Chapter 21:تطبيق حريتي

1.2K 48 12
                                    


تنظر الى الرسالة بعلامات صدمة ودهشة ، تسائلت ما اذا كان الامر مقلباً أم يتلاعب بعقلها ، أنالت الحرية النهائية من وجوده بحياتها ، رمت ورقة الرسالة بينما لم تصدق ما قرأته قبل اللحظات ، ظلَّت صامتة وهى تتنفس الصعداء بسرعة ثم مرَّت ثواني لتطلق ضحكتها الجنونية ضحكةً رنانة ، فرحت برسالة الوداع من 'فيكتور' الى ان وقفت فوق السرير وهى تقوم بصفع وجنتيها بخفة كي تتأكد من انها ليست في حلم ، لقد تمكنت منه!

تقفز على السرير ببراءة عدة مرات وهى تضحك بهستيريا لتزيد من حماس القفز ، لقد اصبحت حرة من وجوده الخفي وستفعل ما يحلو لها وتعيش بعيداً عن مراقبته ، لقد شعرت بالحياة فعلاً لتصبح افضل عن ذي قبل فقرار انسحابه كان علاجاً مناسباً وأفضل من العقاقير الطبية ، لا وجود لـ'فيكتور' في حياتها بعد اليوم ، لا خوف ولا قتال ولا حيل من جديد ، اخذت الوسادة تحتضنها بينما ترتمي بجسدها نحو السرير وهى تبكي ، تبكي بحرقة لأنها وبعد معاناتها في وجوده قد أعلن انسحابه بجدية ، الى ان أنتابها النعاس وهى في قمة السعادة لتنام في هدوء وراحة بدلاً من ظهوره الذي يخيفها.

•••••••••••••••••••••••


" 'كارين'! "

هكذا سمعت صدى يناشد بإسمها ، تنظر حولها لتجد نفسها متواجدة في غابة مظلمة ومخيفة جداً ، انقبض القلب خوفاً من وجودها هنا حتى ان لا يوجد طريقٌ للهرب ، ذكرتها الغابة بتلك الليلة عندما تم اختطافها وهربت الى غابة وعانت في قلبها ، عاد الصدى يناشد 'كارين' فتحلت بالشجاعة لكي تسير نحو مصدر الصوت ، تتبع الصوت بخطوات حذرة فلاحظت ان الصوت ازداد قربه شيئاً فشيئاً وسط اجواء مرعبة حيث ان ظُلمة الليلة كان حالكاً والذي جعله مريباً هو صوت البومة وهى تحوم بأجنحتها حول الغابة ، خرجت من الغابة لتصل الى كوخٍ يماثل ذات الكوخ حين كانت رهينة على يد زمرة الأوغاد ، رأت رجلاً يوالي ظهره لها وهو يقوم بقطع الخشب بإستخدام الفأس بينما كان يرتدي بنطال جينز وقميص داخلي باللون الابيض ابرز صلابة جسده المتعرق.

عقدت حاجبيها حين رأته مستمراً بتقطيع الخشب بلا اهتمام يوالي ظهره لها ، اقتربت بتروي حين تحدثت بقلق:

-ارجو المعذرة سيدي ... هل سمعت احداً يناديني بـ....

" 'كارين'؟ "

قاطع حديثها صوته الأجش والمنهمك من عمله الشاق ، اعتلت معالم الدهشة على محياها وتوسع عيناها ذعراً حين إلتفت بجسده إليها ممسكاً بفأسه ، إنه 'فيكتور'! ، وضعه فأسه على الارض ثم قام بوضع الأخشاب في صندوق بلا اهتمام مُجيباً:

-لما الوقوف هكذا؟ فلتجلسي!

هنا انتابها الغرابة والصدمة من لدفة حديثه ، ومن هدوءه واتزانه ، فلم تصدق ان ذلك السفاح المختل قد تحول الى رجلٌ هادئ ، بعيونٍ مصدومة تبحث عن مكان للجلوس اذ عثرت على جذع شجرة كبيرة لتجلس بينما تحملق اليه بغرابة ، فور انتهاءه من ملئ الصندوق بالأخشاب ورفعه الى سلالم البيت اتجه نحو 'كارين' ثم اخذ صندوقٌ فارغ ومتين صالحٌ للجلوس ، وصل ليجلس امامها وهو يأخذ انفاسه بتعب جراء المجهود الذي بذله ، يرمق إلى هذه المصعوقة بنظرة مجهولة وغريبة.

ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil حيث تعيش القصص. اكتشف الآن