29_تعذيب من نوع جديد

10.4K 957 15
                                    

في اليوم التالي عاد الملك إلى الزنزانة لتفقدها وحين وجدها متكورةً في الزاوية أمر الحارس بجلبها وراءه

قام الحارس بسحبها من يدها متبعاً الملك الذي لم يهتم بتصرف الحارس وتوجه إلى الخارج

تبعتهم بخطوات متعثرة بصمت منتظرةً ما سيفعله بها الآن فعلى ما يبدو عقاب الأمس لم يكفيه ليأتي إليها بهذا الوقت المبكر ويجرها خلفه

لكن وعلى عكس ما ظنته أحضرها إلى غرفة لائقة بنوافذ كبيرة وأثاث نظيف وجديد

تصلبت بمكانها وفكرت "أهذا تعذيب من نوع جديد؟ "

نظرت للحارس الذي كان مرتبكاً هو الآخر من هذا الأمر المفاجئ فقد ظنا كلاهما بأنه سيتم جرها إلى مكان أشبه بحفرة الجرذان

وقفا على عتبة الباب غير مدركين بما يتوجب عليهما فعله

ليأمر الحارس بالذهاب ليفر الأخير هارباً وكأنها حبل نجاته بينما هي صرخت بداخلها "لا تتركني هناا ! "
لكن بالفعل كان قد اختفى

نظرت للملك بعيون مرتابة مليئة بالشكوك متسائلةً إن كان أكل شيئاً غريباً اليوم أم أن موعد موته يقترب

ليس من المنطقي أن يعاملها بلطف فجأة ربما تذكر بأنها ابنته وعاد إلى رشده أخيراً 
ولكن هذا من المستحيلات الغير ممكنة فنحن نتكلم عن هذا الشخص الذي يملك العديد من الوجوه خلف ابتسامته المصطنعة

بقيت عيناها تنظران له بحذر كقطة صغيرة متوحشة تنفش فراءها

' تسك' نقر على لسانه ودفعها إلى داخل الغرفة لتتعثر وتوشك على السقوط لكن استطاعت موازنة جسدها قبل أن تسقط على وجهها

نفظ الملك يده وقال ببرود : بما أن الجميع يعلم بوجودك الآن سيتوجب عليك المشاركة في المآدب والحفلات من الآن فصاعداً لذا سيتم تعليمك لتصبحي شخصاً لائقاً

لتحتد عيناه ككرة من اللهب ويقول : أنا أحذرك من تشويه سمعتي أو سمعة العائلة الملكية حاولي تعويض ولادتك القذرة وتصرفي كإنسان

ثم خرج فارداً عباءته الزرقاء مستدعياً الخادمات ليقمن بتنظيفها وإعدادها لمقابلة معلمة الآداب التي ستقوم بتعليمها من اليوم

.
.
.
وبعد صراع بينها وبين الخادمات انتهين من وضع آخر اللمسات لتبدوا كأميرة يليق بها

قامت إحدى الخادمات بإرشادها إلى حيث تتواجد معلمتها

طرقت الخادمة الباب لتسمع صوتاً ناعماً يأذن لها بالدخول لتقوم الخادمة بفتح الباب وتنحني للجالسة في الغرفة

دخلت ڤيليا بعد ترددٍ قصير لتقع أنظارها نحو المرأة الجالسة بأناقة على الأريكة المخملية

وقفت المرأة من مكانها واقتربت من ڤيليا ثم انحنت لها برشاقة مع إيماءة لطيفة لتقول بعد ذلك : أنا ابنة الكونت فريدريك وأدعى يوليا

ثم شبكت أصابعها الطويلة معاً وقالت بابتسامة جميلة: وسأكون معلمة الآداب الخاصة بك من اليوم

ولكن من جهة أخرى وقفت ڤيليا ساكنة دون رد ثم توجهت نحو الأريكة المقابلة لتلك التي كانت يوليا جالسةً عليها

تنهدت يوليا وعادت إلى المكان الذي كانت تجلس فيه مع ابتسامة مشرقة دون الاكتراث لموقف ڤيليا الوقح تجاهها

وضعت ڤيليا يدها على مسند الأريكة وأراحت رأسها على ظهر كفها وكأن لا أحد يجلس معها

ولكن يوليا لم تهتم بذلك أيضاً وباشرت بالكلام عن جدولهم الدراسي والأشياء التي ستعلمها أياها
.
.
.
بعد انتهاء يوليا من مناقشة جدولهما اليومي معاً والذي في الواقع لم يكن نقاشاً حقًا فهي كانت شبه تتكلم مع نفسها بينما ڤيليا كانت تغفو على الأريكة

سعلت يوليا بصوت عال تقريباً لتوقظ ڤيليا التي فتحت عينيها وعبست بمجرد أن رأت يوليا أمامها

أمسكت يوليا مروحتها بقوة فهذه المرة الرابعة التي تتعرض فيها للإهانة وعدم الاحترام من نفس الشخص وفي نفس اليوم

لكن لا بأس لا تزال هذه البداية شهيق زفير
وبعد أن استطاعت بالكاد التحكم بأعصابها ودعت ڤيليا وخرجت من الغرفة

وحين أُغلق الباب ولم يبقى أحد في المكان وقفت ڤيليا من الأريكة لتقوم بتمديد أطرافها المتيبسة من الجلوس

"هااهه  وأخيراً ذهبت " تنهدت داخلياً بارتياح لم تتوقع أن تتكلم يوليا لأربع ساعات متواصلة دون أن تتعب أذناها تؤلمانها ولا تزال تشعر بأنها تسمع صوت يوليا
كطنين الذباب المزعج الذي يحوم حول الأذن

تظاهرت بالنوم لتجعلها تمل وتذهب ولكن بالقابل هي استمرت بالكلام وبصوت أعلى
.
كشطت شعرها بانزعاج بالتأكيد ستكون الأيام المقبلة شاقةً وصعبة أكثر من البقاء في غرفة قديمة طوال الوقت

خرجت لتحصل على قسط من الراحة في سريرها الجديد متشوقةً للتنعم بنوم هانئ ومريح هذه الليلة

وبعد أن تجولت في بضعة ممرات أدركت أمرًا ...
لقد أضاعت غرفتها الجديدة!!

وهكذا قضت عدة ساعات أخرى وهي تبحث غرفتها قائلة في نفسها " إنه بالتأكيد تعذيب من نوع جديد"

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن