38_الطاغية إيفان

10.6K 998 156
                                    

شعرت وكأنها تغرق في فضاء مظلم لم تره منذ سنوات رغم كلحةِ ظلمته إلا أنها كانت تشعر بالراحة والأُلفة فيه

وكأنها في سباتٍ عميق تخلت عن جميع همومها وآلامها مستمتعةً بالسكينة والهدوء، ظلامٌ مختلف عن ظلمة السجن حيث تم سجنها

فتحت عينيها بعد الشعور بالحرارة والصرخات المدوية حولها، وسط الساحة المدمرة رجلٌ وامرأة لطالما شاهدت قتالهم ولطالما رأت الرجل يرمي بنفسه نحو حتفه
في البداية لم تفهم سبب فعلته لكن الآن تشعر بأنها تفهمه وبل تحسده
هي أيضاً تريد إنهاء كل شيء وفقط الراحة بسلام

لكن يقال أن للانتقام طعم حلو ولذيذ تريد تجربته قبل ذلك ثم سيكون لكلّ حادثٍ حديث

تمشت حولهم وهي تشاهدم يتقاتلون، في رأيها لم يكن قتالاً حقيقياً فمن الواضح أن الرجل لم يكن يبذل جهدًا

وهاهي اللحظة التي يرمي بها بسلاحه بعيداً ويبسط يديه لتلقي الضربة الأخيرة التي تودي بنهايته، ثم ستستيقظ وتجد نفسها مرمية في الزنزانة القذرة والمتسخة التي أصابت حاسة الشم لديها بالشلل

لكن فجأة توقف الزمن، توقف الجميع عن الحركة وحتى شرر النيران بقيت ثابتة في أماكنها

سمعت صوت خطوات تأتي من خلفها ، أمالت رأسها للخلف لترى هوية الشخص القادم

كانت الابتسامة المتعجرفة تزين وجهه بينما كان ينظر لها بعينيه السوداوتين باستمتاع

فرقع بأصابعه ليتحول محيطهم للفضاء المظلم ولم يبقى أحد سواهما

تفرقت شفتاه الغليظتان وخرج منه صوت مستمتع قائلاً : أرى...صغيرتي كبرت وأصبحت أكثر سوداوية كم هذا جميل

رفعت حاجبها باستهجان و سألته بفظاظة : ماذا تريد؟

ليمسك صدره بدرامية ويتأوه وكأنه يتألم : آهه نظرتك تؤلم قلبي إنك قاسية معي

ثم يسأل بنظرات الثعلب الماكرة خاصته: ألم تشتاقي إلي؟

رغم معرفته بوضعها إلا أنه تعمد استفزازها وكم أحب الوهج البارد الذي تطلقه بعينيها الشرستين

ابتسمت واقتربت منه ثم اتخذت وضعية ركل الكرة و بأقصى قوة لديها قامت بركله على قدمه
.
.
.
.
مرت دقيقة و دقيقتان وهو لا يزال جالساً ممسكاً بقدمه بينما يتأوه بصمت

استنشق الهواء بملئ رئتيه ثم رفع رأسه إليها وهو لا يزال جالساً مكانه وعيناه مبللتان بدموع الألم وقال بصوت متألم : أنتِ مريعة و فظيعة

ثم أحنى رأسه للأسفل مرة أخرى واستمر بتمسيد قدمه، بدأت تتململ في وقفتها وهي تنظر له شعرت ببعض الضيق والانزعاج ثم قالت بصوت خفيض: حسناً يمكنك ضربي لنتعادل

صمت لثوان ثم قفز من مكانه وكأنه لم يتألم قَط ونفظ الغبار الغير موجود من قدميه وقال : من المفترض أن تقولي أنا آسفه وليس اضربني

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن