصعد الدرج الملتوي درجةً درجة ..

حتى وصلت لباب خشبي فتحته وتبعه صوت صرير مخيف

أطلت برأسها للداخل فإذا به خالياً الا بصندوق في منتصف الغرفة

مشت بخطوات بطيئة نحوه لتنظر إلى صاحبة الشائعات فإذا بها ترى طفلة كأي طفل وبل تبدوا وكأن البراءة تجمعت فيها

كانت تحرك يديها وتصدر صيحات صغيرة منخفضة تبحث عن شيء يسد جوعها

حملتها فإذا بها خفيفة كالريش نقرت على خدها الباردة لتفتح عينيها، صدمت من مدى الجمال الذي تملكه

عيناها الحمراوتان كالياقوت تلمع بفعل ضوء القمر عينان بريئتان لا تعرف بماذا أجرمت لتستحق هذا العقاب ألتقت بعينان  بنيتان باهتتان فقدت الأمل بهذه الحياة

كلتاهما عوقبتا بجريمة لم ترتكباها،كلتاهما حرمتا من العيش والذي هو حقهما

حضنتها تحاول تدفئتها فقد وجدت روحاً تشبه روحها ليست بوحش أو شر بل مجرد ضحية.. مثلها!
   

  

 

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن