5_ الوقت قد حان

14.5K 1.1K 45
                                    

كانت الأيام متشابهة بالنسبة لهما في الصباح تتناولان  الطعام وتقومان بنزهة قصيرة في الحديقة الصغيرة المحيطة بالبرج 

وفي المساء تحكي جيلين قصصاً مختلفة حتى تنام وفي منتصف الليل يأتي صاحب الرداء يلاعبها ويطمئن عليها ثم يغادر

توالت الأيام تباعاً رغم صعوبة العيش في مكان شبه مهجور وبأدنى الإمدادات كانتا سعيدتين بحياتهما وراضيتين بها وبالفعل مرت أربع سنوات بغمضة عين 
.
.
.
صدى صوت الضحكات تجلجلت بالآفاق

نرى خلف السياج المحاط بالبلاب طفلة ترتدي ثوب وردي اللون رغم قدمه وبهتانه الا أنه يبدو جميلا عليها بشرائط بيضاء تزين شعرها الفحمي وخدين كالرمان حمراوتين  
وازداد احمرارهما بسبب ركضها خلف فراشة مسكينة تحاول الهرب من هذه الشقية

وحين قاربت يدها الصغيرة على القبض على فريستها صدح صوت يناديها لتهرب الفراشة في اللحظة الأخيرة

ألتفت الطفلة تنظر لمن نادتها بعبوس لطيف مقتضبةً حواجبها بينما شفتاها مزمومتان بغضب

نظرت لها جيلين تحاول كتم ضحكتها وتدعي الأسف الشديد : أه~ انا آسفة يا أميرتي الصغيرة لم أعلم أنك تحاولين الإمساك بالفراشة.

لترد عليها بكلمات غير مفهومة بسبب عدم قدرتها على النطق الصحيح نظراً لعمرها الصغير   : كنت  ألى وشك الكبت ألى الفلاشه لكنك أكفيتها (( كنت على وشك القبض على الفراشة لكنك أخفتيها))

لتتأوه جيلين بتعبير درامي مليئ بالندم والأسف جلست أمام الصغيرة وسبابتها تنقر على ذقنها تدعي التفكير وفجأة ضربة قبضتها على راحة يدها الأخرى دلالة على عثورها على حل يعوض عن خطئها

لتمسك بكتفي ڤيليا برفق وتقول لها بطريقة مشوقة مع تعبير وجه مشرق : حسناً ماذا عن الذهاب وتناول البسكويت الذي حصلنا عليه بالأمس ؟

لتنظر لها الأخيرة بتعبير غير مصدق فالحلويات بالنسبة لها كنز لا تحصل عليه الا نادراً

لتومئ برأسها بقوة وتبدأ بالركض نحو البرج

لتلحقها جيلين بتعبير مليئ بالشفقة والحزن

فالحلويات التي يتناولها الجميع حتى عامة الشعب دون قيد أو شرط تحصل عليه هذه الصغيرة مرة أو مرتين كل ثلاث إلى أربعة أشهر وكلها مخلفات باقية من الحفلات والمناسبات التي تقام في القصر الرئيسي حيث تعيش عائلتها أقصى أنواع الترف والبذخ

لينتهي يومهم السعيد عند غروب الشمس حيث تتوجهان نحو فراشهما الصغير وماهو الا الرداء الفروي الذي وجدته جيلين يغطيها قبل اربع سنوات ولا تعلم من صاحبها ولكنها شاكرة له طوال هذه السنوات للدفئ الذي قدمه لهما

.
.
.

في الخارج وداخل حدود البرج تلونت الأعشاب باللون الأحمر حيث يستلقي عليها جسد قد فارق الحياة وتعلو ملامحه آثار من الرعب الشديد

يقف هناك بردائه الفروي الطويل الذي يغطي جسده ووراءه الظلال السوداء المنحينة له يتوسطهم الظل الأكبر والأقوى زخماً وهالة

ليخرج من بين شفتيه العابستين صوت بارد بنبرة غاضبة :  تخلص من جميع القمامة المنتشرة هنا

لينحني الظل ويومئ برأسه لتنتشر الظلال هنا وهناك يليها أصوات الصراخ والعويل

بينما هو يقف وعينيه مليئة بالغضب يصر بأسنانه وفي داخل رأسه يتوعد بأسوأ أنواع التعذيب والقتل بما يرضيه
للعقل المدبر لعملية الاغتيال التي كانت ستحصل لولا وصوله في الوقت المناسب

ألتف لينظر إلى  الظلال التي تجر الجثث المكدسة نحو الخارج : تسك~ أصبحوا مزعجين، إذا تركتها لوحدها لا اعرف ماذا سيفعلون بها

وأخيرا قرر بأن الوقت قد حان ليبدأ بحراستها علناً

.
.
.
.

تنويه!!

عذراً على التأخير لكن حصلت لي ظروف منعتني من الكتابة لفترة والآن بدأت الامتحانات وليس لدي الوقت أو المزاج للكتابة لذا سأنشر دفعة حين تبدأ عطلتي الصيفية بإذن الله  (╥﹏╥)

إلى اللقاء ♡

   

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن