🥀
يحارب الإنسان في حياته بدأً من اللحظة التي يأخذُ فيها نفسًا لأول مرةٍ، و يكمِلُ حياتهُ و هو يصَارعُ كل العقبات التي تسدُ سبيلهُ.
لكن هناك نوع من الصراع الذِي يستنزف الروح، يأخذ كل الطاقة و الرغبة، و القوة من الإنسان، إنه الصراع الأسوأ.
إنه الصراع الداخلي.
هذا لأنه يأتي من الداخل، حينها الإنسان يصارع ذاته في كل النواحي.
في بعض الأحيان تأتيه الرغبة في الإستسلام، لأن كفاحه كان طويل، و بعد دهر مديد من الألم و الصبر ينكسر الخاطر ثم تنجلي الرغبة، و ينبلج التعب.
لكن جيون جونغكوك وعد نفسه أنه طالما ما يزال يتنفس، فلن يستسلم أبدا. صراعه مع نفسه قصة عريقة إعتراها الغبار بقدمها. فمنذ ان كان صغيرا في السن، حياته كانت محض صراع.
قاتل و قتل.
تلوثت يداه بالدماء في أيام زهوره، حين كان بريئا و لم يكن يفهم الحياة جيدا لصغره.
طفولته، و مراهقته، لم يعشهما كما يفترض لشخص في مثل ذلك العمر أن يعيش. فقد رأت عيونه مشاهد صادمة، و عاش لحظات صعبة.
ترعرع في بركة من الدماء. و تخبط فيها حتى كاد يختنق.
وجهه كان عارٍ من القناع الذي يرتديه إذ انه كان في خلوته، فقد تُرك حتى يغرق في أفكاره لوحده، في غرفته.
كان يرتدي ثيابه إستعدادا للذهاب لأداء واجبه الملكي، فوقت تتويجه قد أقبل و لم يتمكن من استعادة زوجته الهاربة.
الأمر ليس صعبا عليه.
لو أراد، لبلغها، ثم لرفعها فوق كتفيه ليأخذها.
لكنه لا يريد للأمور أن تجري على هذا النحو، فهو يريد منها ان تأتي إليه بنفسه، فإن لم تفعل، سيذهب إليها حتى يحادثها، و ببراعته في التفاوض و تسوية الأمور، سيجعلها توافق.
لأنه إذا ضغط عليها، أو إذا حاول إرغامها على البقاء معه، فسوف تكرهه، و هذا ما لا يريده بالذات، هو خائف من أن تنفر منه.
غمس أصابعه في شعره الغرابي اللون و زفر، بعد أن نظم ربطة عنقه، لم يزعج نفسه بالنظر في المرآة لأنه لا يحبذ رؤية وجهه حتى.
طُرق بابُ غرفته، و سمح للطارق بالولوج، و لم يكن سوى حارسيه الشخصين، جايسون و مايسون.
أظهرا له إحترامهما بإحناء رأسهما، كما تعلما. فأومأ لهما ردا على إحترامهما له.
YOU ARE READING
الأمِيرُ المُقنَع🎭
General Fiction_هُنَاك رَجُلين،أحَدُهما أمِيرٌ و يكُون زَوجِي، و الآَخر صَائدُ جوَائِز خطِير و يُريدُني أيضاً. الفَرقُ الوَحِيدُ هُو أنَ الأَوَل وَجهُهُ يَتَوارى خَلفَ قِناعٍ و لاَ أعلمُ كيفَ يبدُو و الثَانِي مَعرُوفٌ و سُمعتُه تسبِقُهُ. التَشَابهُ الذِي بَينَهما...