18

4.2K 138 3
                                    

المراهقة والذئب الوديع
(18)

كانت تجلس سارحه وهي تمشط شعرها امام المرآة لتشعر فجأه بيد امسكت الفرشاه من يدها ليمشط شعرها بهدوء اجفلها ليقول بصوت هادئ

: ماما ...اهدأي ... انا مراد ... ولدك مراد!

ابتلعت ثبات لعابها لتغمض عيناها بتوتر ! ...كلما ظهر امامها مراد ظنت انها تري جاسر! تحال محو تلك الفكره ولم تستطع... ثلاثة اعوام قد مرت منذ طلاقها ومازالت تشعر بالخوف من صغيرها مراد ولا زال هو كلما يراها يقول لهاانه مراد صغيرها!
لن تنسي ابدا له انه رغم سنه الصغير هذا كان يحتضنها ! يواسيها ..لقد طلب من جده ان يحفظه سور الرقيه الشرعيه ليقوم برقية والدته. .ونجح!

كبر الاطفال قليلا وقررت ثبات ان تعيش هي وصغارها في مكان اخر لذا قام اباها بتجهيز الشقه المقابلة له من اجلها

حفزها مازن علي مواصلة الدراسه فغيرت مسار تعليمها الي كلية الزراعه لحب اطفالها في النباتات والزهور!

بدأ مازن بالتقرب من صافي التي بدورها بدأت تشعر بمشاعر مختلفه تماما عن الاخوه تجاه مازن!

منذ فتره اصبح خالد صديقا عزيزا لمازن وتقرب من ثبات واصبح يشجعها علي اكمال حياتها

بعد عدة اعوام

تقف مبتسمه في محل مخصص لبيع الزهور والنباتات والاشجار كذلك وهي تسمع امتداح احد زبائنها فلها طريقة عبقرية ورقيقه في تنسيق الحدائق!
وفجأة اقترب منها شابا يافعا احاط خصرها بيديه ضاما اياها بشدة جعلتها تصرخ بفزع قبل ان تنظر الي الخلف لتجده يضحك منها فقامت بضرب كتفه بخفه لتقول

: مرااد كف عن الاعيبك لقد كدت اموت رعبا!

ضحك هو مجددا وهو يغازلها بكلمات رقيقه جعلتها تبادله الضحك مما اثار حفيظة الزبونه! فكيف لشاب ان يمازح فتاة بهذا الشكل!
لاحظتها ثبات لتقول بسرعه

: اه سيده احلام لم اعرفك...هذا مراد ..ولدي الاكبر وهو في الصف الثالث الاعدادي الان!

فغر فاه المرأه بصدمة شديده لتقول

: انت...انت ام!! لا لا وايضا امه !!كيف هذا!!

ثبات قد اتبعت حميه غذائية منذ مده واصبح قوامها منضبط وبحكم عمرها الصغير لن يصدق احد انها ام لمراهق! ومازاد الامر هو مراد ...صغيرها الحبيب ..الذي ورث بنية ابيه الضخمه وملامحه القويه ..يوحي لمن امامه انه شاب في عقده الثاني!

ضحكت ثبات برقه علي شكل المرأه امامها فهذه ليست المره الاولي التي رأت بها هذا التعبير !

في كوبا

جالس في مكتبه يمسك جهازه اللوحي ..يتأمل الصور بدقه وقد ظهر شبح ابتسامة علي وجهه!
كانت صورة اولاده الثلاث وهم يتناولون طعامهم في مطعم ما برفقة امهم...امهم التي اختلفت كثيرا في هذه السنوات! بينما في الاعلي حيث تنام مريم ناظرة للسقف بجمود ! اقترلت منها الخادمه وهي تدعوها لتناول الطعام فلم تقبل وحين اخبرت الخادمه هذا الامر لجاسر هب واقفا وذهب لها.... فتح الباب فوجدها كما هي ..علي السرير!
اقترب منها مقبلا يدها ليقول

المراهقة والذئب الوديع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن