الفـ[٤]ـصل: (فيرناندو)

88 26 27
                                    

الفتيان نوعان:
فتيان قد أموت لأجلهم راضية، وفتيان لن أموت لأجلهم راضية. ذلك الفتى جارها المدعو ( فيرناندو) قد أموت لأجله راضية.

هو قد أنقذني من يدها، ذهب بي للطبيب، أطعمني وداعبني، كما أنني كسبته بعرقي ودمي - بافتراض أن التعويذة تعمل-. ربما يجب عليه الإرتباط بتلك الفتاة كي يتسنى لي الوقت للهرب من هذه المدينة بأكملها.

وكقطة نبيلة، سأساعدها بتلك المهمة.. لا أريد منها العودة للمنزل مرة أخرى محطمة القلب وتريد نتف فروي من أجل تعويذة ما.. سأستخدم سحري فلا يمكن لأحدهم مقاومة القطط.

فأخذت أمسح رأسي بقدمه، ضحك ومسد على رأسي، ثم جاء صوت غريب من الخلف يقول برقة:« يبدو بأنها تحبك..»

نظرت لصاحبة الصوت، أوه.. إنها هي وحسب.. ولكن تتحدث بصوت فتاة رقيقة من أسرة إنجليزية نبيلة تعمل في خدمة العملاء. ثم أنها خلعت نظارتها.. إنني أرى ما الذي تحاول فعله.

رد وهو يرفعني لحجره:« إنها ودودة للغاية!»

« هيهيهي.. مثلي.»

« حقًا؟ أعتقد بأنه من الغريب أننا لم نتحدث مسبقًا رغم كوننا جيران منذ فترة. متأكد من كونك ودودة.»

ابتسمت وكانت ستأخذني من يده ولكنني صفعت يدها، فنظرت لي بصدمة.. لا أعلم هل هي متفاجئة حقًا أم تمثل التفاجؤ.

ضحك بتوتر:« يمكن للقطط أن تتصرف هكذا عندما تكون متعبة..»

ولأثبت لهما بأن تصرفي ليس عشوائي، أنا تقدمت من وجهه وقمت بلعقه ومررتُ رأسي على ذقنه. فظل ينظر في الفراغ.. واحد.. إثنان.. ثلاثة..

« أنا سآكلك أنتِ! يالكِ من فتاة لطيفة.. »

كانت تنظر لي بشك من خلف ظهره ولكن حين التفت لها ابتسمت وقالت برقة:« ما رأيك أن تعتني بها اليوم؟»

جيد إن لديها عقلًا على الأقل.. إن اعتنى بي يومًا سيجدان ما يتحدثان عنه لستة أيام مقبلة.. هكذا وأخذنا طريقنا للمنزل حيث نمت في حضنه وهو يقود.. وحين وصلنا للمنزلين، افترقنا نحن الثلاثة، فدخلتُ منزله حيث لا أنوي الخروج سوى في حفل الزفاف، وكان سيتبعني ولكنه توقف ونظر لها بخجل

قال:« امم.. بالمناسبة، عيناك جميلتان حقًا..»

ثم أغلق الباب في وجهها، يمكنني تخيلها وهي تنفجر من الفرحة في الخارج، في الواقع سأتمنى لو أنفجرت حرفيًا..

هناك قابلتُ قطًا آخرًا، أسود اللون، كان جالسًا فوق المائدة الموجودة في النهاية، ظل يحدق بي بصمت لثوانٍ معدودة.. ثم فجأة رأيتُ شيئًا يطير في منتصف الغرفة ويقع علي. لقد قفز. قفز علي وبدأ في ضربي.

فدافعتُ بما تعلمته في المنزل المجاور، وأنا قد تعلمتُ جيدُا في المنزل المجاور.

« مياااااو.. مياااااو.. ميااااو!» بالطبع بالصراخ والولولة وتمثيل الموت. ماذا! ظننتم بأنني قد أستعمل العنف؟ بربكم، لقد قاموا بتقليم أظافري كي لا أفسد الأريكة، إن أخبرتهم بأنني يمكنني استخدام أسناني للعض سيخلعون نابي ويطعمونني بيضًا مهروسًا..

أتى (فريناندو) من الغرفة المجاورة فبدأت أستغيث به، حينها رأيته يخرج هاتفه من جيبه ويقوم بتصويرنا، ما الذي يفعله هذا الآدمي؟ ما اللطيف في قطة تصنع كفتة من قطة أخرى؟

قم بإنقاذي أيها الوغد ودعني أوقعك بحب تلك الفتاة وأعيش حياتي! يالحظي التعيس، كلما ارتحت لآدمي وجدته أسوأ عن قرب. هل ذوقي سيء وحسب أم أن البشر حقًا لا يطاقون؟

والآن ذلك القط مستمر في ضربي وهو يصرخ:« أخرجي من منزلي! رائحتك طبيب بيطري! أخرجي! أخرجي! » ثم توقف فجأة وركض اتجاه غرفة ما، فتبعته من مسافة ووجدت (فيرناندو) يصب الطعام في وعاء..

أنا أعرف ما سيحدث ولكنني سأجرب.. حاولت أخذ شيءٍ من ذلك الوعاء ولكنه رفسني بقدمه الخلفية، حتى التصقت حرفيًا بالحائط. لقد ذقت أشد أنواع الإهانة في خلال يومين.

وذلك الـ(فيرناندو) لم يرى أي شيء.. هو حتى لم يلاحظ رائحة الكراهية الموجودة في الغرفة.. وهي غاضبة لأنه لم يساعدها عندما وقعت أمامه، لو وقع جبل ايفريست أمامه هو لن يلاحظ.

خرجتُ من المطبخ ورحت أتجول في الغرف حتى وجدت غرفته، التي من المفترض أنها مجاورة لغرفتها، وتسلقت النافذة ثم مشيتُ برشاقتي التي لن يحظى أحد بها وأنا أهز كرشي.. تارة يمين.. وتارة يسار..

حتى وصلتُ لنافذتها، ورأيتُ شيئًا مخيفًا للغاية. كانت تقف تلك الفتاة خلف الزجاج بصرامة وتنظر لنافذته ومعها منظار صغير.

حين رأتني.. فتحت النافذة على وسعها وصاحت:« (يوفو)!»

ومع صوتها كنت قد وجدتُ نفسي أقع من أعلى المبنى. رائع.

------------

٢٢٠٥٢٩

٢٢٠٥٢٩

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
The Main Character's Pet // الحيوان الأليف للشخصية الرئيسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن