الفـ[٣]ـصل: شهيدة الحب.. حرفيًا

103 27 44
                                    

اليوم إحدى أيام عطلة نهاية الأسبوع، أنا جالسة لوحدي في المنزل مع والدتها، التي تجري ورائي بالمكنسة الكهربائية في كل بقعة أجلس بها. لقد خرجت تلك الفتاة صباحًا "لتحضر دروسًا إضافية" وهو أمر مثير للشبهة..

لقد خدعت والديها بفكرة أنها تحتاج لتلك الدروس ولكن لا يمكنها خداعي. أنا راقبتها لمدة خمس سنوات وهي تأكل الكتب أكلًا وتحصل على أفضل الدرجات دون الحاجة لتلك الدروس.. ترى ماذا تفعل بالمال؟

«(كاثرين) توقفي عن اعتراض طريقي!» صرخت الوالدة وهي تلكزني بالمكنسة الكهربائية.. عذرًا! أعترض طريقك؟ أنا جالسة فوق الثلاجة! لا أفهم لِم تحب مضايقتي هكذا..

جاءتني فكر جهنمية! نزلتُ من على الثلاجة وذهبتُ لأجلس أمام غرفة تلك الفتاة.. في غضون دقيقتين طلت والدتها من خلف الحائط وهي تنظر لي كفريسة وبيدها سلاح.

دخلت الغرفة وجلستُ فوق السجادة. فلنرى كيف ستكون ردة فعل تلك السيدة على ابنتها.

« اه! الرائحة مقززة وكأنه يوجد فأر ميت في الغرفة!» في العادة هذه الجملة تستخدم كمبالغة، ولكن المثير للسخرية أنه يوجد. أو كان يوجد.. لا أعلم ما الذي فعلته به البارحة فأنا خرجت راكضة ونمت في بيت الكلب.

تنهدت السيدة وابتسمت:« يا لها من فتاة جيدة.. من النادر أن يكون لأحدهم طفل مطيع هذه الأيام.. أنا محظوظة أليس كذلك؟»

تقلبت على السجادة لأشجعها على مضايقتي، ولكنها لم تنظر لي وتوجهت للمكتب، أمسكت بصورة عائلية لهما مع والدها

« ظننتُ أن الإعتناء بها بعد سفر والدها خارجًا سيكون أمرًا عصيبًا، ولكنها جعلته سهلًا للغاية..»

مسحتُ رأسي بالكتب وأخذت أموء بصوت عالٍ، فتنبهت لي أخيرًا ونظرت للكتب، أرجوكي فلتلاحظي الكتاب المريب الوحيد بين الكتب، ولكنها بدلًا من هذا قامت بترتيبهم دون النظر إليهم، وبدأت عيناها بذرف بعض الدموع..

« حتى إنها تدرس بجد كي نكون فخورين بها.. أظنني سأبكي..» أنتِ بالفعل تبكين..

خرجَت من الغرفة وسمعتها تغلق باب غرفتها خلفها، لقد أردت إعطاء والدتها صدمة عقلية فأعطيتها صدمة عاطفية والآن رابطتها مع ابنتها أصبحت أفضل.

بعد ساعتين، كنتُ أجلس تحت ضوء الشمس قليلًا حين عادت تلك الفتاة للمنزل، ظلت تتجول كثيرًا في المنزل حتى شعرتُ بها تقف خلفي وتنظر لي شزرًا...

فورًا بدأتُ بالركض.. تبدو مدمرة عاطفيًا وهذا قد يكلفني حياتي.
إنها تركض خلفي وتحاول الإمساك بي.. حتى حاصرتني بين أرفف المطبخ وقبضتني بيديها وذهبت بي لغرفتها حاولت التملص منها حتى قيدتني مرة أخرى.

ألم تقل بأنها لن تفعل ذلك مرة أخرى!!

من سينقذني الآن ووالدتها منهارة بالغرفة؟ فلنأمل بأنها لا تزال تحبني.
أخرجت طاقم السكاكين خاصتها وبدأت باختيار واحدة.. في النهاية أختارت الذي قامت بسنه سابقًا ولم تستعمله.

أشعلت الشموع، ورفعت السجادة، ذكرت اسم الله، قرأت تلك الطلاسم من الكتاب ورفعت السكين نحو عنقي.. الوداع لهذه الدنيا.. تذكروا بأنني مت كشهيدة حب.

هذه المرة لم تغلق عينيها، وهي مركز تمامًا أين تضع السكين، حتى زاغت عيناها نحوي، فحاولتُ استعطافها بعيني.. وتقريبًا نجحت.

فبدأت في البكاء. وتركت السكين جانبًا لدقيقة أو ما شابه. كنتُ على وشك الاحتفال حتى رفعت السكين مجددًا وقطعت قدمي.

« أعتذر (يوفو) فأنا لا أريد منك سوى النزيف وحسب.»

أنا أصرخ من داخلي الآن.. وأصرخ من خارجي.. قدمي تؤلم.. والدماء تنساب على فروي الأبيض. ظننتُ بأن حبها لي أكبر ولكن يبدو بأنني خسرت أمام ذلك الفتى.

أشعر بالعجز ولا يمكنني التحرك والجرح ينزف بشدة، والرياح الباردة ترتطم به.. لا يسعني سوى الصراخ.

طرق أحدهم النافذة، فتحركت نحوها وتركتني أصارع الألم وحدي

ثم سمعت صوت جارها من المنزل المجاور وهو يسألها:« هل قطتك بخير؟»

« نعم.. نعم.. في الواقع لا.. لقد لعبت بالسكاكين وفخذها به جرح عميق!» ثم أكملت بكاءها

أنا لعبتُ بالسكاكين؟ من قد يصدق كذبة بالية كهذه؟

« يا إلهي.. ألن تأخذيها للمستشفى؟»

« نعم ولكن.. أمي نائمة.. لا أعرف ماذا أفعل.»

« أحضريها سأوصلك بالسيارة.»

« حسنًا.» ثم أغلقت النافذة ومسحت دموعها وتقدمت مني بابتسامة:« أحبك، (يوفو)، أحبك!!»

ثم حملتني في ملاءة وضبطت أحمر شفاهها ونزلت له بالمزيد من الدموع بعينيها.

هل هذا هو الفتى الذي هي معجبة به؟ لا أعلم لماذا.. ولكن شيء ما غير صحيح.

------------

220525

أعتقد إني المفروض أكتب تحذير عن احتواء القصة لمشاهد عنف اتجاه الحيوانات؟ ولا هو مشهد واحد فمش فارقة؟

عمومًا.. خلصت امتحانات ૮ ˶ᵔ ᵕ ᵔ˶ ა هااي

The Main Character's Pet // الحيوان الأليف للشخصية الرئيسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن