33_ذكرى

10.4K 978 54
                                    

كالحلم والخيال شعرت بكل أحساس غمر الرجل وكأنها أحاسيسها ومشاعرها وليست له

بالشوق والحنين نظر للأفق كغيمة سوداء اجتاحت قلبه فأظلمت دواخله وهبت الأعاصير فجرفت مشاعره هكذا شعرت به شخص ضائع فقد هدفه

لذة الانتقام لم تشبع روحه الوحيدة كان يوجد فراغ في داخله لم يعلم كيف يملؤه أو يغطيه

لاح على وجهه العديد من التعابير مابين حزن وشوق وغضب وكره والفراغ احتل جزءاً كبيراً منه
وكأنه الهدوء ما قبل العاصفة.

التفت الرجل وتوجه نحو الجدار وضغط على قرميد فيه
ليصدر صوت صرير ويظهر ممر سري من خلف الجدار
دخل الرجل إليه وهي تتبعه مندهشةً من عدم معرفتها بوجود هذا الممر رغم عيشها هنا لما يقارب العقد من الزمن

كان ممرًّا ضيقاً يؤدي إلى الأسفل يكفي لعبور كل شخص على حدى
لتتبع الرجل إلى وجهته المجهولة

وبعد مسيرةٍ لم تكن بالقليلة وصلا إلى بابٍ من حديد ليدفعه الرجل ويلج للداخل

وتكون المفاجأة أنها تلك الغرفة التي عثرت عليها في المكتبة يبدو بأن لها باباً يؤدي إلى البرج الشمالي

وقفت وراءه بعد إبداء إعجابها القصير

كان يقف أمام اللوحة الضخمة يتلمس صورة المرأة الجميلة

خمنت بأن تلك المرأة هي والدته فلها ملامح تشبه ملامحه ولا ننسى تشبثه المستميت بها في اللوحة كأي طفل في مواجهة غريب حيث يستمد القوة من والديه وهو شعور لم تشعر به من قبل

وبينما كانت غارقةً في أفكارها ظهر ظل كبير أسود اللون أمام الرجل مما فاجأها

الظل كان أكبر من أي ظل رأته من قبل
ليظهر صوته الغامض وهو يكلم الرجل قائلاً: لقد وصلت سليلة النور مع فرسانها

ابتسم الرجل لتتحول ابتسامته إلى قهقهةٍ مليئةٍ بالسخرية
ليقول للظل: حرر الظلال ودعهم ليفعلوا ما يريدوا وليدمروا هذه الأرض ومن فيها

ثم غطى اللوحة بالستارة البنفسجية بعد أن نظر إليها لآخر مرة وقال للظل : احمي هذه الغرفة ولا تسمح لأي متطفل بالدخول اخفها حتى يظهر من يستحق الدخول إليها واحمه هو الآخر حتى يحين وقته

ثم خرج من الغرفة بعيون باردة كالثلج والصقيع

صدمت هي لفترة وجيزة لتعود إلى رشدها وتلحق بالرجل بسرعة نحو الممر المظلم وحين وصلت لنهاية الممر

سطع ضوء جعلها تغمض عينيها ثم تفتحهما لتجد نفسها في مكتب الملك- والدها -

الرداء الذي كانت تمسك به منذ فترة تحول إلى بتلاتٍ بنفسجية كتلك التي كانت مرسومة عليه

خفق قلبها " مستحيل أين ذهب الرداء؟ " وبغير تصديق بدأت بالبحث عنه

شعرت وكأنها ستصاب بالجنون هذا الرداء كان الحبل الوحيد الذي سيؤدي إلى دليل عن هوية الرجل

وبينما هي في خضم فوضى أفكارها وتوترها
فُتح الباب بقوة ودخل الملك

نظرت إليه مرتبعة من الصوت القوي الذي أصدره الباب حين فتحه الملك بشدة

كان الأخير ينهج وكأنه ركض آلاف الأميال
وبعيون محتقنةٍ بالدم وظهور الأوردة على كلٍ من فكه وصدغه قام بسحبها بقوة من يدها وأخرجها من مكتبه

كانت تجر خلفه بلا حول ولا قوة وكأنها ماشية تجر إلى مقصلة
.
.
.
وصل إلى السجن الذي حبست فيه منذ زمن ذكرى تود لو تنساها ولو بأي طريقة

رماها على الأرض بقوة شعرت فيها بأن عظامها تحطمت وتكسرت إلى قطع صغيرة

ليصرخ بصوت يصم الآذان منادياً الحارس ليأتي إليه الأخير مهرولاً وينحني بمقدار تسعين درجة وهو يرتجف

قال الملك ببرود : أحضر سوطي في الحال .
لينفذ الحارس أوامره بسرعة البرق

وكان في يده سوط طويل ومرن أسود اللون في بضع ثوان
حركهُ في الهواء بضع مرات ليصدر السوط صوتاً وكأنه شق الهواء وقطعه

نظرت إلى السوط برهبة لا تزال آثاره باقيةً على جسدها رغم مرور سنوات عديدة عليها

غريزياً وجهت ظهرها نحو السوط القادم نحو وجهها ليمزق ظهرها بشدة كادت فيها روحها أن تخرج من جسدها ضربةٌ لا يستطيع حتى أعتى الرجال تحملها

بمثل هذه الضربة وجه نحو خمس ضربات أخرى
شعرت فيها بالموت يطرق أبوابه إليها

وبعد أن انهارت من الألم رمى بسوطه نحو الحارس المرتعب وخرج من ذلك المكان وهو يمسح يديه بمنديله الحريري ويدوس عليه بعد أن رماه على الأرض

.
.
.
جلس بمكتبه وهو ينظر إلى مكان الرداء الذي تحول إلى بتلات ترفرف هنا وهناك

من المستحيل أن يتحول رداء قديم إلى بتلات ورد
لكن مامن أثر له ولا يستطيع سؤال ڤيليا فقد أغشي عليها وهي الآن في السجن تحت الأرض مكبلة بالسلاسل الحديدية

مسح وجهه بتعب فهاهي ذي وجدت الرداء الذي حاول إبقاءه بعيداً عن أنظارها
إذا استمرت على هذا المنوال فإنها ستكتشف أمر إيفان قريباً

هو لا يريدها أن تعلم أي شيء عنه فهو بمثابة المحرمات هنا وخاصةً أمام ڤيليا

خائف من أن تعلم بأمر الطاغية وتسير بنفس خطاه وتحول مملكته إلى واحة نار كما فعل إيفان

أصدر أوامر صارمة لإخفاء جميع المعلومات المتعلقة عن إيفان أو أي شيء يخصه أو يخص روح الظلام منذ أن أدخل ڤيليا إلى القصر

لتبقى جاهلةً عن أي معلومة تخص قوتها وبهذا سيأمن من عدم تحولها لشخصٍ يشبه إيفان بأي شكل من الأشكال

وإن تطلب الأمر فلن يتردد من استخدام قبضته عليها وحبسها كما فعل الآن
_________________________________

فصل جديد ياهووو 😆

على كل حال اتساءل إن كان وصفي مفهوماً للأحداث والأماكن وما إلى ذلك ؟؟

فأنا نفسي لا أستطيع فهمه🥲

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن