المراهقه والذئب الوديع
الحلقه الرابعه
مرت الايام علي الحبيبين ما بين تعجب عماد وهاني ورفض بدر القاطع لهذه العلاقه ومع ذلك لم يهتما لشيء سوي بأنفسهما وازداد تمسكهما ببعضهما بشده واصبح جاسر اكثر تحكما في ثبات التي كانت توافقه علي كل كلماته دون نقاش!
اصبحت تعلم انه يتورط دائما في شجارات قد تصل الي استخدام الاسلحه بسبب اعدائه ! ارعبتها فكرة انه قد يقتل يوما علي يد احد هؤلاء الاشخاص!
ذات يوم. لم تستطع رؤيته فقد اخبرها ان عليه الذهاب الي ابيه وبعدها لديه بعض الاعمال ...لكنه فاجأها بإتصاله بعد العصر بقليل لتجيب بخفوت
:مساء الخير حبيبي كيف حالك؟
اجابها بعد دقيقه بصوت واهن
:لست بخير..ابدا !
اقلقتها نبرة صوته لتقول بسرعه
:ماذا بك!..مالذي حدث معك واين انت!!
لم يجيبها وانما قال
:احتاجك حقا..
ردت عليه
:اخبرني اين انت وسآتي اليك حالا!
اخبرها انه في مكتبه لتبدل ثيابها بسرعه وتخبر امها انها ستذهب لجلب شيئا ما وستعودوصلت الي المكتب وكان فارغا فاليوم عطلة الاسبوع
دخلت مسرعه الي مكتبه لتجده يجلس في الشرفه ارضا يثني احدي ساقيه امام صدره والاخري ممدده امامه ويمسك سيجارته وهو ينظر للاماما بشرود
ذهبت اليه لتجلس بجانبه وهي تمسد علي ذراعه بقلق ..اجفل هو في البدايه لكن ما ان نظر لها حتي استكانت ملامحه ليعطيها ابتسامة واهنه فقالت له
:ما بك جاسر! اانت بخير..هل تشعر بألم ما ؟!
اجابها بخفوت
:ابي !..لقد كان علي شفير الموت اليوم!...كنت علي بعد خطوه من فقدانه..
ليكمل هامسا بفزع :كان سيرحل ويترك كل شيء. ..يتركني!!
تقوص حاجباها بحزن لتربت علي كتفه من جديده وهي تحاول طمأنته انه سيكون بخير لكن وجب عليه الصبر والدعاء له!
ابتسم لها بدفئ ليقول
:هل استطيع ان اطلب منك شيئا حبيبتي؟!
اجابته بسرعه
: بالطبع جاسر ! اي شيء تشاء!
اومأ لها بتعب ليقوم بفرد ساقه الاخري ليميل بجزعه الي الجانب. في وضعية النوم لتسقط رأسه علي ساقها مما اجفلها فقد ظنته فقد الوعي او حل به شيء فحاولت رفع وجهه وهي تناديه بهلع جعله يضحك بخفوت ليقول
:انا بخير يامجنونه!...هذا هو طلبي!كنت اريد النوم فقط هكذا قليلا...تقلب ليصبح نائما علي ظهره لينظر لها بقلق وجفونه تكاد تنغلق من الارهاق ليقول
:هل ازعجتك؟!
حسنا هي دهشت!! ولا هو لم يزعجها ابدا! لطالما كانت تتمني ان تفعل له شيئا لترد له بعض مما فعله معها فحركت رأسها بلا مبتسمة له ليغمض عينيه مستسلما لسلطان النوم ...اما هي فتخشبت في جلستها تخشي ان تقلقه واخرجت هاتفها تعبث به حتي يستفيق
بعد مرور نصف ساعه تشنج جسده فجأه مما اجفلها لتراه يغمض عينيه بقوه وكأنه يري شيئا ما سيء! فقامت بتحريكه وهي تناديه بقلق تخبره انه يحلم فقط لتجده وقد انتفض جالسا فجأه وهو يتنفس بسرعه وعينيه متسعه برعب
ربتت علي ظهره لينزر لها اخيرا وقد هدأ ليقول بسرعه وهو ينهض ويسحبها معه
:علي الذهاب الي امي حاالا ...تعالي معي!
اومأت له ليهبطا معا الدرج وها هما وصلا امام قبرها ليجثو ارضا امام قبرها وهو يدعو لها ويحادثها بخفوت لتخرج ثبات مصحفا صغيرا تضعه لها والدتها دائما لتقرأ منه بهدوء وهي تجلس بجانبه
انتهي الامر وقد هدأ جاسر قليلا ليخرجا نحو السياره وهو ممسك بيدها ليقول بدفئ
:لا حرمني الله منك ابدا ياصغيرتي! ..كنت احتاجك حقا ...لا اعلم ماالذي كان ليحل بي لو اني بقيت وحيدا اليوم!
تطلعت له بتعجب مبتسمه لتقول
:انا فقط جلست معك جاسر!انا لم اقدم لك شيئا حتي
ضحك هو لها ليقول وهو يحرك يده بسرعه علي شعرها كعاداه ليقول
:وهذا ما كنت احتاجه بالضبط!..جلوس ميردا الشرقيه خاصتي الي جانبي وحسب
اخفضت وجهها الذي احمر خجلا وهي تتحدث بسرعةوخفوت فلم يسمع منها حرفا واحدا مما جعله يضحك بصخب علي عادتها المضحكة تلك كلما خجلت او اصابها التوتر
اوصلها الي مكان قريب لبيتها لتنظر له بحب مودعه له قبل نزولها
دخلت المنزل لتجد امها وابيها جالسان في غرفة المعيشه ..حيتهم بسرعه لتذهب الي غرفتها وعينا ابيها تتبعانها دون كلام !
في المساء وهي تتبادل الرسائل مع جاسر فاجأها طرق علي باب غرفتها! لتغلق الهاتف بسرعه لتسمح للطارق بالدخول ليطل رأس اخيها مازن مبتسما من خلف الباب فبادلته ابتسامته
دخل وجلس قبالتها ليقول بمزاح
:بدأت اشعر انك في دولة اخري
لم اعد التقي بك سوي نادرا!.
ضحكت بخفثت لتقول له
:الدراسه والمدرسه وما الي ذلك!
اومأ لها مازن لينظر في عينيها ليقول ببعض القلق
:اليس هناك اي شيء تودين اخباري به ثبات؟!
نظرت له بقلق خفي ! هل علم بجاسر ام ماذا لتقول
:لا اخي انا بخير وليس هناك شيء. .لما؟!
اجابها
:اسألك فقط ..حسنا انا ذاهب الي غرفتي ويجب ان تعرفي اني موجود دائما لأجلك
اومأت له بهدوء ليخرج وتعود هي لتبادل الرسائل مع جاسر الذي كان يجلس في مكان يشبه المقهي يجلس امامه بدر الذي اخذ يدخن وهو يرمقه بضيق ليقول حانقا
:هل اذهب ليتثني لك مراسلتها بشكل افضل؟!..
نظر له جاسر بسخريه دون رد ليعود لرسائله لينفخ بدر بنزق ليقول من جديد
:ما الذي ييجعلهاتسهر الي هذا الوقت؟! لابد ان المسكينه اصابها الارق ...اذهب اليها ايها العاطفي الرقيق وقم بإسقائها كأسا من الحليب الدافئ واحكي لها قصة قبل النوم
اجابه جاسر ببرود ولا مبالاة وهو. ينظر لهاتفه
:ثبات لا تحب الحليب وليست من عشاق القراءة ايضا او القصص لذا اصمت حتي انتهي
وبالفعل صمت بدر حانقا حتي اخييييرا ترك جاسر هاتفه ناظرا له وهو يسحب السيجاره من يد الاول ليضعها في فمه نظر له بدر بغيظ ليشغل سيجارة اخري فقال جاسر
:اذا ما الذي اردت ان تقوله ؟!
بدر :لقد تعرف رعد علي الفتي الذي استخدمه سالم لقتلك ووصل له وقام بجلبه الي المخزن القديم وبعد الترحيب الحافل الذي لاقاه اعترف الصغير. علي انه لم يكن وحيدا وكان معه قناصا يمكث فوق المبني في حال فشل الصغير في قتلك يتدخل هو ... ثم اكمل بسخريه
:يبدو ان هذه المهمه كانت اختبار للمسكين ونحن افسدنا عليه الامر
سحب جاسر نفسا طويلا من السيجاره ليقول بعد دقيقه
:تخلص من القناص واحضر لي الفتي !
.
في الصباح التالي وقف جاسر ينظر للفتي ضئيل الجسم المقيد علي احد الكراسي ببرود ليشير لبدر الذي فهمه ليأتي بسطل ماء بارد وقام بسكبه علي الفتي الذي شهق من الالم والفزع والبروده لينظر برعب الي جاسر ليحاول التكلم ليستعطفه فقد تعامل معه رجال الاخير بعنف لم يكن يتخيله يوما! لكن جاسر قاطعه ليقول
: اسمك؟!
نظر له الفتي ليقول
:رامي ياسيدي
جاسر : ومن اين انت. واين تسكن ومع من وكم عمرك؟!الفتي : انا يتيم ياسيدي خرجت من الدار هذا العام وعمري ثمانية عشر عاما
حك جاسر ذقنه بطرف سلاحه بتفكير ليقول
:وكيف اصبحت واحدا من رجال سالم؟!رامي : يوم خرجت من الدار وقفت ولا ادري اين اذهب لكن توقفت سياره امامي فجأه واخذوني معهم فيها ليقولو لي انهم سيأمنون لي البيت والمأكل والمشرب وسأجني مالا وفيرا ان عملت معهم ..لذلك وافقت ..ارجوك انا اعلم ان ما اقوله لا يبرر فعلتي لكن لم يكن امامي طريق اخر ..انا لم استطع قتلك سيدي! انا لست قاتل اقسم لك...لكن ظروفي هي من تحكمت بي!
نظر له جاسر بصمت قليلا لينهض ويجثو امام رامي الذي ابتلع لعابه وهو ينظر له جاثيا امامه يتفحص وجهه بدقه ليقول بعدها بصوت قوي اجفله
:رعد! اجلب لي صندوق الاسعافات...واكمل مبتسما بشراسه ..: وحضرو الي حفل استقبال ..لدينا وافد جديد !
حدق رامي به بصدمه ليبتسم له جاسر مجددا وهو يمسح وجه رامي من الدماء والماء الذي يخفي ملامح وجهه تقريبا!
أنت تقرأ
المراهقة والذئب الوديع
Roman d'amourالقصه تتحدث عن الفتاة التي شعرت فجأه بجفاء الجميع حولها لتظن انها صبحت وحيده ..ليأتي هو بمواصفات هي حلم كل مراهقه شكلا وفعلا مسيطرا علي كل اوتارها فيملأ كل الفراغ داخل روحها لتبتعد عن الجميع وتكتفي به..لكن هل كان تصرفها في محله ؟! بسم الله الرحمن ال...