14_ وساوسٌ مظلمة

13.2K 1K 71
                                    

وجدت نفسها في ذات المكان المظلم وسمعت نفس الهمسات المخيفة لكن هذه المرة رأت نوراً خافتاً آتياً في ركن من المساحة السوداء وبلا أدنى تردد بدأت بالجري نحو ذلك النور

وصلت إليه وهي تلهث وخطت أول خطوة نحو الضوء لتغلق عينيها بعد أن تعرضتا للضوء فجأة ثم فتحتهما على مهل بعد اعتيادهما عليه

فإذا بها تقف بالقرب من البحيرة التي لم تزرها منذ ذلك اليوم حينما كانت أصغر

ومما لفت انتباهها هو امرأة واقفة على سطح الماء كان لها شعر فضي طويل وصل إلى قدميها وعيون زرقاء صافية لكن حزينة تنظر إلى قاع البحيرة

كانت تنظر إلى البحيرة بحزن شديد بينما تهمس بكلمات خافتة ثم التفتت إليها لتقول بابتسامة مليئة بالبؤس : كل ما كنت أريده هو العيش معه بسعادة لكنه أفسد كل شيء لقد آذاني لم أتوقع منه ذلك أبداً

لتتحول ابتسامتها إلى عبوس ويخرج صوت غليظ مخيف منها : لن أدعه يرتاح سيبقى يتعذب داخل قاع هذه البحيرة البشر وحوش يستحقون ذلك البشر وحوش البشر وحوش

ليتحول شعرها الفضي إلى الأسود الفحمي وعيناها كذلك بدأ المظهر الجميل بالتحول إلى مظهر مخيف
لتصبح مخلوقاً أسوداً يخرج منه هالة مظلمة لتقترب من ڤيليا بينما لا تزال تردد : البشر وحوش

أمسكت بكتفيها بينما تهزها بقوة وتصرخ بصوت متعذب : سأقتله سأمحوه من على وجه الأرض إنه لا يستحق العيش

وفجأة خفضت عيناها لتهمس في أذن ڤيليا بابتسامة شيطانية مخيفة ثم تغوص في البحيرة بينما ابتسامتها لا تزال عالقة في شفتيها
.
.
.

استيقظت وعقلها مشوش لم تستطع تذكر محتوى الحلم لم تتذكر سوى جملة "البشر وحوش"

لكنها تجاهلت الأمر ظنت أنه مجرد كابوس بسبب القصة التي رواها لها صاحب الرداء الأسود

كان اليوم هو اليوم الذي تذهب فيه جيلين إلى القصر الملكي لذا أمضت الصباح في الحديقة

أرادت اللعب مع مون لكنه أصبح كثير الاختفاء مؤخراً لا يعود إلا بعد ثلاثة أو أربعة أيام ثم يختفي في اليوم التالي وعندما أرادت منعه من الذهاب نهرتها جيلين وقالت بأنه حيوان في النهاية وغريزته هو الذهاب والعيش بحرية لن يحب الحبس فهو مخلوق حر وبالتأكيد يجيد الاعتناء بنفسه وربما قد تكون له عائلة في مكان ما

أقتنعت على مضض ولم تعد تحبسه أو تقلق عليه فهو إن جاع أو شعر بالبرد يأتي إليها وهو بصحة جيدة دون أي إصابة

كان الخيار الثاني هو پاني لكنه أصبح مهترئاً وإن لعبت به أكثر فقد يتمزق وهي لا تريد ذلك لذا تبقيه دائماً داخل الصندوق في مأمن ولا تخرجه إلا حينما تنام لتحتضنه

ولم تعد تطارد الفراشات بعد أن منعتها جيلين من الركض أو الصراخ قائلة بأنه من مصلحتها وهو أمر ستفهمه حينما تكبر

كانت تفكر بينما تقوم بأرجحة الغصن الذي بيدها عن نوع الحلوى التي ستأكلها غداً فهو يوم ميلادها العاشر ودائماً  ما تحصل على حلوى لذيذة في ذلك اليوم لذا هي تتطلع إليه

وبينما كانت تسير شاردة الذهن أصاب رأسها شيء لتنظر إليه فإذا بها حصاة صغيرة ألتفتت إلى الجهة التي رميت منها وهي عالمة بهوية الشخص الذي قام بهذا الشيء السخيف

كان سايمون ابن الوزير المتعجرف والذي يزعجها منذ سنتين تقريباً

لا يزال لم يتعلم من المرة الأخيرة التي كاد يفقد فيها مقلة عينه

نقرت على لسانها بينما تجاهلته ومشت بعيداً عنه وكان أبعد ركن بالقرب من الغابة بينما هو بقي يصرخ عليها قائلاً بأنها جبانة لا تستطيع مواجهته

بينما هي كانت واقفة بالقرب من السياج الفاصل بينها وبين الغابة أرادت حقاً الدخول وكان في رأسها همس يحثها على ذلك

كان في السياج شق لم يهتم بإصلاحه أحد اقتربت منه وتجاوزت بواسطته السياج

تحركت قدماها دون تحديد وجهة لتجد نفسها أمام البحيرة

كانت البحيرة لا تزال كما هي شفافة تعكس السماء على سطحها الساكن كانت خالية من أي وجه من أوجه الحياة لم يكن فيها أي سمك أو نباتات حولها لم تقترب الحيوانات منها للشرب حتى

جلست على ضفته وهي لا تزال تسمع الهمسات الخافتة

لتشعر فجأة بأحد يمسكها من كتفيها بقوة التفتت لتنظر من هو

وكان سايمون ينظر لها بغضب شديد وهو يصر على أسنانه

قال بينما يدفعها نحو البحيرة بعنف : كيف تجرؤين على تجاهلي؟ هل أدفعك للبحيرة لتموتي فحسب؟ شيء مقزز مثلك لا يستحق العيش

كان يدفعها مع كل كلمة لتصل إلى حافة الضفة وكان بينها وبين وقوعها في البحيرة إنش واحد

لتسمع الهمس الخافت بوضوح فجأة وهو يقول : اسقطيه لقيط مثله لا يستحق البقاء إرميه في البحيرة فهذا هو المكان المناسب لأمثاله

ودون لحظة تفكير سحبته من يده وبحركة سريعة قامت بالالتفات لتعكس أوضاعهم فالآن أصبحت هي في مكان سايمون وهو في مكانها وقامت وبكل قوتها بدفعه ليسقط في البحيرة

قام بالتخبط في الماء طالباً للنجدة

نظرت إليه بعيون باردة لم تكن عيناها أو نظراتها المعتادة كانت في عينيها نظرة حقد وضغينة وفي عقلها لا تزال تسمع الهمسات كانت هذه المرة همسات سعيدة تضحك بانتشاء

وبطريقةٍ ما أحست هي الأخرى بسعادة شعرت وكأن أغلالاً كانت تقيدها والآن قد تحررت منها

عادت إلى البرج تاركةً إياه يغرق في عمق البحيرة

ولم تندم لحظة واحدة...


『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن