(8)

4.9K 190 6
                                    

يا لها من حواء

 

(8)
كانتا جالستان...تتفرج روما على احدى البرامج الرياضية..و تجلس ريتاج بجانبها...تتذمر

ريتاج:روما بليز...هاتيلي مسلسل حريم السلطان عايزة اعرف هويام هتعمل ايه

روما بتملل:ريتا حبيبتي...استحالة يكون المسلسل بجميع الالف حلقات كلهم صح و من التاريخ ف اتهدي بقى عايزة اسمع

ريتاج:يا ستي انا اصلا بكره التاريخ...هاتيه بقى...لو تسمعي كلامي و تتفرجي معايا

روما:انا ايه اللي يخليني اتابع مسلسل على مدار سنة...و كمان سنة بيبقى الكاتب مقلل الاحداث...ليه اعمل في روحي كده

ريتاج:طب بلاش ده...تعالي نتفرج على اي مسلسل انا زهقت و بعدين ده ماتش قديم و انتي اتفرجتي عليه قبل كده

روما بنفاذ صبر:ماشي يا ريتا...هاتي اي مسلسل

امسكت ريتا جهاز التحكم بحركة طفولية كانت روما تجد السرور في عينيها...بدأت ريتاج بتغيير القنوات واحدة تلو الأخرى الى ان توقفت على قناة...

ريتاج:فريدة قالتلي المسلسل ده حلو اووي

روما:اما نشوف اختياراتك انتي و الست فريدة..هو انا ورايا غيركوا

نظرت روما الى التلفاز...ليلفت انتباهها مشهد...رأت فيه من يعذب المرأة بطريقة جنونية...ظلت تتأمل معالم وجه الممثل..لتبدأ ملامحها بالتقلص تعبيرا عن تقززها من المشهد

و من بعض جنس ادم...كان يضربها بالقوة التي اعطاه الله له...و ما اثار دهشتها انها اعتنت به في مرضه..و لكنه لازال يسب و يلعن فيها...اهذا انكار للجميل ام مجرد تحكم و سلطة؟

يَا لَكِي مِن عَظِيمَة يَا حَوَّاء

تَحَمَلْتِي طُغْيَان العَدِيد وَلَازَال صَبرُك وَفِير

....

كان يمشي بسيارته عائدا الى قصره...كانت صورتها تملأ زجاج السيارة...اصبح يكره جلوسه المنفرد حتى و ان كان في سيارته...اشعل المذياع...لعله يشعره بوجود شخص معه..
والليله حبيبي الليله ليله عمرنا
دي اجمل ليله في حياتي انا

اخترقت هذه الكلمات اذنيه..لتتجمع الدموع في عينيه بغزارة...كل شئ حوله يذكره بها...حتى اغنيتها المفضلة ..نظر بجانبه ليجدها ...تجلس بوقار كعادتها...لكن عينيها كانت حمراء اللون..عاد عقله الى الوراء ليتذكر ملامحها في هذا اليوم...اعين حمراء وجه كادت الزرقة ان تحتله..

قلب يخفت نبضه..انفتحت عينيه على مصرعيهما..نظر سريعا امامه..و التفت من جديد لكنه لم يجد احد سوى هواء...

حازم:فوق يا حازم..بلاش التهيؤات ديه...مش ناقصة جنان

وصل الى منزله..ليترجل من السيارة بطئ شديد...يبدوا على جسده عدم الراحة ..دخل الى القصر ليجد الأضواء مغلقة...يصدر ضوأ طفيف من غرفة الجلوس...تقدم بخطوات هادئة..ليجد اخته جالسه بين الظلام الهالك...تتفرج على احدى الأفلام المرعبة...نظر اليها بتمعن شديد..ارتسمت عليه ابتسامة مكر...و اقترب منها ...الا ان افزعها

يا لها من حواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن