43_مملكةٌ يغطيها الظلام

8.8K 871 41
                                    

تقاتل كلٌّ منهما بضراوة
كانت الغلبة لصاحب الرداء لكن كارسيس لم يستسلم رغم تعرضه لضرباتٍ مبرحة وفقدانه الكثير من الدماء

بدأ صاحب الرداء يشعر بالانزعاج من مثابرة هذا الطفل
وبالاعجاب لعناده وقوته
تعرض جسده لبعض الخدوش من سيف كارسيس لكن ذلك لم يكن شيئًا بالنسبة له باستثناء الجرح الطويل على صدره والذي يزعجه كلما تحرك

تفاقم القتال بينهما واشتد
كان كارسيس يقاتل بالسيف بينما صاحب الرداء أعزل اليدين مما أغضب كارسيس أكثر

هجم بكل ما آوتي من قوة وغرس سيفه في كتف الآخر
صك على أسنانه بتعب فجسد هذا الغريب كالفولاذ لا يسهل اختراقه، بدأت يداه ترتعشان وتفقدان قوتهما
تنفسه أصبح سريعًا وامتزج عرقه بدمه اختفى مظهره الأنيق و بدا بحالٍ يُرثى لها

دفع مقبض السيف بما تبقى من قوته محاولًا إصابته لأقصى حدٍ ممكن حتى خرج رأس السيف من الجانب الآخر لكتفه

أمسك صاحب الرداء الطرف الحاد للسيف وأخرجه عن كتفه دون عناءٍ يُذكر
تدلت ذراعه قليلاً بسبب الإصابة لكن حركها للأعلى والأسفل بسهولة كأنه مصابٌ بجرحٍ طفيف لا شقٍ بليغ في كتفه

تمتم وهو ينظر لإصابته: مثيرٌ للاهتمام
ثم نظر إلى كارسيس بنظرة استمتاع حيث جفل الأخير بتوتر وشعر بنذير شؤم

تحرك صاحب الرداء من مكانه بسرعة الضوء وظهر أمام كارسيس في طرفةِ عين وأمسكه من ياقته وسحبه حتى تصادمت جباههما

صرّ كارسيس على أسنانه حين شعر أن جمجمته انكسرت: تباً!

ابتسم صاحب الرداء ورفع كارسيس من ياقته حتى لم تعد قدماه تلامسان الأرض

كافح كارسيس ولوى جسده وقام بركل صاحب الرداء بأقصى قوته لكن لم يكن هناك فائدة فلا فرق بينهما وبين هرٍّ يواجه أسداً

تصادمت نظراتهما وارتجف مقلتا كارسيس حين رأى مقدار الشر الذي يقبع في نظرات صاحب الرداء

أدرك حينها بأن لا فرصة لديه أمام هذا الشخص
ولأول مرة شعر بمثل هذا الضعف و الخوف

ولم يشعر بنفسه إلا وهو يطير نحو النافذة العملاقة التي انكسر زجاجها من قِبل جسده

شهق بألم لا يطاق، تحطمت عظامه وانغرس زجاج النافذةِ على طول جسده

نفظ صاحب الرداء يديه بعد أن قام برمي ذاك الطفل كخرقةٍ بالية ومن قوة رميته طار جسد الطفل نحو النافذة وكسر زجاجها ومن ثم سقط على الشجيرات التي تقبع تحتها

اتجه نحوه ورآه مغمض العينين من الواضح أنه فقد الوعي لو كان شخصاً آخر لربما مات الآن لكن إرادة وعزيمة هذا الطفل أثارتا إعجابه

.
.
.
.
.
شاهدت كل ذلك بتسلية ، أحبت كيف يحاولون الصمود والقتال رغم النتيجة الواضحة
وحين هدأ المكان بعد أن فقد كارسيس وعيه

زمت شفتيها بأسف كان القتال بينهما مسلياً أرادت مشاهدته أكثر لكن كان عليها أن تكمل ما كانت تفعله

توجهت نحو العرش المتبختر في رأس القاعة بطلته البهية يناسب ملك مملكةٍ عظيمة

دارت حوله وهي تتلمس الجواهر التي تزينه
ثم توقفت أمامه، امالت جذعها وحملت التاج الذي يقبع عليه
كان ثقيلاً بسبب الأحجار الكريمة التي تزينه كانت أندر الأحجار الموجودةِ على الإطلاق قد تم وضعها عليه

أدارت رأسها نحوهم،وقفت بجانب العرش وهي تنظر لأولئك اللذين كانوا يعاملونها أسوأ من جرذ على جانب الطريق

يتوسلون إليها جاثين على ركبهم والدموع تغرق وجوههم

والدها الملك الذي اتصف بالمثالية أحبه شعبه واحترموه واصفين إياه بالرحمة والطيبة غاضين البصر عن إساءته لابنته متعللين باستحقاقها لتلك المعاملة

والدتها الملكة القوية الحازمة لكن اللطيفة والحنون ..هراء لقد تخلت عن ابنتها التي انجبتها بكل برود ولم تظهر ذرة شفقة لها

شقيقتها أكثر شخص تكرهه . من استحوذت على حب الجميع حب والديها وشعبها حتى الحيوانات أحبتها وصفوها بشمس المملكة ونورها .. لقب سخيف و مبتذل يناسبها تماماً ..

_هذا ممل ..لمعت عيناها وهي تنظر لهم بضجر أكانو بهذا الضعف خلف ذلك الستار من الجبروت والقوة ؟

جلست على العرش ووضعت التاج الذي يحبه والدها أكثر من نفسه وتوجت نفسها ملكةً على هذه المملكة المسالمة ليغطيها الظلام وتبدأ حقبة جديدة من الخوف واليأس ستنهي السلام وسيستولي الظلام

وبهذا ستعيد ذكراه ذكرى الشخص الوحيد الذي سيستطيع فهم ألمها إيفان كليمنتين

وأما بالنسبة لكل من أذاها ستذيقهم من نفس الكأس المر الذي أذاقوها إياه منذ ولادتها لكن بعشرة أضعاف

ولا يهمها إن آذت الأبرياء أيضاً ألم يلقبوها بالشريرة؟

وهاهي ذي الآن تحقق توقعاتهم عنها والتي بنوها بما يناسب أهواءهم

ارتقت إلى المستوى الذي يليق باللقب الذي أطلقوه عليها

        شريرة ، لقبٌ سيريالي يليق بها...

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن