25

4.5K 131 7
                                    

المراهقة والذئب الوديع
(25)
مر عدة اشهر علي طلاق جاسر ومريم ! ..الغريب في الامر هو شعور جاسر المتخبط ما بين الراحه و الحزن لفراقها ...احس ان هناك حملا ثقيلا قد رُفع من علي كتفيه وفي الان ذاته لم يرد ان يحدث هذا!

القي بثقل جسده علي كرسي مكتبه لينظر الي صورة صغاره الثلاث حينها فقط ظهرت الابتسامه علي شفتيه ..لقد التقط لهم هذه الصوره دون ان يشعرو وهم يضحكون معا !

لقد انتهي من عمله فتحرك مغادرا الشركه قاصدا الفيلا

حينما وصل وجد نفسه بتلقائية شديده ذهب الي غرفة اباه ..فتحها دون طرق !

كان مراد الجد جالسا علي السرير يطالع كتابا ما حين سمع صوت الباب يفتح دون طرق فرفع وجهه بنفاذ صبر فلا احد يدخل غرفته بتلك الهمجيه سوي ولده الحبيب!

ظل يراقب تقدم جاسر بصمت حتي ارتمي جاسر بثقله علي السرير بينما يضع ذراعه فوق عينيه ثم رويدا رويدا اصلح يقترب من ابيه حتي التصق به!

ضحك مراد بخفوت قبل ان يترك كتابه ليقوم بسحب جاسر الي حضنه كما كان يفعل حينما كان طفلا !

ضمه جاسر ايضا لكنه قال ببعض التمرد

: اليس من المشين ان اكون في هذا العمر ولدي اولاد يقاربونني بالطول وآتي هكذا راكضا الي حضن ابي!

ضحك مراد مجددا ليضمه اكثر قائلا
: وان شاب رأسك سأراك طفلا حتي مماتي! ..وانت كذلك ستري اولادك بنفس النظره!

قال جاسر بتيه

: لقد اهلكني الالم ياابي !

قبل مراد قمة رأسه ليقول

: لقد سبق واخبرتك مرارا انك ستتألم وتؤلم من حولك! ..كانت لديك زوجتك واطفالك ..لماذا تبحث عن اخري!

فقال جاسر بشرود

: لا ادري لما احسست فجأه بالفتور ناحية ثبات!..لم اشعر بهذا من اول لقاء لي بمريم! ...لا اعلم ما تفسير ما حدث معي. ياابي! ...انا نادم علي ما حدث ..كانت لدي عائلتي الصغيره! ...ِ لقد حاولت التحدث مع ثبات لأحاول تصليح مافعلته ..حتي لو قليلا! ..لكنها لم تترك لي الفرصه !

لم يجبه مراد ..فقط ظل يمسح علي شعره بشرود حتي شعر بإنتظام انفاس جاسر ليبتسم بدفئ قبل ان يضبط وضع جسده ويغلق عيناه للنوم هو الاخر محتضنا ولده!

واقفه تعدل من وضع الزهور بدقه حتي سمعت صوت الباب يُفتح ..التفتت لتبتسم بتفاجئ قائله

: بابا مراد! لقد اشتقت لك كثيرا تفضل!

ابتسم مراد لها ليكمل سيره المتمهل نحوها فسلمت عليه بأدب وجلسا سويا وبعد ان تبادلا بعض العبارات اللطيفه تحدث مراد قائلا

: ثبات! ...انا دائما ما كنت ابا لك لا والد زوجك صحيح!

اومأت ثبات له ليقول

المراهقة والذئب الوديع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن