22_ اللقاء (2)

9.5K 878 48
                                    

قبل وقت قصير من مجيء إميليا مع پاني

كانت ڤيليا قد قررت الخروج فالقلق أعتراها فلم يسبق لپاني التأخر حتى هذا الوقت

وفي الحقيقة كانت تخشى أن تتركها كما تركها الجميع
..جيلين وصاحب الرداء ومون

والجوع والعطش اللذان أصابها لم يساعدا على الإطلاق والحلم الفظيع الذي حلمت به قبل وقت قصير زاد الطين بلة كل هذا أصابها بالمرض حيث شحب وجهها بشدة وأصابها الدوار

بذلت كل القوة المتبقية لديها لتخرج من الغرفة
مشت بضعة خطوات ليظهر أمامها شخص لم تتوقع ملاقاته أبداً  "شبيهتها الغريبة"

تصنمت نظراتها وكذلك فعلت الأخرى
بقيتا تنظران لبعضهما وكأن الزمن قد توقف

لتعود إلى رشدها حين لمحت پاني في يدي تلك الفتاة
لتبرد نظراتها وتحتد

جفلت الأخرى بسبب النظرة الحادة التي وجهت إليها
وتراجعت للوراء قليلاً

رفعت ڤيليا رأسها حيث انعكس نور القمر لوجهها مما زاده حدة

تحدثت بصوت بارد لدرجة لم تعرف أنه صوتها  : هل.. أخذ أغراض الآخرين ممتع بالنسبة لك؟

لم يبدوا كسؤال أكثر  منه كتهديد

ارتجفت شفتا إميليا ليخرج صوتها الخائف : أ أنا فقط أردت أن أعيد الدمية

تسك نقرت ڤيليا على لسانها وهي تنظر للتي ترتجف وكأنها أمام وحش فظيع

تراجعت إميليا للوراء أكثر دون ترك پاني من شدة الخوف فهي عاشت طوال حياتها في حماية ورعاية وهكذا موقف لم تواجهه قط ولم تعرف ماذا تفعل

تجمعت الغيوم وغطت القمر ومعه نوره ليقع الرواق في الظلام أكثر بعد اختفاء مصدر الضوء الوحيد

ارتجفت أكثر وأكثر بينما كانت ڤيليا تقترب خطوة بخطوة

وفجأة ظهر الرعد بصوت مدوي حيث أنار الرواق للحظات معدودة وبسببه كشف وجه ڤيليا وخاصة عيناها الحمراوتان

مما أصاب إميليا بالهلع بمجرد النظر لهما لتصرخ بأعلى صوت تردد صداه بشدة

ولم تمر ثوان حتى أضاءت الشموع والفوانيس جميع أرجاء القصر ركض الخدم والحراس وحتى الفرسان

أصبح القصر في حالة من الفوضى وكأن إعصاراً أصابه

أحاط الجميع بالأميرة الخائفة كدرع حماية حصين
وعيون مليئة بالكراهية وجهت نحوها ولكن لم يكن هناك وقت للقلق بشأن نظراتهم

كل ما أرادته الآن هو استعادة پاني من بين يدي تلك الفتاة

لكن الحصن البشري المنيع منعها وجهت نظرتها الباردة نحوهم ليجفلوا جميعاً حتى أن الحرس والفرسان همو بإخراج سيوفهم

ليتردد صدى صوت مدوي قائلاً : كفى!

ليحني الجميع رؤوسهم حين ظهر الملك ومعه الملكة
ركضت إميليا نحو والديها وارتمت في أحضانهما

لتجهش بالبكاء وترمي پاني على الأرض

قام الملك بتهدئة إميليا وأمر الملكة وبعض الخادمات والحرس بأخذ إميليا لغرفتها والبقاء معها حتى تشعر بالأمان وتنام

لينفذ الجميع أوامره وقبل أن تذهب إميليا المحمولة على يدي حارسها الشخصي نظرت إلى تلك الفتاة صحيح أنها أصابتها بالخوف وكرد فعل طبيعي صرخت كما علمها الجميع إذا شعرت بالخوف أو الخطر

لكن الآن عادت إلى رشدها وشعرت بالندم فتلك الفتاة لم تفعل شيئاً سيئاً  لها

ولكن في عقلها البريء قالت بأن والدها سيفعل ما يلزم وبالتأكيد لن يؤذي فتاة صغيرة لأنه شخص جيد ولطيف ودائماً يعاملها بلطف ولذا لم تشك للحظة بأنه قد يفعل شيئاً لن يمر مرور الكرام
.
.
.
.
.
وبعد أن تأكد من ذهابهم حان الوقت ليركز على مصدر الإزعاج الذي قد أبتلي به

صرّ على أسنانه بسخط ليتقدم نحوها وفي عقله فكر بألاف الطرق للقضاء عليها

لقد نسي بالفعل كونها ابنته والآن يراها كألد أعدائه
ولو كان الأمر بيده لقضى عليها منذ زمن

هي التي دمرت عهد حكمه الآمن وحملت دماء مقرفة طغت على دمائها الملكية النبيلة

هي التي تنظر إليه الآن بأكثر نظرة وحشية يمكن أن يراها بتلك العينين الدمويتين

أنكر كل صلة تربطه بها وكونها لا تزال على قيد الحياة فهو بسبب الوحش الذي في داخلها

لو كانت هناك طريقة يمكنه بها أن يخضعها
ويجعلها تخفض رأسها وتتبع أوامره فقط ستكون حينها سلاحاً رائعاً بقوتها المدمرة ستزداد هيبته وهيبة مملكته حينها فقط قد يعترف بها كنسل له

ولكن حتى ذلك الحين هو لن يراها سوى كحشرةٍ تستحق الموت

رفع ذقنه بغطرسة ونادى باسمها الذي لم ينطقه منذ عشر سنوات : ڤيليا نظرتك هذه .. لا تجرؤي على النظر إلي بها مجدداً !

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن