28

4.3K 140 16
                                    

المراهقه والذئب الوديع

(28)

ظلت شارده في كل ما حدث! ....كان هو من يساعدها اذا! ..لقد تحققت من الامر بنفسها ..هو من اشاد بها امام كل عملائها الحاليين!

تريد مكالمته لشكره وفي الان ذاته لا تدري كيف تتحدث معه! وماذا تقول !! ظلت هكذا قليلا حتي عقدت العزم وقامت بطلب رقمه بسرعه قبل ان تتراجع!

ظل الهاتف يرن لفترة طويله حتي اجاب اخيرا! ..اجاب بصوت لا حياة فيه جعل قلبها يقفز هلعا ! سألته بنبره مرتجفه

: هل هل انت بخير!!لما صوتك ...مختلف!!

ظل صامتا وهو يستمع الي صوت انفاسها موجها نظره الي جثة ابيه مخاطبا له بعينيه وكأنه يقول له "حتي في احلك ظروفي تظهر هي من اللامكان! ..كان لديك حق ياابي ! "

قال لها بذات الصوت الميت

: لقد رحل ! ...لقد رحل والدي ياثبات! ..مات..لقد مات حقا!

قالها بخفوت وكأنه يحاول ان يثبت لنفسه انه قد فقده الي الابد

صدرت شهقة من ثبات تلاها بكاء حاد وهي تسأله اين هو ليخبرها عن مكانه فأغلقت الخط فورا تاركة اياه ينظر الي جثمان ابيه!

انطلقت بسرعه نحو المشفي وسألت الممرضات حتي وصلت الي الغرفه

دخلت بسرعه لتجد جاسر يجلس علي السرير مقابلا لجثمان ابيه وهو يمسد يده وقد اصتبغت عيناه باللون الاحمر
جلست الي جواره وهي تطالع اباه ببكاء ! ...يشهد الله انها كانت تحبه كأباها تماما!

نظر لها جاسر ليقول بصوت متباعد

: لقد رحل حقا!!! هههه لقد ذهب هكذا!

احاط رأسه بكفيه لتقترب منه ثبات قائله

: رحمة الله عليه ياجاسر اهدأ ارجوك!

قال بشرود

: علي إخراجه من هنا قبل علم الصحافه!

اتي بدر مهرولا قبل ان تتحدث ثبات ليقول

: الباب الرئيسي مليء الصحافه!

قال جاسر

: وسيارتي هناك!!

هتفت ثباات فجأه بصوت مهزوز

: لنخرج من باب الطوارئ وانا سوف احضر سيارتي الي هناك

ثم ذهبت بسرعه لتحضر سيارتها وما هي الا دقائق حتي وجدت جاسر وضع جثة والده علي كرسي متحرك وقام بدفعه حتي وصل اليها فقام بحمله ووضعه برفق في الخلف وجلس محتضنا اياه بينما انطلقت ثبات بسرعه!

انقلبت الاخبار في لحظه لنقل خبر وفاة والد جاسر وقد اقيم له عزاء كبيرا وقف به جاسر يستقبل العزاء بوجه جامد ! لم يأت احدا من اخوته ولن يأتو! كان يحاول التماس الاعذار لهم دائما لغيابهم اما الان فلا مبرر!

المراهقة والذئب الوديع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن