(24)

3.7K 163 32
                                    

يالها من حواء

 

(24)

اتجه مصطفى الى كارمن الملقى على الأرض...و حملها لتبدأ عينيه بالبكاء....احس بقلبه يصرخ على ما فعله بها...ركض بها الى الأسفل ...متجاهلا جميع الناس...حاول فتح الباب لكنه فشل كانت عينيه تزيد في الدموع عندما يرى الدماء على يديه..اتت مي على مضض و حزن و فتحت له الباب...وضعها في الخلف..و اتجه مسرعا الى مكانه ليبدأ بالقيادة الى المشفى.ركضت والدته الى الخارج لتجد مي واقفة جسدا لا عقلا...

...

ظل في المقهى يحضر لما سيفعله بها فستكون من اكبر المفاجأت لها..احس بغصة في صدره مما جعله يجلس على اقرب كرسي...احس بأن ضميره يتشاجر مع عقله ...فلقد امر العقل بسجنه في قلبه و القى مفتاح قلبه في ابعد نهر وجده!!

...

كان مصطفى يسير بسرعة كبيرة....لا يرى بوضوح بسبب الدموع التي تسابقت على وجنتيه شديدة الأحمرار!!...ظل يمسح بيديه عينيه..حتى يرى الطريق...تفادى ما يقارب خمس حوادث....الا ان وصل الى المشفى....خرج مسرعا من السيارة و حملها..اسرع الى الداخل...ليلتف عليه الممرضين ..حملوها منه ووضعوها على سريرا ليبدأوا بجرها سريعا..وقف مصطفى و هو مذهول من الموقف...اتجه الى الحمام...غسل يديه ليجد نقاط الدم تتساقط منه كالذنوب..خرج من الحمام و توجه الى غرفتها ليجدها فارغة سأل الممرضة عنها

الممرضة:حضرتك تقربلها؟

مصطفى بكسرة:جوزها

الممرضة:هي حاليا في العمليات ادعيلها يا فندم..

تركته الممرضة بين مواجعه...فلقد وعدها بأن يحميها...وعدها بأنه سيفعل لها ما تشاء...لكنه خلف بوعده!!..كان يجلس على المقاعد المقابلة لغرفة الجراحة..ظل يقرأ ما تيسر له من القرأن و بعض الأدعية كانت كل كلمة تخرج من فمه ترادفها ألاف الدموع الحارة

...

كانت ريتاج تجلس في مطعم فاخر...و يجلس هو مقابلا لها...كان الصمت يحل على طاولتهم ...كانت تلعب بغطاء الطاولة

عادل:ما ترحمي المفرش شوية؟

ريتاج بضيق:مستر عادل...البريك هيخلص

عادل بغضب:مستر عادل!!...ممكن نقوم من هنا علشان انا مابحبش المطعم ده؟

ريتاج بضيق و هي تقف:حاضر يا مستر عادل

كادت ان تمشي الا ان امسكها من ذراعيها...نظرت له نظرات تطلق رصاصا حي..افلت يديها و ظل يهدأها كي لا تتعصب اكثر

عادل بخجل:اسف...و الله اسف بس انتي نرفزتيني

ريتاج بضيق:عادل انا عايزة اروح

عادل برجاء:طب ممكن اروحك

ريتاج بحزن:طبعا اتفضل

خرجا الأثنين من المطعم و لازالت ريتاج حزينة فهل اتى بها كي يصمتوا و يتشاجروا؟؟...اما هو كان محرج و خجول فكيف له ان يقول انه احبها من اول نظرة؟..ركبت ريتاج سيارته من الخلف...و ركب هو في الأمام...رن هاتفه قبل ان يقود نظر الى المتصل ليجده حسن...تأفف في ضجر لكن سرعان مااضائت في مخيلته فكرة عندما نظر اليها ووجدها شاردة

يا لها من حواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن