صرخت بقوة عندما جعلها مُعلَّقة رأساً على عقب و مُقيدة بإحكام في السقف ، عارية تماماً و قد تأذت حنجرة صوت خاصتها بسبب صراخها و شعورها بالدوار جراء نزول دماءها بداخل جسدها على الرأس ؛ فهى لم تفهم لما جعلها هكذا طوال ساعتين ، لما لا يقتلها و ترتاح منه و من شرِّه ، فهذه المرة ليست في غرفة العقاب ، بل غرفة الجحيم!
هذه اضخم غرفة في المبنى و مُخصص لتصفية اكثر من شخص ، شعورها بالفزع والخوف بسبب ارتفاع السقف ، لم تعرف ما الذي يوجد تحتها ولكن نظرت الى مستوى ابصارها للمكان ، دماء ورائحة تجلب الغثيان بسبب جثث متعفنة و مقطعة اشلاء ، أوصدت عيناها ثم صرخت من جديد حتى يُخلصها و لكن كيف و قد اطلقت النار عليه بغباء ، لعنت نفسها لأنها فشلت بقتله و أنه لشيطان لعين ، يصعب التخلص منه.
عاري الصدر، امامه صندوق صغير يحوي معداته الطبية و الأدوية ، ينظر الى المرآة وهو يُركز على مكان الرصاصة المخترقة بذراعه ثم ناول الملقط وادخله في عمق جرحه ؛ لم يأبه بشأن بشأن الالم الذي يسيطر عليه ، اطلق صوته الرجولي فور ما اخرج العيار الناري من ذراعه و بدأت بالنزيف اكثر ، عقَّم الجرح بالكحول لدرجة احساسه بأنه وضع جمرٌ محترق على ذراعه ، خيَّط الجرح ثم عقمه و وضع عليه لاصقة طبية.
وضع يديه على رأسه و هو يحاول ان يستخرج فكرة من ملايين الأفكار النرجسية للتعذيب ؛ لما يفقد سيطرته و جبروته امامها و فوق كل هذا يتراجع عن قتلها ، فهو يُفضل عنادها و رفضها و وقاحتها في التعامل و لكنه ... تعب! رغم قتله و تعذيب مئات الفتيات البريئات ، إلا انها استثناء عن القاعدة في قاموسه ، لقد رأها قبل سنوات و هى تضرب الطبيب و الكوادر من الممرضين يقيدون حركتها في المصحة النفسية اثناء فترة علاجها من الاكتئاب ؛ كان لديه مهمة خاصة و هو اغتيال احدى اكبر الأطباء في هذه المصحة بلا سبب ، و من هنا صك علامة لأجله بأن يفعل ما يحلو به ناحيتها ثم يتخلص منها.
سُحقاً! ... ظن بأن الامر سهلاً و لكنه اكتشف مدى صعوبة في قتلها ، لا تبدو كغيرها فهى مميزة عن اي فتاة قابلها في حياته و تمت تصفيتهم ، يبدو بأنه فشل في محاولة جعلها خادمة بدلاً من ان تكون ميِّتة ، و ها قد تلقى نتيجة افعاله و هو تعرضه للخطر ، هذه المرة عليه ان يدوس على عقله و قلبه و كل شي ليبدأ بفعل ما فعله قبلاً مع والدتها و صديقاتها ، نظر الى السقف و تأكد بأنها لم تلحظه أسفلها و هى تصرخ ، اقتضب حاجبيه بغضب ثم اخذ قنينة معدنية و أسقطها ليتردد صداها و في نفس الوقت لاحظ ردة فعلها المنهلع ؛ صرخت بألم:
-من هناك؟!! ارجوك أنزلني !!
-صرخ لها بتهكم: 'كارين'! ... هذه المرة ستنصاعي لي و سأحرص على عدم تنمرك!!
نظرت الى الاسفل حتى لاحظت ظله ، تقدم الى جهة تستطيع فيها رؤيته من بعيد ، نظرت إليه و هو لايزال حي ... شاشٌ طبي يحتضن ذراعه و قد رأت بعينيها الشيطان بداخله ، اخبرها بشكلٍ مخيف و هو يتقدم:
أنت تقرأ
ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil
Horreurتصدرت المرتبة 2# 🥈ضمن الرعب بتاريخ 16 ديسمبر 2023 " أتمنى ألا تنجو مني يوماً ، ان تتعثري بي و أبقى مألوفاً لكِ " تلك الجملة تردد صداها في اذنها و اخترقت عقلها لتسكن في احدى بقاع الذكريات السوداء ، تلك الجملة بث في فؤادها الممزق بالخوف و الرعب و الا...