بقي يحملق في وجهها بصدمة لكنها أبعدت نظراتها عنه وكأن شيئاً لم يكن
فهم من ذلك أنها تريد منه أن يتصرف وكأنه لا يعرفها
ليعتذر للبقية معللاً انزلاق الملعقة من يده ليحضر الخادم ملعقةً جديدة
عاد الملك والدوق للتحدث معاً والملكة انشغلت بالثرثرة مع ابنتها ولم يبقى سواهما
لكنها أبقت ناظريها على صحنها وارتشفت الحساء بهدوء بينما هو فكان يختلس النظر لها بين برهةٍ وأخرى
ليتحدث الدوق معها فجأة مما جعلها تجفل ويتساقط بعض الحساء من الملعقة
رفعت ناظريها للدوق مع ابتسامة مصطنعة وقالت بكل لباقة : من فضلك تحدث أيها الدوق
حك الدوق ذقنه بينما يلوح بيده الأخرى قائلاً : آه ليس هناك داع للرسمية أرجوك ناديني بعمي كما تفعل إميلي
لتميل رأسها للجانب بينما توسع ابتسامتها وبقيت تنتظره ليكمل كلامه
سعل الدوق عبثاً ثم بدأ بسؤالها عن حالها وماذا تفعل وماهي هواياتها محاولاً التقرب منها
وبالمقابل هي ردت على اسئلته بأجوبة مختصرة عند حد معين دون الحاجة إلى إضافة تفاصيل لا داعي لها
أدرك الدوق الحدود التي تحاول وضعها لذا بدأ بالتكلم مع بقية الأفراد محاولاً إخفاء حرجه
لتكمل هي تناول طعامها بوتيرة هادئة متلذذةً بالطعم الذي نادراً ما تستطيع تذوقه
بعد انتهاء العشاء قرر الملك التحدث بالأمور السياسية وشؤون المملكة بانفراد مع الدوق
لذا وبطبيعة الحال طُلب منهم التمشي مع بعضهم البعض في الحديقة المزينة بالأنواع المختلفة من الأزهار
كانت إميليا تركض بين الأزهار وتضحك بينما تلاحقها كلاب الحراسة المعتادة على اللعب معها
بينما وقفت ڤيليا بعيداً قدر الإمكان
ليقترب كارسيس منها محاولاً إجراء محادثة معها
لينحني بأدب ويعرف عن نفسه : عذراً على التأخر في التعريف عن نفسي أدعى كارسيس دي فيليفين
وريث دوقية فيليفين
لترد له باختصار : اسمي هو ڤيليا
ثم سكتت دون تعريف اسم عائلتها ومكانتها وهذا كان من عدم الاحترام بالنسبة للاستقراطيين والنبلاء
ولكن كارسيس لم يمانع حقاً فهذه مجرد شكليات لا داعي لها
لم يعلم عن ماذا عليه التكلم بشأنه لذا جال بعينيه في جميع الأرجاء ليقع بصره على إميليا ويعاود النظر لڤيليا ويسألها : إذاً كيف هي علاقتك مع إميلي؟
ليحك رأسه قليلاً ويكمل : في الواقع توفيت أمي أثناء ولادتي لذا لم أحظى بأشقاء لذلك لا أعرف كيف تكون العلاقات بين الإخوة
مع أني كنت ولازلت أعتبر إميلي شقيقتي الصغرى صحيح بأننا بحكم المخطوبين لكن لا يزال شعوري نحوها هو شعور الأخوة ولكن بالرغم من ذلك فهي ليست شقيقتي الحقيقية لذا علاقتنا نوعاً ما غريبة بالنسبة لي
لتتسع عينيه ويحرك بيديه فجأة ملوحاً إياهما بينما يتلعثم قائلاً: أ أرجو المعذرة لقد تحدثت كثيراً دون أن أشعر
ثم سكت بحرج
بينما هي بقيت نظرتها مثبتةً على إميليا لتفتح فمها بعد لحظات : العلاقة.... لا توجد بيننا أي علاقة
قالت ذلك ببرود وبصوت ضائع أو هذا ما خيل لكارسيس
أصبح الجو محرجاً بسبب الصمت الممتد بينهما لذا فكر كارسيس بأي شيء للتحدث بشأنه وفجأة خطر في باله ذلك اليوم وكان متوتراً بشأن التكلم عنه لكن بعد بعض التردد حسم أمره وقرر سؤالها عما حدث : بالمناسبة في تلك الليلة في البرج عندما قفزتي كيف لم.... (( لم يستطع التعبير بشكل صحيح فسكت ))
لتنظر له باستغراب وتقول : أية ليلة؟ أنا لم أذهب إلى البرج منذ زمن طويل
خرس لسانه ك كيف لا بل لماذا تنكر ذلك؟!!
قال باندفاع: في ليلة المأدبة لقد رأيتك في البرج كنت قد قفزتي من الشرفة لكن لم تسقطي في الأرض بل اختفيتِ
رمشت بغباء لتسأل: ولماذا سأقفز؟
تصنم في مكانه "لا مهلاً أكان كل شيء حلماً حقاً؟ "
وقبل أن يحاول معها أكثر وصلت إميليا نحوهما بينما تلهث بتعب ثم ابتسمت بأكبر ابتسامة لديها وتقول بحماس : لنلعب معاً، هيا فأنا لم ألعب مع كارس منذ زمن
لتقوم بسحبه معها تعثر كارسيس في محاولة للاحق بها وقال باضطارب : م مهلاً ماذا عن ڤيليا؟
لتتوقف إميليا وتميل رأسها باستغراب : لكنها ذهبت منذ فترة
لينظر هو إلى مكان وقوفها و لم يكن هناك أحد
ولكن رأى ظلها يتجه نحو الباب المؤدي إلى الداخل
اندهش من مدى سرعتها وخفتها لدرجة لم يشعر برحيلها من جانبه
لتعاود إميليا سحبه معها ليلحقها بلا حول منه ولا قوة
.
.
.
.
في مكتب الملك كان الملك والدوق يتناقشان في كثير من الأمور
و المحادثة تلو الأخرى أدت في النهاية إلى سؤال الدوق للملك عما سيفعله بڤيليا وكيفية التصرف معها
ابتسم الملك بسعادة بينما يقوم بالتلاعب بالقلم بين أصابع راحته ليقول : هل تعلم منذ أن استطعت معرفة نقطة ضعفها أدركت كم أنني محظوظ فأنا هو الملك الوحيد الذي ظهر في عصر حكمه القوى الأقوى مجتمعةً معاً
أعني قوة النور الجالبة للسلام
وقوة السيف للملك المؤسس
ولا ننسى أيضاً قوة الظلام التي ستجعل بقية الدول المعادية تفكر مئة مرة قبل الهجوم علينا
خفض الدوق صوته وسأله بارتياب : إذاً مالذي يضمن بقاءها مروضةً لنا ؟
ليشخر الملك ويقول : نقطة الضعف هي مفتاح التحكم بالشخص ونقطة ضعفها دميةٌ قديمة أظنه من صنع تلك الأسيرة التي حاولت أخذها بعيداً
كان يتكلم بأريحية دون أن يدرك بأن هناك آذان تسمع كل كلمة يقولها
لتلمع العيون الحمراء في وسط الظلام كوحش مفترس ينتظر بصبر اللحظة الحاسمة للقبض على فريسته
أنت تقرأ
『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』
Fantasyاختارها الظلام سليلة له فنبذها الجميع وأولهم ذووها أطلق عليها اسم الشر وهي لا تزال رضيعة لا تفقه شيئاً وعاملوها على ذلك الأساس.. _شريرة؟ حسناً إذا كانت هذه إرادتكم سأكون الشريرة المثالية وبكل سرور (( مكتملة )) عذراً للأخطاء الإملائية والنحوية إن...
