23

4.4K 124 7
                                    

المراهقة والذئب الوديع
(23)

يطالع السقف بشرود وهو نائم علي السرير حتي قاطع شروده دخول مريم التي وقفت امام السرير تطالعه ببعض الجمود والبؤس. فقال

: ماذا هناك يامريم؟

فقالت

: هذا السؤال لك انت! ..ما بك اليوم ياجاسر؟!

تنهد ليقول

: انا بخير ....لما تقفين كالتمثال هكذا ؟

فقالت وقد اهتزت نبرتها من البكاء قائله

: هل اصابك الحنين؟! ..هل اشتقت الي فتاتك الصغيره؟!

اغمض عيناه بمقت ليقول ببرود

: مريم! لا طاقة لي الان لكي اتحدث ..وخاصة في هذا الامر!

صرخت وقد انهارت اخيرا

: بل هذا وقته! انت لم تحبني قط كما احببتها! ..انت لم تعاملني مثلها ابدا!..دائما ما تشعرني انني ظل لها لا غير!

زفر جاسر بعصبيه ليصرخ في المقابل

: تريدينني ان اعاملك مثلما عاملتها! ...لقد قتلتها بيدي هاتين! حطمتها حتي اصبحت بقايا انسانه! ..بيداي هاتين ضربتها بعنف لن يتحمله احد!..ظلمتها حين تزوجتها طفله وحملتها مسؤولية بيت وعائله واطفال ثم تركتها في نهاية المطاف في لحظة طيش ! هل تريدين مني معاملتك مثلها!!

اجفلت مريم من ثورته ولم تستطع الرد وهو لم يترك لها الفرصه من الاساس فقد خرج صافقا الباب خلفه!

هبط الي الاسفل وخرج نحو الحديقه وهو يضع يده علي صدره حين شعر بالاختناق !

ثبات! فراشته الصغيره! ..ميردا خاصته! ...خسرها لأجل لا شيء !

مريم حبيبته ايضا ..مكافحه وعلي قدر عال من المسؤوليه ..لكنها ابدا لن تحل محل ثبات في قلبه..مهما فعلت!

"هل اتيت بي الي هنا لنجلس بالسياره نطالع الرمال!!!"

هكذا قال مراد الي ابيه بحنق حيث اتصل به قبيل الفجر يطلب منه مقابلته اسفل المنزل فنزل متعجبا فأخذه جاسر الي تلك المنطقه الصحراويه منذ ساعة كامله ..ولازال صامتا!

تحدث جاسر بشرود وهو ينفث دخان السيجار من فمه!

: لقد اشتقت اليها جدا !

اجفل مراد ورمش بعينيه ليقول بريبه

: ماذا تعني!!!!

فقال جاسر وهو ينظر له ببرود وثقه!

: لقد اشتقت الي امك! اشتقت الي صغيرتي ...اريدها!

اصبح مراد يفتح فمه دون كلمات ثم يعاود اغلاقه !
لم يغضب ولم يثر عليه بسبب وعده لوالدته الا يتعامل معه بعداء واقد اظهر جاسر مؤخرا جانبا اخر من شخصيته واصبح صديقا لأبنائه ...حتي مراد! ...كان يصر ان يخبر مراد بأشياء عنه وعن حياته وكأنه يتحادث مع صديقه ..ويبدو انه قد نجح !

المراهقة والذئب الوديع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن