كانت غاضبة لدرجة لم تغضب فيها من قبل وربما كان هذا السبب !
لأول مرة تغضب لهذا الحد الذي جعلها لا تنتبه انهما يقفان على حافة السلم لكن جاسر كان وعيه يعمل وهو يتأمل حركاتها الغاضبة بقلق فحاول جذبها اكثر من مرة وهو يقول
: انت لا تفهمين! اقسم بالله لا تفهمين ما حدث ، تعالي فقط وانا سوف أخبرك عما حدث !.
ابعدت يدها عنه صارخة لتقول
: ابتعد الان عني ! هل كنت تستغفلني طوال تلك السنوات ! لماذا كانت تلك المرأة تقف معك بهذا الشكل في هكذا مكان !نظر لها صارخا هو الاخر وهو يجذبها بعنف بعيدا عن السلم كي لا تسقط ليقول
: اخبرتك انها كانت صدفة ! وحقا تظنين بي هكذا ظن بعد عمري هذا! بعدما اصبح لدينا أحفاد! لقد اوقفتني المرأة والقت السلام ولم اترك لها فرصة لتكمل الكلام حتى!
هذا صحيح ! لقد لاحظت انه لم يكن مهتم للوقوف معها ! كان يحادث النادل في امر ما قرب مدخل الفندق وكاد يذهب وهي من اوقفته لكن المشهد أعاد اليها نيران لم تنطفئ مهما فعل او مهما مرت السنوات !
اجفلها هو حين اكمل صارخا وهو يجذبها اليه مجددا من كتفيها بغية تقريبها منه: ماذا تريديني ان افعل بعد لتصدقي بعد كل تلك السنوات اني استقمت ! اني تركت كل ما كان يقف بيننا ماذا بيدي ان افعل اكثر! .
لحظة واحدة وربما اقل لم يفهم بها جاسر ما حدث لكن فجأة امسكت يدا قوية بيده تبعدها عن ثبات بقوة لينظر بصدمة إلى مراد الذي طالعه بغضب يقول
: انزل يدك عنها ! في الماضي كنا صغارا انا وسيف اما الان فلا تظن نفسك قادرا على إيذائها !.
نظر له جاسر مبهوتا ليقول بصوت بدى بعيدا وكأنه يكاد ان يتلاشى
: ا انا لم أكن احاول ايذائها ك ...
اوقفه بطريقة فظة عن الكلام ليقول
: انا رأيتك كما رأيتك سابقا ولا عذر لك ابدا ، كنت اعلم انك ستعود إلى ما كنت عليه يوما .كان جاسر كمن تلقى ضربة مباشرة في الرأس فأصبح يطالعهم جميعا بلا رد وملامح وجهه مصدومة دون نطق على غير عادته فوجد نفسه يقف يطالع سيف الذي اخذ والدته إلى غرفة ما ويقف امامه مراد لمنعه من الذهاب اليها ! واللعنه كان يحاول ان يشرح لها ما حدث ! كانت ستسقط من فوق السلم ان لم يقم بجذبها ..لقد اراد..احتضانها !
وجد نفسه يختنق واصبحت الرؤية صفراء فأخذ يهبط السلم رويدا ليقابله وجه جودي الباكي في الاسفل وهي تطالع ما حدث بصدمة لا تفهم شيئا بينما وقفت إلى جوارها زوجة مراد تطالعه بلوم لتدخله بين ابويه بهذا الشكل لكن جاسر لم يتوقف وان كانت مشيته مهتزة بفعل تشوش رؤيته ليغادر الفيلا بصمت ! .
" هل جننتما ! افتح هذا الباب !"
قالتها ثبات بغضب لينصاع لها سيف اخيرا فاتحا الباب لها لتخرج وتنظر حولها فوجدت جودي تجلس فوق السلم تبكي وبجوارها ياقوت التي حادثتها واخبرتها بما جرى ! زوجة امل صوتها عال من داخل إحدى الغرف تعاتب مراد الذي يتحدث بصندوق عال هو الآخر ويبدو ان جود اخذ أمجد حفيده لأنها غير متواجدان وظلت عيناها تبحث بقلق عن جاسر فلم تجده فقالت
: اين والدكما ؟!
شهقت جودي باكية وما كادت تجيب حتى وجدت جود يدخل من الباب قائلا بقلق
: ماذا حدث؟! خرج ابي بسرعة شديدة من المدخل حتى انه صدم احد التحف واذت مقدمة السيارة لكنه اكمل رحيله دون ان يلتفت لي !.
جلست ثبات مكانها ارضا وهي تحيط رأسها بيدها بلا رد .
مرت الساعات ولم يعد جاسر وحاول الجميع مكالمته لكن لا إجابة!.
في مكان آخر قبل ساعات مضت
أوقف سيارته امام المدفن واضعا رأسه على المقود دون حراك لفترة قبل ان يهبط بعدم اتزان بدأ واضحا لغفير المدفن الحاج راضي والذي وقف فورا يرحب بجاسر مبديا قلقه لكن جاسر ربت على يده قائلا
: انا بخير راضي ! فقط سأدخل اقرأ الفاتحة لوالدي وسأخرج .
قال راضي بذات القلق
: في مثل هذا الوقت يابشمهندس؟! كان بإمكانك المجيء بالنهار افضل !.
ابتسم له جاسر رابتا مجددا على كتفه يقول
: لا يهم الوقت ، انا سأدخل قليلا فقط لا تقلق .لكن القلق استبد بقلب الغفير حين تأخر بالفعل بالداخل فدخل ليطمئن قلبه لكن ما ان اقترب من مدافن عائلة مراد السياف حتى ركض هلعا ما ان رأى جاسر واقعا ارضا وجسده بارد يقطر عرقا وبيده هاتفه مفتوحا على صورة جمعت اسرته كاملة .
ولكل كارهي جاسر مراد ابشرو 😹
أنت تقرأ
المراهقة والذئب الوديع
Romanceالقصه تتحدث عن الفتاة التي شعرت فجأه بجفاء الجميع حولها لتظن انها صبحت وحيده ..ليأتي هو بمواصفات هي حلم كل مراهقه شكلا وفعلا مسيطرا علي كل اوتارها فيملأ كل الفراغ داخل روحها لتبتعد عن الجميع وتكتفي به..لكن هل كان تصرفها في محله ؟! بسم الله الرحمن ال...