21_اللقاء

11.2K 976 22
                                    

كان مجرد يومٍ آخر ملت من حساب ساعاته الطويلة
كانت مرهقة فالأحلام لا تتوقف عن إزعاجها

جائعة تنتظر پاني لإحضار الطعام كالعادة لكن مهما انتظرت وانتظرت لم تأتِ

أصابها الخوف بأن مكروهاً قد حصل لها
لكن قررت الانتظار أكثر قليلاً فلا شك بأن القصر كبير وأرجل پاني صغيرة وقصيرة لذا تستغرق وقتاً للمشي

أو أن الطعام لم يجهز بعد
وربما اختبأت لأن الخدم يعملون اليوم في نطاقٍ أوسع

ترهات وترهات خدعت به عقلها لتطمئن نفسها

وهكذا حل المساء ولا يوجد خبر عن پاني
.
.
.
.
في ذلك الصباح

وكالعادة انطلق الظل نحو المطبخ لجلب الطعام وبعد معاناة طويلة حصل على مبتغاه

شطيرة لذيذة وزجاجة حليب

رغم كونهما ثقيلان عليه لكنه سحبهما نحو الرواق الطويل المؤدي إلى غرفة ڤيليا

وحين وصل لمنتصف الطريق سمع جلبةً تأتي ليتوقف مكانه ويرتمي على الأرض كدمية لا حول لها ولا قوة

لتأتي خادمةٌ ومعها الطعام العفن القديم

استضمت قدمها بجسد پاني لتطير كالكرة
نظرت الخادمة للشيء الذي ركلته فإذا بها دمية أرنب قديمة وبالية

رفعت حاجبها والتقطت الدمية قلبتها يميناً ويساراً
لتتمتم باستهجان : لمن هذه الخردةُ البالية؟

على حد علمها فلا توجد خادمات صغيرات في هذا القصر 

ولا خادمات متزوجات لهن أطفال

والشخصان الوحيدان الذين من المحتمل أن تكون الدمية لهما هما الأميرتان الصغيرتان

لكن من المستحيل أن تكون الدمية لتلك الوحش فلا أحد قد يقدم لها دمية

وماذا عن سمو الأميرة الصغيرة كيف لها أن تملك هذه القمامة وقد قدم لها الملك الدمى الأغلى والأجمل فقط

إلا إذا...  لتتذكر بأن خادمةً قد قالت ذات مرة بأنها قدمت لسموها دميةً يدوية الصنع وقد قبلتها الأميرة اللطيفة بسعادة وامتنان

إذاً قد تكون هذه تلك الهدية لذا ودون تردد وضعتها في جيب المئزر وتوجهت لغرفة الأميرة لتعيد دميتها (كما ظنت )

وهكذا تُرك الطعام المجلوب بشق الأنفس في ركن الرواق المظلم وبجانبه الطعام العفن الذي نست تلك الخادمة تقديمه
.
.
.
.
تم وضعه في مئزرٍ عفن كريه الرائحة وحمله هنا وهناك يتأرجح داخل الجيب حتى أصابه الغثيان والدوار

وأخيراً أخرجته المرأة من مئزرها ليستطيع التنفس لكن الفاجعة كانت أمامه مباشرة غرفة وردية وذهبية زخارفٌ ومجوهرات ريش الطاووس والنعام الكثير من البريق والبهرجة التي أعمت عيناه

شحب وجهه حين توجهت به المرأة نحو كومة من الدمى الجميلة واللامعة ووضعته بينهم كاد أن يصرخ من الرعب

هذه الأشياء هي أسوء كوابيس الظلال وأكثرها رعباً
ظن للحظة أنه سيختفي من الرعب أراد العودة إلى منفى عالم الأرواح حيث يعيش دون مواجهة مثل هذا المكان

تحامل على نفسه وذكر عقله مراراً وتكراراً بأوامر سيده و تلك الطفلة التي تعلق بها الآن

وبقي في مكانه لوقت طويل حتى حل المساء لتذهب الخادمات الاتي في الغرفة ويبقى وحيداً ليستطيع الخروج من هنا والعودة إلى غرفة ڤيليا

وحين هم بالحركة فُتح الباب ودخلت منه طفلة شقراء ترتدي ثوب نوم حريري زهري اللون

تجمد في مكانه حين تذكر من هي و أين رآها
كانت تتوجه نحو السرير الضخم لذا انتظر حتى تخلد للنوم ويباشر الهروب

لكن ولسوء حظه توقفت خطواتها ووقع بصرها عليه حبس أنفاسه وتمنى ألا تكون قد رأته ولكن للأسف حصل عكس ما تمنى

واقتربت منه حملته بينما تقلبه كما فعلت الخادمة في وقت سابق

مالت رأسها وزمت شفتيها باستغراب ليخرج صوتها الطفولي المليء بالتساؤل : لا أذكر بأني أملك هذه الدمية لمن هي يا ترى؟

بقيت تنظر إلى الدمية حتى لمعت عيناها وتوسعت
شهقة صغيرة صدرت منها : إنها دمية الشبح!!

تذكرت تلك الفتاة التي رأتها في الرواق المظلم قبل بضعة أيام وقد كانت هذه الدمية هناك

تساءلت عن كيفية وصول الدمية إلى غرفتها

لتسأل الدمية وكأنها ستجيب : هل ضعتي عن صاحبتك؟ لا عليك سوف آخذك إليها الآن

لتستدير خارجة من الغرفة بخطوات صغيرة

سقط قلب الظل حين علم الوجهة التي تسير إليها
ماذا يجب عليه أن يفعل إذا تحرك الآن ومنعها قد يؤذون ڤيليا ظانين بأنها أرسلت دمية مسكونة إلى أميرتهم الغالية لإيذائها

وإذا لم يفعل شيئاً فقد تتلاقى قوتا الظل والنور مما قد يسبب كارثة
حتى وإن كانتا لا تزالان غير قادرتين على إيقاظ قوتهما فقد تتقاتلان غريزياً

وقبل أن يجد الحل المناسب وجد نفسه أمام الرواق المؤدي إلى الغرفة

و....و ڤيليا كانت أمامه تنظر بعيون متسعة لكن ليس إليه بل للفتاة التي تحمله

وهنا غرق قلبه في رعب لا يضاهيه شيء
هل ستكون هذه النهاية؟!

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن