انا اسفه ياجماعه والله عندي ظروف ف البيت عشان كدا بتأخر في الكتابه. والنشر 💙
المراهقه والذئب الوديع
(19)
التفتت له ببطء وهي ترجو من الله ان يكون مجرد تشابه اسماء!
وها هي تراه! ...بعد كل تلك السنوات يحدق بها بهدوء تام لمده قبل ان يمد يده بإبتسامة واثقه ليقول
: عمل موفق يا انسه!..رأيت الحديقه وكانت رائعه!
ابتلعت هي لعابها بهلع لم يظهر لسواه ليضحك سليم قائلا
: ثبات ام لثلاثة اطفال ياجاسر! ...لكن لا يظهر عليها ذلك كونها صغيره
تعجب باقي الرجال الا هو بالطبع! اوليس هذا بسببه!
خرجت من المكتب راكضه وقد التمعت دموع الفزع بعينيها وهي تفر هاربه ...بقي هو يطالعها من الاعلي حتي اختفت عن ناظريه..بينما هي تركض اصطدمت بأحد ما وكانت علي وشك الاعتذار لتري .... رامي!
ياالله كم مر من الوقت علي اخر مرة رأته فيها!
نظر هو لها بصدمه قبل ان تتسع ابتسامته ليقول
: يالهي ..ثبات !!.. هل انا احلم
طالعته هي الاخري بصدمه وهي تتأمل التغير الكبير الذي طرأ عليه لتقول بهمس
: يالله كم اصبحت تشبههم يارامي!
ضحك هو بصخب ليقول
: من عاشر القوم اربعين يوم اصبح منهم ياثبات!!
اومأت له بشرود وتبادلا اطراف الحديث وارقام الهواتف كذلك ليطمئن عليها لتغادر هي بسيارتها بسرعه والدموع تغشي عيناهاجاسر لم تعد الي متجرها بل عادت الي البيت وركضت حتي وصلت الشقه واغلقت الباب عليها وسقطت علي الارض وهي ترتعد وتبكي بصوت عال فسمعتها امها التي اتت راكضه تطرق الباب وهي تصيح بإسمها بقلق !
علي اثر الضوضاء استيقظ مراد الذي اتي باكرا من مدرسته لينهض بفزع ويري امه في تلك الحاله ...التي من المفترض انها بدأت تتعافي منها !
احتضنها بقوه فما ان رأت وجهه حتي زاد هلعها ظنا منها انه جاسر فتدارك هو الامر متألما ليصبح خلف ظهرها لكي لا تري وجهه وهو يهدأها قائلا
: امي! انا مراد ..انا مراد ياحبيبتي اهدأي ...لا احد هنا ..اقسم لك لا احد ...هو لم يعد موجود !
نطقت هي بإرتعاد وهلوسه
: ل لقد عاد!! ..لقد صافحني اليوم...امسك يدي و و شد عليها سيقتلني هذه المره ويأخذ اولادي مني
كان يسمعها مصدوما وهو يشد علي احتضانها اكثر بسبب صراخها الذي اخذ في العلو من جديد ليسمع صوت جدته الهلع وهي تطلب منه ان يفتح الباب ... جدته حين اصابها القلق لم تجد من تستنجد به سوا ..خالد الذي كان يتصل بها صدفة فأخبرته بالمجيء وها هو يقف معها خلف الباب مصعوقا مما يحدث ليأتيهم صوت مراد المهتز اثر البكاء الذي يحاول جاهدا لإخفائه
: ارجوكي ياجدتي لا اريد لأحد ان يدخل ... انا معها وهي بخير ....ارجوكي ياجدتي ..ارجوكي اذهبي ...وان اتي سيف وياقوت خذيهما معك
تنهدت الجده بثقل ليتراجع كلا منها هي وخالد الي الشقه المقابله
اكمل مراد ضمه لوالدته وهو يرقيها باكيا حتي خارت قواها ونامت بين يديه !
انهي عمله وعاد الي الفيلا ...لم يجرأ علي الذهاب الي منزله ..مازال مغلقا منذ تلك الحادثه وبعد عودته الي ارض الوطن اصبح يعيش هو وزوجته مع ابيه في الفيلا
دخل فوجد والده جالسا وحده علي مائدة الطعام وهو يقرأ الجريده ...اقترب منه وهو يحييه ليقول بشرود وهو يدخن سجارته
: لقد قابلت ثبات اليوم ! ..تخرجت من كلية الزراعه واصبح لديها متجرا لبيع الزهور والنباتات ....لقد تركت كلية الهندسه!
نظر له اباه فاغرا فاه من كم المعلومات التي سمعها دون ان يرد ..اولا التقاء ولده بثبات وانها تعمل ...واصبحت مهندسه زراعيه ايضا
بينما شرد جاسر في محادثته هو وسليم
"فلاش باك"
بعد رحيل ثبات وتلاها رجال الاعمال تباعا بقي جاسر وسليم بمفردهما ليقول جاسر فجأه
: افكر جديا بالإستعانه بتلك المهندسه لتنظم لي حديقتي ...تعلم انني عدت للإستقرار هنا ...وعملها يبدو رائعا! ...كيف تعرفت عليها!
قال سليم
: تعرفت عليها عن طريق خالد سلطان...هو صديق اخيها واول شخص استعان بها ...يا الله لو رأيت ماذا فعلت تلك الشابه بمقر شركته! ...نباتات لم اكن اعلم عنها شيئا زات رائحه عذبه
ظل سليم يتحدث عن طريقة تنسيقها للنباتات غير منتبه لجمود جاسر الذي تردد في عقله اسم واحد فقط!... خالد سلطان!
ِالذي خلفها كان خالد اذا!
طوال تلك السنوات لم يجرأ علي السؤال عليها او جمع معلومات عنها ! فقط بضع صور التقطها لرجاله صدفة لها برفقة ابنائه
عاد من شروده وهو يكمل تدخين سجارته غير منتبه لمريم التي جلست علي السلم بصدمه مما سمعت ! .. ماذا ..هل شبح ثبات يحوم حولها من جديد؟!
بينما في منزل والد ثبات اجتمعت العائله ومعهم خالد عدا ثبات وولدها مراد الذي رفض رفضا قاطعا ان يجعلهم يرون امه في وضع كهذا!
تحدث منصور بإرهاق
: الي متي علينا الصمت!! الي ان نفقدها؟! ..ثم ما الذي حدث! ..الم تشفي من تلك الحاله منذ زمن؟!
تنهد خالد ليقول
: لقد سمعتها بين صراخها تقول لقد رأيته! ... اخشي ان ما ببالي قد حدث!!
تطلع له مازن ومنصور بصدمه ليقول مازن
: ماذا!! الم يترك البلاد منذ سنوات هو وعائلته!!!
اومأ له خالد بضيق ليقول
: صديق لي اخبرني انه شاهده اليوم في مقر شركة سليم عزام !
وضعت امال يدها علي رأسها واغمضت عيناها بأسي دون تعليق..فها هم يعودون الي نقطة البدايه !
عند ثبات التي حملها مراد لتنام علي سريرها وبقي يحتضنها مع مراعاة ابعاد وجهه عن ناظريها لكي لا تفزع من جديد .. يحدق في الجدار شاردا بما يتوجب عليه فعله ....هل عاد ابيه حقا!! ولما الان! ...ابعد ان بدأت امه بالتعافي يأت هو ويف امامها بكل حقاره؟!
احتدت عيناه وهو يفكر بأنه ان اذي والدته من جديد سيمحوه من علي الارض! لن يسمح له بالاقتراب من امه مهما حدث
اول شيء سيفعله في الغد هو انه سيذهب الي طبيبها النفسي ليخبره بما حدث ...يبدو ان والدته عادت الي نقطة البدايه في علاجها النفسي!
في اليوم التالي عند جاسر الذي استيقظ اثر بكاء مريم التي تجاهد لكتمانه فإنتفض مفزوعا عليها وهو يضمها محاولا معرفة ما بها .... هي بالاساس لا تكف عن البكاء مذ عرفت بإنعدام احتمالية حملها
قال لها بحنو
: ماذا بك ياحبيبتي ؟ هل ضايقك احد ؟! اخبريني فقط بما تريدين وانا افعله لك!
قالت من بين دموعها
:لقد قابلت ثبات اليس كذلك!!
اغمض عيناه بإرهاق ليقول
: مريم! بالله عليك كانت محض صدفه غريبه! ثم اننا كنا سنتقابل في يوم ما! ...انسيتي اني اريد اولادي؟...وهذا لن يتم الا من خلالها ! ... مريم انا اعرف مخاوفك...لا تقلقي ياحبيبتي ...ثبات صفحة تم طيها من حياتي ...انتي الان كل عالمي ! هيا اضحكي!
ظل يلاطفها ويضاحكها حتي هدأت واستجابت له ليتركها ويدخل الحمام وما ان اصبح وحيدا حتي تجهمت ملامح وجهه وهو يتذكر للمره المليون كلام سليم حول خالد وثبات!
في منزل ثبات استيقظ مراد قبل والدته ليعد لها طعام الافطار وتبعته ثبات التي كانت شاحبه بشده وبدنها بالكامل يرتعد وهي تقترب منه فإقترب هو الاخر منها واحتضنها بسرعه قبل ان تري وجهه لكي لا تظنه جاسر وهو يتحدث معها برفق ويمازحها قليلا حتي هدأ ارتعادها وذهبا لتناول الافطار وبعدها اصر عليها لتذهب الي عملها
في وقت لاحق في منزل والد ثبات
دق الجرس لتفتح اماب الباب وما ان فتحته حتي شهقت بعنف قبل ان تهدأ من روعها وتنظر بثبات مصطنع الي ...جاسر !
جاسر الذي يقف علي اعتاب بيتها بعد مضي سنوات!
ابتسم جاسر برسميه ليقول
: مرحبا سيده امال ...كيف حالك ؟..هل عمي منصور موجود؟
اومأت له بحذر لتتنحي جانبا سامحة له بالمرور
دخل وجلس وبعد بضع دقائق كان والد ثبات يجلس معه ...كان يود لو انه يحطم رأسه لكن الاصول والآداب التي عرفها طوال حياته منعته ليقول
: اتمني ان ما ببالي غير صحيح وانك لم تأت للمشاكل!
نفي جاسر برأسه ليقول بجديه
: لا مشاكل عماه! ... انا فقط اريد ابنائى ..لنتفق ! ...فاليأتو للمكوث معي لأسبوع ومعكم اسبوع اخر علي الاقل ! ..اظن ان طلبي ليس بالكبير!
نظر حوله قليلا قبل ان يكمل
: هل هم في مدرستهم؟ فأن لا اراهم !
كاد منصور ان يتحدث حتي دخل سيف ومعه ياقوت فجأه مخاطبا جدته بأنه جائع ثم سألتها ياقوت عن حال والدتها وكادا ان يدخلان المطبخ حتي اوقفهم ذاك الصوت ...الذي لم يسمعه سيف مذ كان صغيرا ..دون ارادته ارتجفت يده الممسكه بيد ياقوت فشعرت برجفته ليلتفتا معا ويقابلا والدهما وجها لوجه
ياقوت كبرت وعرفت ما فعله اباها بأمها من خلال مراد الذي حكي لها ما حدث لذا هي تعلم ان الوضع متأزم حاليا لكنه يبقي في النهايه ..اباها لذا حين فتح جاسر ذراعيه لهما مبتسما اقتربت هي منه بحذر وهي لا ترمش بعينيها حتي ..فقط تنظر لوجهه حتي احكم ذراعيه عليها مقربا اياها الي حضنه ومعها شعر بإحساس الدفء الذي فقده منذ زمن بعيد
نظر بعدها الي سيف الذي توتر فمه قليلا ليتنهد منصور قائلا
: اقترب وسلم علي اباك ياصغيري !
اقترب سيف بالفعل من ابيه فحاول جاسر سحبه هو الاخر بين ذراعيه لكنه فقط مد يده ليسلم عليه من بعيد!
هو لم ولن ينسي ما عانته امه بسببه!
تبادلا النظرات ما بين لهفة جاسر لأولاده وما بين تردد سيف وجموده في الان زاته لكن جاسر تقدم منه يحتضنه فلم يبتعد سيف وكذلك لم يبادله الحضن !
لم يذهب مراد الي مدرسته بل بقي مع امه في عملها وما ان هدأت تركها وذهب الي طبيبها النفسي ليستشيره!
انهي عمله مع الطبيب وعاد اليها فشعرت هي بالارهاق وطلبت منه ان ينصرفا الي البيت !
اتي الي مراد رسالة من جده تخبره بالقدوم الي المنزل فأخبر والدته وبدلا من دخول شقتهم دخلو شقة جده
كان دخولهما تزامنا مع ضم جاسر لسيف ثم احتضانه لوجهه وهو يحدق به بإبتسامة فخوره!
شحب لون ثبات التي التصقت بولدها بينما فارت دماء مراد الذي هدر بأخيه
: سيييف !!
اجفل سيف من صراخ اخيه فإبتعد بحده عن والده الذي ثبت عيناه علي نسخته المصغره!.و ...امه التي التصقت به وهو يضمها كأنها ...خائفه وهو يحميها!! ولم يغفل ايضا عن انتفاضة ولده بين احضانه ...يبدو ان مراد نسخة طبق الاصل منه حقا ليكون مسيطرا الي هذه الدرجه !
ابتلع منصور لعابه بتوتر ليقول بهدوء وتحذير
: مراد!.. بهدوء رجائا!
قالها وهو ينظر لإبنته التي ماتزال تختفي خلف ولدها تحتمي به وهي ترتعد!
حاول مرار الهدوء وهو يمسك بيد والدته يحثها علي المسير ليهمس لها
: انا بجانبك! لست وحيده يا امي !! هو لن يجرأ علي اذيتك ما دمت حيا
هدأ روع ثبات قليلا وهي تستجيب لولدها ليجلسو جميعا وقد مر مراد من امام ابيه دون مد يده للسلام حتي ! جلس علي الاريكه وبقيت امه معه كذلك في لمحه آلمت جاسر كونها اصبحت بتلك الهشاشه ...اكثر من قبل!
تحدث جاسر من جديد قائلا
: انا هنا اليوم لأعقد اتفاقا ! لي الحق ان اري ابنائى وان يعيشون معي ! ... لا تتسرعو في الرد! ..لقد تحدثت مع الدكتور منصور في الامر واخبرته انني اريدكم ان تبقو معي ..فلنقل اسبوع معي واسبوع مع والدتكم!
تحدث مراد ببرود وللسخريه قد اعجب اباه اكثر!
: طلبك مرفوض ! نحن ليس لدينا اب!... فقط امي وعائلتها ...واظن انني اوضحت لك الرؤيه!
صاح منصور به بأن يتأدب ليهدأه جاسر قائلا
: من حقه ان يقول رأيه يا دكتور ! ِِحسنا حبيبي لكن انا اري انك الوحيد الذي يوافق هذا الرأي بين اخوتك...لما لا نسألهم!
نظر مراد بحده نحو سيف الذي نفي برأسه بعنف ليحول مراد نظره الي ياقوت التي نظرت له برهبه وتردد قليلا !
لاحظت ثبات كل هذا وكم آلمها قلبها علي ما يحدث لكنها بقيت صامته تشاهد بقلق !
زجر مراد شقيقته الصغيره ليقول
: تكلمي!! هل تريدين الذهاب معه!!!
ابتلعت لعابها لتجيب بسرعه
: لا لا رأيي مثل رأيك بالتأكيد يامراد!
كان جاسر يحدق في المشهد بجمود اخفي خلفه الما وتأثرا لم يره سوي شخص واحد! ...ثبات! ودون ارادتها شعرت بوخز مؤلم في قلبها ...هي لا تريده ان يـخذ صغارها ولو ليوم واحد! سوف يغريهم بماله ويتركونها وحيده بكل تأكيد ..لكن نظرته تلك قتلتها بحق!
ابتلعت لعابها لتقول بخفوت
: اتركهم براحتهم يامراد!
ثم علي صوتها قليلا لتقول
: ياقوت ..سيف ! من منكم موافق علي الذهاب مع ابيه؟... لكن انا لدي شرط! ..هو يوم واحد تتنزه به معهم ثم يعودون الي هنا
ظل جاسر ينظر اليها بشرود قليلا ليقول
: موافق ...مبدأيا فقط! انا لن اتحمل هذا الوضع كثيرا لكني لن اضغط عليكم..هاا ...اظن ان كلام والدتكم يناسبكم انتم الثلاثه
قالها وهو ينظر الي مراد بتحدي فكز مراد علي اسنانه. بغيظ حتي لا يتكلم بإسلوب ستوبخه امه عليه فيما بعد!
أنت تقرأ
المراهقة والذئب الوديع
Romansaالقصه تتحدث عن الفتاة التي شعرت فجأه بجفاء الجميع حولها لتظن انها صبحت وحيده ..ليأتي هو بمواصفات هي حلم كل مراهقه شكلا وفعلا مسيطرا علي كل اوتارها فيملأ كل الفراغ داخل روحها لتبتعد عن الجميع وتكتفي به..لكن هل كان تصرفها في محله ؟! بسم الله الرحمن ال...