Chapter 18: ذكريات الفجر

1.3K 49 7
                                    

بعد ان أوصلها 'جاك' الى البيت ورحل ، جلست في الغرفة بمفردها بعد الشعور بالتعب ، اخذت من الحقيبة أقراص دواء ناوله 'جاك' إياها حين غادروا ، تناولته مع الماء البارد ثم امتدت على السرير ترمق للسقف بينما تحاور ذهنها المشتت عما حصل اليوم ، أيُعقل ان ما رأته منذ ساعات هو 'فيكتور'؟ ، حتى اذا كان هو فما غايته من العودة بعد ان تحررت منه؟ ، انسابت منها الدموع وسط غرقها بالتفكير حين تخيَّلت عودته كي يختطفها مجدداً وان تتعذب كما في السابق ، نفت برأسها فمسحت دموعها راغبةً بأن تعود قوية كما كانت مسبقاً وهى على يقين بأنه اذا عاد فلن يتمكن من قتلها ، بل وعلى دراية بمكانتها الخاصة عنده رغم كراهيتها له الذي تعدى حدود الجحيم ، بينما تحدق للسقف شعرت بالخمول والرغبة في النوم لان ذلك السرير المريح والوسائد اللينة الدافئة يتليان تعاويذ النعاس آخذين 'كارين' الى رحلة النوم العميق.

استيقظت بفزع فور سماعها صوت تحطيم باب البيت بعنف ، ابتعدت عن السرير متوجهة بخطوات حذرة لإغلاق باب الغرفة بينما أدارت ظهرها للباب تستند عليه ، تبكي بصمت وخوف فقلبها يؤجج بالقلق والتوتر ، زاد حدة الادرينالين بشكلٍ جنوني عندما سمعت صوت خطوات تأتي نحوها مما جعل الموقف في غاية الرعب ، اكتفت بالصمت محاولة تهدئة وتير انفاسها اذ تلاحظ بطرف عينها دوران مقبض الباب ولم يُفتح لتغلق عيناها بوجل تستمع للصمت المخيف ، بدون سابق الإنذار قام بكسر الباب دفعاً لفتحه حتى سقطت 'كارين' على الأرضية من قوة الاقتحام ، أدارت وجهها وبأنفاس سريعة لتنظر الى ملامحه الهالكة مبتسماً بخبث ، فهيئته تلك جسد صورة الشيطان في معالم وجهه ، اتسعت عيناها صدمةً وذعراً واستساغت طعم السكر بلسانها فهذا طعم الادرينالين الخائف حين يسري بالجسد ، كسر الاجواء المخيفة صوت 'فيكتور' الخبيث:

-هل اشتقتِ لي يا حلوتي؟.

صرخت بأعلى صوتها وهى تتراجع زحفاً تنفر منه ، استقامت من موضعها لتقف بقوة واهنة فرؤيته وحده يُصيب المرء بالشلل ، تقف امامه بمسافة متراً واحداً بينما يتأمل شكلها بحدة وعيونٍ باردة بإبتسامته الخبيثة تعتلي محياه ، رادفةً وهو يتفحص بعيناه جسدها:

-لم اتوقع استقبالكِ لي بصراخكِ يا 'كارين' ... ومع ذلك دعكِ من الصراخ الان فلتحتفظي به للحظة يستحق ان تصرخي بأعلى صوتكِ يا حلوتي!

لمحت ساعة إلكترونية موضوعة على المنضدة لتأخذها بيدٍ مرتعشة ، قامت بقذفها نحوه كي تصيبه لكنه امسكها بكفه بكل برود ثم رماها بقسوة على الارض وهو ينفث انفاسه الساخنة ، حاول ان يطاردها ولكنها قفزت نحو السرير لتتجه الى الباب ، ما ان حاولت ان تخطو للباب قبض عليها من خلال سحب شعرها بعنف لدرجة تلف بصيلات الشعر من منابته ، انهمرت دموعها صارخة بألم وهى تحاول التملص منه لكنه عانقها كالافعى ثم رماها على السرير ليعتليها ، شرع بتمزيق ملابسها وسط صراخها الهستيري الذي اطرب مسامعه ، فكرت بالدفاع عن نفسها من خلال احكام كفيها الضئيلة على رقبته كي تُختقه وتجبره على الابتعاد عن انتهاك حُرمة جسدها ؛ ضحك امام وجهها بشر بينما تمكن بتجريد جسدها من الملابس اما يداها الخانقة فهى بالنسبة له هشة وضعيفة ، زمجرت في وجهه بنبرة قهر وكراهية:

ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil حيث تعيش القصص. اكتشف الآن