29

4K 142 2
                                    

المراهقه والذئب الوديع

(29)

"اسف لأنني لم اتي منذ مده! ...لم تكن لدي الشجاعه الكافيه لفعلها صدقوني !"

هكذا قال جاسر وهو ينظر الي قبر والداه! ..حين انتهيا من تناول الطعام طلب منها الذهاب معه اليهما فهو لم يتحمل الذهاب وحيدا ...وقفت ثبات علي مقربة منه تسمع مناجاته الخافته لهما بقلب منفطر!

بعد بضع دقائق نظر لها جاسر بيأس وضعف شديد اجفلها ليقول

: هل استطيع طلب شيء ما قد يبدو غريبا وليس من حقي !!

قالت له وهي تبتلع لعابها
: اطلب ما شئت وان استطعت تلبية طلبك سأفعلها!

وقف مقابلا لها مادا يديه لها قائلا كلمة واحده جعلتها تتراجع الي الخلف عدة خطوات !..قال

: ضميني!

فقالت وهي ما تزال تحت تأثير الصدمه

: هل جننت !! انا ..انا الان محرمة عليك!
ثم اضافت بخفوت وصل له

: انا لم اعد زوجتك !!

انزل يداه واخفض وجهه بيأس زائد ليومئ لها مبتسما بسخريه لما آل اليه حاله!

مرت عدة ساعات منذ ان عادت ثبات الي بيتها مهمومه لكنها لم تترك جاسر وحيدا حتي رأت انه اصبح مقبل علي الحياة ...قليلا!

دخلت شقتها ونامت مباشرة ..فلديها عمل عليها القيام به

صباحا جلس الابناء يتناولون الافطار مع جدهم حتي تنتهي والدتهم من ارتداء ثيابها وبينما يلهو مراد بهاتفه وهو يشرب من كوب الشاي حتي رأي صورة جعلته يسعل بشده مما جعل الجميع ينظرون له بقلق ونهض جده مسرعا يمسد علي ظهره وهو يسأله بقلق عما اصابه
تحدث مراد وهو ما يزال ينظر الي الصوره قائلا

: حب جديد يكتسح ساحة المشاهير ...و و اللذان في الصوره هما .... احم ..لا لا ادري ك كيف هذا حقيقة !

مرش بعينيه حتي يتأكد مما رأي فأختطف جده الهاتف منه يطالع الصوره ليفغر فاه

كانت صور وليست صوره لثبات وجاسر وهما يتناولان الطعام وواحده وهما يتضاحكان واخري وهما في المقابر يمد يده لها بينما هي تقف علي بعد عدة خطوات منه واخري وهو يوصلها الي هنا بسيارته !

دلفت ثبات الي شقة والدها وهي تحييهم بنشاط وابتسامة عريضه لكنها بهتت تدريجيا وهي تري ملامح الجميع وهم ينظرون لها بصدمه !..تحدثت بريبه

: ماذا هناك!! ..هل هناك شيء علي ملابسي!!!!!

وضع منصور يده علي فمه وهو يطالعها بمزيج من الغيظ والصدمه ليقول بصوت مهتز!

:اعط هاتفك لوالدتك يامراد لتري!

نظر مراد الي هاتفه والي امه ثم الي جده بتوجس ليعطيه لها بنهاية المطاف

المراهقة والذئب الوديع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن