Chapter 24: قلادة السماء

657 29 38
                                    

بعد ان جففت شعرها وارتدت ثياب نومها الوردي ، نظرت الى العلبة الصفراء بتمعن لينتابها الفضول بمعرفة ما الذي يحتويه هذه العلبة ، لكنها تشعر بالقلق حيال ما اذا وضع 'فيكتور' شيئاً خطيراً قد يؤذيها ، اخذت هذه العلبة معها وذهبت بها الى الفناء الخلفي ثم جلست على الكرسي بأريحية ، اخذت شهيقاً لكي تكون جاهزة لأي إحتمال وراء هذه الهدية ، ما ان فتحت الهدية توسعت محاجر عيناها وصدمةً لدرجة انفاسها لم تعد تلتقطها ، التقطت ما بداخل العلبة وهى قلادة السماء.

بدأت دموعها بالنزول وعلامات التحسر يعتلي ملامحها ، تتأمل في القلادة عليها قطرات دماء جافة يصعب محوها ، لم تعد تحتمل الامر لتجهش بالبكاء و قامت بإحتضان هذه القلادة التي كانت على رقبة والدتها ، لم تنزع والدتها القلادة فقد كانت هدية من 'كارين' إليها ، ارادت الحصول عليها لكن 'فيكتور' سرقها حتى تذكرت كيف اخذها وكيف أراها القلادة.




•••••••••••••••••••••••



تجلس في الزنزانة المشؤومة بنفس الحال ، نفس القميص الممزق الذي يظهر اكثر مما يخفي مما يجعلها ترتجف برداً ، تلك الآثار والجروح التي لم ولن تختفي عن جسدها مهما مر عليه الدهر ، ترمق الى النافذة بيأس وعيونٍ تخلوه من اي مشاعر آنذاك الوقت كان بعد مرور يوم على حادثة الإجهاض والتي ترغب بنسيانها ، لم تعد ترغب بالبكاء لانه في كل الاحوال تلك الدموع ليس السبيل لخلاصها من هذا الجحيم ، انزلت بنظرها الى شكل الصحن الذي يملؤه بالطعام ليس صالحاً للاستعمال البشري وليس مطهواً بشكلٍ جيد بالإضافة الى ان الصحن يتآكله الصدأ ، فقد اصبح يعاملها معاملة الحيوانات الاليفة التي تأكل ويستمتع بها مالكها ويتركها في زنزانتها.

بعد مرور دقائق فُتح باب الزنزانة حينها انكمشت 'كارين' على نفسها وأشاحت بنظرها الى الحائط حتى لا تراه ، دخل 'فيكتور' ليراها بهذا الشكل ثم تنهد واقفل الباب خلفه ، جذب كرسي ليجلس امامها وهو يتمعن بنظره إليها مبتسماً بإبتسامة خبيثة ، رفع اكمام قميصه ثم قام بفرك يداه وكأنه يقوم بالتسخين لجولة عنيفة ، كسر الصمت بصوته قائلاً:

-لم اتوقع انكِ ستتماثلين للشفاء بهذه السرعة ... يبدو بأنكِ تصلحين لدور الام أليس كذلك؟.

رمقت اليه بإحتقار ثم زمَّت شفتيها ، كم كانت تتوق بأن تحرقه حياً لتراه كيف يتوسل ويتعذب ، تفكر بدور الأمومة يلائمها ولكن ليس معه وليس بكونها أماً لإبنه ، تنظر اليه بتدقيق واضح من منابت رأسه وصولاً لحذائه الرياضي الاسود ثم اجابت بصوتٍ مبحوح بتعب:

-'فيكتور' ما الذي تريده الان؟ انا لا ارى في يدك سوطاً او حتى عصا ... اذا لا تريد معاقبتي أو انك ترغب في اغتصابي كالعادة؟ ايضاً لا يبدو بأنك جاهزاً لذلك ... لذا كفاك تلاعب و قُل ما عندك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil حيث تعيش القصص. اكتشف الآن