النهاية

8.4K 356 45
                                    

الفصل الثامن وثلاثون

شهور مرت لا يشعر ما إن كانت طويلة أم قصيرة فقط ما يشعر به أن الأيام تشبه بعضها، حتى الكوابيس باتت أقرب شيئاً له فقد أعتاد عليها وبرغم الألم الذي يشعر به لحظة فراقها إلا أنه يراها وهذا في حد ذاته بالنسبة له فرحة لا تقدر بثمن .. بسبب ضغط سليم المستمر عليه ومعه تولين اضطر للجوء إلى طبيب نفسي لعله يساعده في تخطي هذه الكوابيس لكن هو يعلم أن هذا لن يفيده وليس له حل

تحدث الطبيب معه قائلاً : أمته أخر مرة نمت فيها كويس أو الأصح نمت فيها أساساً

قشعريرة مؤلمة سارت في جسده ليردف : جنبها وهي ميته ... ليلة وفاتها فضلت واخدها في حضني وتقريباً نمت يجي عشر ساعات محستش فيهم بأي حاجة كانوا كأنهم عمر ضيعته في النوم بس مش مهم المهم إني كنت جنبها

الطبيب : تمام أنا هكتبلك على منوم خده هيساعدك تنام

صخر بهدوء : مكنتش مستني الحل الخارق ده منك .. مفيش منوم نافع معايا أنت متخيل أو مفكر إن سهل أجيلك

الطبيب باستغراب : مش فاهم

وقف صخر قائلاً : مش المفروض تفهم فرصة سعيدة يا دكتور وشكرك لمجهودك الجبار معايا

وقبل أن يتحدث تركه صخر وذهب من أمامه، يراه غبي كما يرى الجميع بنفس الغباء لقد حاول أكثر من مرة تجاوز تلك الكوابيس وإتباع تعليمات الطبيب لكنه لم، يجد نفسه في النهاية ينفر من كل طبيب ويخلق نقاش ثم يبتعد .. تركته وغادرت تلك الحياة لكنها كل يوم تأتي له في أحد كوابيسه نائمة ومبتسمة في ذات الوقت ملفوفة بالذي الأبيض الذي يكتب على كل فتاة مرتين لكنها لم تنله سوا مرة واحدة، فرحها كان للأخرة فهو استكتر عليها زفافهما

نغزة قوية نالت من قلبه ثم عاد لوضعه الطبيعي ليأخذ نفس عميق وقاد سيارته متجه للمكان الذي كبرت فيه، لم يأتي معها كثيراً له برغم الحاحها المستمر عليه ليتذكر حديثها ذات يوم

"بقى مش عايز تيجي معايا يا صخر طب على فكرة في يوم مش هتلاقيني أو هرفض أجي معاك في حتة أنت عايزها "

وبكل ثقة أجاب : مش هيجي لأني مش ههون عليكي تزعليني

"بس أنا هونت عليك عادي"

انحنى أمام طفله صغيرة تمتلك خديها فابتسم وهو يمد يده لها بهدية ثم بدأ يوزع الهدايا على الأطفال وهناك تقف مريم تتابعه، كاد يذهب ليرى مريم تقف فأشار لها ثم ذهب متجه للمنزل على أتم استعداد يسمع مرشح جديد من أخاه

حُرم عليه دخول القصر أو الاقتراب من المنطقة الموجود فيها بعد وفاتها فانتقلت عائلة مع نجمة للڤيلا، حياته مع نجمة شبه طبيعية كل واحد في غرفة احترمت حبه لناردين وهو تقبل وجودها كأم لأولاده وما زالت على زمته لم تطلب الطلاق يوماً والحقيقة أنه لم يفعل ولم يفكر في هذا

لقلبك جزاء وأنانيتي نصيب "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن