(1)

25.1K 472 65
                                    

يا لها من حواء


(1)
بدأت البشرية على يد ادم و حواء...كان ادم يعامل حواء بأخلاص..كان يحترمها اشد الأحترام لقد خلقت منه
فماذا تتوقعون منه؟!
تقدم الزمن...و بدأ جنس ادم بالتكبر على حواء..اصبح الجميع يعرف ان حواء ليست سوى ترفيه
لكل رجل ...لكن تبدلت القواعد في هذه القصة.!!
......
"جـــــوووون"
صرخت بها فتاة..في منتصف العشرين...من العمر..ليلتف جميع اصدقائها حولها..كانت الأبتسامة تعلو وجوههم
"3-2"
صرخت فتاةاخرى بهذه الكلمات لتتعالى الصرخات...و تكبر الأبتسامة
علت صوت الصفارة الملعب...لتتفرق الفتيات...فريقين كما كانوا..توسطت الملعب..بأبتسامتها المعهودة...ابتدت اللعبة...لتبدأ بالجري تمرر الكرة لصديقتها ذات الشعر البني
لتدخل الكرة في المرمى في اخر لحظات...صرخت الفتاة صرخة هزت نجوم السماء
"جــــــــووووون"
التفت الفتيات ليحتضنوها..و يصرخن بأسم الفوز...مرت دقائق عد على تفرق الفتات و دخولهن..غرفة التبديل...اخذت حقيبتها ووضعت فيها ما تحتاجه
"كان ماتش حلو"
"طبعا يا بنتي مش انا اللي بلعب"
"عندك ثقة...استغفر الله العظيم"
"طب يالا يالا..لأن عمك هيعلقنا"
"بس بلاش صيغة الجمع ديه...انا مليش دعوة"
"ندلة ..و هتفضلي ندلة"
حملت حقيبتها ..و تمشت مع صديقتها العزيزة الى سيارتها..
"ما تيجي اوصلك"
"لا يا بنتي معايا العربية..روحي انتي علشان عمي"
"براحتك..ابقى كلمني لما اصحى"
ركبت سيارتها...وضعت حقيبتها بجانبها...و بدأت بالقيادة...
كانت تتذكر احداث اليوم لتنموا على شفتيها ابتسامة عند تذكرها انها فازت...لم يكن الملعب بعيدا عن بيتها كثيرا...
اوقفت سيارتها..و خرجت ممسكة بحقيبتها...و قد بان على ملامحها بعض من الأجهاد..دخلت منزلها لتجد عائلتها الكريمة..مجتمعة على المائدة...وضعت حقيبتها على الأرض و اتجهت اليهم
"مساء الخير"
"مساء النور..يا كابتن"
"بس يالا...كابتن في عينك"
"بس ليه ماهو معاه حق...ما انتي فعلا بقيتي كابتن صبح في النادي و بليل في الملعب"
"ما براحة علينا يا بوص...ده انا بنتك برضو"
"طب اتفضلي اقعدي يا لمضة.."
جلست بجانب اخيها الذي يكبرها بخمسة اعوام...بدأت بالأكل ...كانت الأجواء صامتة لحد كبير...انتهت من طعامها...لتقف من مقعدها
"سفرة دايمة"
"استني...بكرة قبل ما تروحي النادي عدي عليا في المكتب"
قلبت عينيها بتملل...وسرعان ما انتبهت انه يراها..لذا رسمت على وجهها ابتسامة
"تصبحوا على خير"
حملت حقيبتها..وصعدت على الدرج ...كانت تصعد بكل هدوؤ...وصلت الى غرفتها...تفتح بابها..لترتمي على سريرها...يرتخي جسدها ..تذوب عظامها في ملائة السرير
تخرج هاتفها من جيبها و تبدأ بتصفحه..ليهتز فجأة معلنا اتصال
"الو يا زفته"
"انتي لسة عايشة"
"حكمة ربك بقى...هتعترضي عليها"
"ايه الزرافة ديه...عموما بكرة روحي لواحدك""
"ايه ده ليه"
"نسيت ان بكرة عندي شغل كتير من الأسبوع اللي فات..و ده بسبب حضرتك"
"ايوة بقى حمليني مسؤوليتك..."
"المهم ابوكي عمل ايه"
"ولا اي زفت...لقح عليا بالكلام...وقالي اجيلوا بكرة قبل ما اروح النادي"
"يا بنتي اتهدي شوية...ارحمي الراجل..انتي كل يومين تلاتة ترجعيله ناقصة حته"
"اووف يعني ماعملش اللي انا عايزاه"
"اعملي بس اوزني..يعني مهندسة ديكور زيك..بقالها 5 شهور متخرجة...ليه مش تشتغل"
"علشان...مش عارفة بس هو كده"
"ارحمي امي العيانة...و خلي بالك من عمي...سلام بقى علشان هنام"
"نامت عليكي حيطة...صحيتي ضميري اللي كان نايم"
"معلش ابقى غنيله و هو هينام تاني"
اغلقت الهاتف لتظل البسمة على وجهها...استقامت في جلستها
و اتصلت بأمها..بضع رنات لتسمع صوتها من بلد اخرى
"الو ازيك يا ماما واحشاني"
"وانتي اكتر يا حبيبتي...بابا عامل ايه"
"يا ماما مش عليا..اكيد كنتي بتكلميها"
"طب بس يا لمضة"
"جدو عاملة ايه"
"زعلان جدا علشان حضرتك مش بتيجي عنده لندن"
"والله انا من شوية رجعت من الملعب..وبابا مسح بيا الأرض"
"ههههه ربنا معاكي يا حبيبتي..اقولك على سر"
"قولي بحب انا اسرارك"
"انا بكرة هرجع بس بليز مش تقولي لبابا ديل"
"احلى ديل..يالا روحي نامي تصبحي على خير"
اغلقت هاتفها....ووقفت من سريرها..لتبدل ملابسها الرياضية
مرت خمس دقائق لتعود مجددا الى سريرها الدافئ
تطفي الأنوار...وتغرس وجهها في الوسادة..لتبدأ بالغوص في احلامها المقتبسة من ديزني
.......
اغلقت الهاتف مع فتاتها ...لتجلس بجانب والد زوجها
"كويسة؟"
"اه يا بابا...هي كويسة..و بتسلم عليك كمان"
"قوليلها اني زعلان منها"
"معلش يا بابا...انت عارف الجيل ده..و كمان عمر بيشتكيلي انه مش بيشوفها خالص"
"ليه بتروح فين"
"صبح نادي و بليل ملعب"
"انا قولت من الأول بت دماغها طاقق..."
"ربنا يهديها يا بابا..يالا استريح انت...بكرة يوم طويل"
ساعدته على فرد جسده...امسكت بالغطاء ووضعته عليه
قبلت رأسه...ثم ذهبت لتتكلم مع زوجها الحبيب في الهاتف
.....
تسللت الشمس عبر الزجاج ..لتدخل مباشرة الى عينيها و تزعجها في نومها العميق...فتحت عينيها و اغلقتها عدة مرات...لكي تتأقلم على الضوء...بدأت ملامحها بالتغير..
تعدلت في جلستها..دعكت عينيها..و امسكت هاتفها
لتعبث قليلا به..تضيعيا للوقت ..وضعت هاتفها جانبا..
ذهبت الى حمامها...لترخي جسمها في حوض الأستحمام الذي ملؤته..بعطر التوت البري...التي عشقته من جدتها..
مرت نصف ساعة...لتخرج من الحمام...ارتدت ملابسها الرياضية التي تملأ خزانتها...اخذت حقيبتها التي لم تفرغها من الأمس...كانت تنزل بسرعة هائلة..وصلت الى المائدة لترى الجميع يفطر الا والدها
"صباح الخير"
"صباخ النور...متأخرة تلت ثواني"
"بس يا ظريف...كل و انت ساكت"
"انتي مش هتاكلي يا حبيبتي"
"لا ربنا يخليك يا كارمن..اكلي جوزك"
"مالك و مال جوزها انتي"
كارمن:ايه يا مصطفى ..بتضحك
"معلش اصل مصطفى قافش..اومال بابا فين...
 مصطفى:بابا في الشركة..و عايزك تروحيله دلوقتي... "امم...طب تمام انا هروح عند بابا عايزين حاجة"
مصطفى:على اساس ان البت هتجيب...عايزين سلامتك ياختي
"طب تصدق انا كان في نيتي اجيبلك...بس غيرت رأي"
كارمن:ربنا يخليكي ...
ابتسمت لهم في حنين..وودعتهم.....خرجت من منزلها وركبت سيارتها السوداء...قادت الى شركة والدها ..لم يكن الطريق مزدحما..وصلت سريعا..ترجلت من عربتها...ودخلت الى الشركة ..كان الجميع يحيوها...انها لا تأتي كثيرا ..
اتجهت الى مكتب والدها..طرقت الباب عدة مرات..لتسمع اذنه بالدخول..كانت ابتسامتها تسبقها في الدخول..لكن ما ازاحها هو وجود والدها عابسا..جلست امامه محاولة رسم الأبتسامة من جديد
"صباح الخير يا بوص"
"صباح الخير يا حبيبتي"
"خير بقى يا مستر عمر كنت عايزني في ايه؟"
عمر:مستر عمر...كويس لأنك هتقوليها كتير اليومين الجايين
بانت عليها ملامح عدم الفهم...ظلت الأجواء صامتة لوهلة
عمر:بوصي يا روما يا حبيبتي..انتي دلوقتي بقالك خمس شهور متخرجة...ايه المانع انك تشتغلي
روما ببعض من الضيق:اه يا بابا في مانع..مش مؤهلة نفسيا
عمر بسخط:يعني ايه مش مؤهلة بحالك ده عمرك ما هتؤهلي...سيبك من لعب الكورة..فين روما بتاعة زمان
روما:بابا انا لسة روما بتاعت زمان..مش معنى اني بلعب كورة ابقى مش بنت
عمر:ماشي يا روما العبي براحتك...بس لازم تشتغلي معايا
يا حبيبتي انا كبرت و مش هعرف اكمل بالطريقة ديه
صمتت قليلا لتفكر...هل تقبل ان تعمل لترضي والدها ام ترفض ان تعمل لتجعل والدها يسخط عليها!؟
روما:حاضر يا بوص..بكرة هاجي اشتغل بس الاقي المكتب جاهز لو سمحت
عمر بفرحة:بجد يا روما!؟
روما بأبتسامة:عيب عليك...كلام رجالة
نهضت من كرسيها ...قبلت رأس والدها بحنين..شعرت كم يفتقد والدتها عندما اعتصرها في حضنه..ابتسمت لتحمد ربها في داخلها على كل شئ ..
روما:طب انا همشي بقى علشان التدريب..الدوري قرب
ضحك عمر بصوت عال:ربنا يهديكي و يوفقك يا بنتي
ابتسمت له..ثم ذهبت..احست بشئ يهتز في جيبها..حملت هاتفها لتجدها رسالة نصية من ابنة عمها..فتحتها لتجدها مجرد توبيخ عن عدم مجيئها لتسلم عليها...ابتسمت تلقائيا..ثم توجهت الى مكتبها..طرقت الباب عدة مرات و اكملت عندما سمعت اذن الدخول...ارادت ازعاجها لترى سخطها..توقفت عندما سمعت الشتائم تنهال عليها لكن بأصوات مختلفة..بدأت الدماء بالتدفق الى وجنتيها عندما استنتجت ان هناك من معها في المكتب..دخلت على استحياء..وجدت اربعة مكاتب اثنان يحملان شابين في مقتبل العمر ..و اثنان يحملان فتاتان لا يزيد عمرهم عن 27 عاما
روما:احم...في واحد كان بيخبط بطريقة مزعجة...عينيه كانت عسلي
"وانتي لحقتي شوفتي عينيه"
قالتها ابنة عمها محاولة اخفاء ضحكتها...نظرت روما اليها نظرة توعد..عما سيحصل لها..
روما:انا غلطانة اني بقولك حاجة اصلا
"طب اقعدي اقعدي..لينا كلام تاني..احب اعرفكوا روما بنت عمي"
انهالت التحيات عليها...جلست امام صديقتها..
روما:عرفتي الجديد؟
"انتي كل اخبارك جديده"
روما:بابا عايزني اشتغل معاه
نهضت صديقتها من شدة فرحها..لفتت انتباه زملأها..
"ايوة كده..طب والله عمي ده..مفيش منه"
روما:اتهدي بدل ما اقول لأبوكي..
"يا بنتي ديه فرصة..انتي هتخدي خبرة من عمي ولا اجدعها شركة في روما تدهالك"
روما:ريتاج حبيبتي عمك ده يبقى ابويا...اخدت خبرة بما فيه الكفاية
ريتاج:المهم وافقتي ولا لا
روما:بتهزري طبعا وافقت...ماقدرش ازعل بابا
ريتاج:كويس بردو..فيكي الخير..
عاودة الجلوس عندما احست بنظرات الجميع..تأسفت منهم
روما:مش هتيجي النهاردة
ريتاج:توء..ما هو بسبب حضرتك ..اتكوم عليا شغل الأسبوع اللي فات
روما:هتزليني يا ريتا..طب انا هخلع لأن الكوتش هيبهدلني
ريتاج:نفسي و مون عيني اشوفك بتتهزأي منه...انتي لو غبتي بالشهرين..هيفضل شاريكي
روما:بوصيلي في اكل عيشي بقى...هتيجي بليل..عايزة اتمرن
ريتاج:امري لله يا روما..غوري بقى عندي شغل
روما:ماشي يا عسل..سلام
خرجت من مكتبها...لتكتشف انها نسيت حقيبتها عند والدها..ركضت في الممرات..لعلها تصل سريعا في هذه الشركة الطويلة و العريضة...طرقت باب والدها ..عدة مرات متتالية..دخلت بعد سماع الأذن بصوته الذي احبته
روما تأخذ نفسها:معلش يا بابا..بس انا نسيت شنطتي
لم تنتبه ان هناك من يجلس مع والدها..و كان يكتم ضحكته بأشد قوته...تأكدت انه رأى نفسه يشتعل على الفحم في عينيها عندما تراجع عن ضحكه
عمر:احم...استاذ احمد..عميل جديد ..اكيد سمعتي عن والده
طارق الخليل..بنتي روما
روما بعدم مبالاة:اه اه..سمعت عنه..اتشرفت
احمد:انا اكتر
اخذت حقيبتها من جانب والدتها...القت ابتسامة مزيفة لهم..ثم ذهبت ..خرجت من المكتب...كانت تمشي لكن بسرعة بسيطة..
وصلت الى سيارتها ..لكن اتسعت عينيها عندما وجدت من يغلق عليها الطريق...كانت السيارة فخمة..فلم تشك انهم احد العملاء "المتريشين"
ظلت واقفة خمس دقائق...تفكر في هذه الورطة..الا ان جاء شاب طويل..كانت ملامحه جذابة...مهلا اليس هذا احمد!؟
اتجه الى السيارة ..
احمد:معلش يا انسة..اصلي كنتي مستعجل
روما بتملل:ولا يهمك..بس ممكن يالا
ابتسم لها..لكن قاطعه رنين هاتفه..اجاب و مازالت البسمة على وجهه لم تدم المكالمة ثلاث دقائق
احمد:معلش بس خمس دقايق و هرجع نسيت حاجة مهمة اووي

تركها تستشيط غضبا....لم تمتلك حلا اخر...امسكت هاتفها
و طلبت رقم المرور
روما:لو سمحت في عربية راكنة صف تاني في مكان ممنوع
اعطته العنوان..ولم يتأخروا كثيرا الا ان اخذوا العربة معهم..
حينها جاء احمد لتنفتح عينيه على مصرعيهما..اهذه سيارته!؟!
ركض ناحيتها..لكنها لم تترك له المجال للحديث معها
ركبت عربيتها..و بدأت بالقيادة لكنها لم تنسى ان تبتسم له ابتسامة نصرها الدائمة....قادت بسرعة هائلة لتصل الى النادي
في اقل من ربع ساعة..و كان ما ارادت
دخلت عبر بوابة النادي...وجدت مدربها في انتظارها بفارغ الصبر
روما:اسففة يا كابتن محمود...كان عندي كام مشوار كده
محمود:افتكرتك مش جاية يا روما...يالا جهزي نفسك في حاجة عايز اقولهالكم
أومئت و ذهبت الى غرفة التبديل..جهزت نفسها للتمرين على مبارات الغد...خرجت الى ملعب النادي..لتحي زملائها من الشباب و البنات
روما:اخيرا بكرة المباراة...هتعملي ايه ديدا
فريدة:والله يا حجة..انا هقعد في بيتنا ..ومش هتحرك
روما:ده انتي شاكلك ناوية
فريدة:عيب عليكي يا روما...اومال نائل فين؟
جاء شاب متوسط الطول من خلفهم..
نائل:مالك و مال نائل دلوقت..ايه ده كابتن روما مشرفانا
روما:هههه و انت فكرك هسيبك تخسر لواحدك
نائل:فيكي الخير والله...سمير ممكن مايجيش
روما وقد بدأت عينيها باللمعان:قول و المصحف؟..الحمدالله يارب ..اخيرا
فريدة:ماعرفش انتوا ليه كرهين بعض...
روما:ده واد سئيل و صايع..احسن يا شيخة راح في داهية
نائل:ربنا يكرمك..اهي ديه المنافسة الشريفة ولا بلاش
قاطع حديثهما الكابتن محمود:لو سمحتوا عايز الكل تركيزه معايا...قبل ما نبدأ تمرين لماتش بكرة لازم اعرفكم على حازم
تقدم شاب ..قوي البنية....كان وسيم لدرجة الجنون..
محمود:زي ما انتوا عارفين..المهاجمة ريهام ..استقالت اللعبة
فحازم هيجي مكانها في الهجوم..و طبعا هيشارك بكرة..عايز روما هي اللي تمرنه
روما:تمام يا كابتن..
محمود:اتفضلوا سخنه ..خمس دقايق علشان نبدأ
_______________
ازيكم!!
ايه رأيكوا في الجزء...
و يارب يعجبكم
VOTE&COMMENTPLZ
ENJOY<3 

يا لها من حواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن