خرجت من البيت الى الشارع يخلوه من البشر بخطوات ساخطة بينما تتفحص بعيناها الحادة ، ترمق حولها ما اذا يتواجد ذلك اللعين في اي مكان ولو كان في شقوق الحائط ، قامت بإخراج فُتات الأسطوانة من جيب تنورتها وهى تتوجه الى سلة القمامة لترميه بحنق ، عادت الى البيت متوجهةً الى المطبخ حتى تأخذ غرضاً من احدى الخزائن ، خرجت مجدداً نحو السلة وذلك الغرض هو علبة معدنية من بنزين المدافئ المنزلية وبصحبته علبة عيدان الكبريت ، تسكب البنزين وتعتصر العلبة بغليل لتُفرغه بالكامل ثم أشعلت عود كبريت ورمته في السلة ، احترقت السلة بالكامل وهى تنظر بملامح إهتياج حتى صرخت بغضبٍ عارم بينما تنظر حولها:
-'فيكتور'!! انا لن اخاف من ألاعبيك القذرة ايها الوغد .... فلتخرج من هنا بدلاً من لعبة الاختفاء اللعينة!!
تلتقط انفاسها السريعة والغضب يُعمي عيناها ، في وضح النهار تنتظر خروجه بينما تُشرع بالبحث عنه بالأرجاء ، وقفت طيلة نصف ساعة وهى قد سئمت من اختفاءه المريب وممارسة حيله المبتذلة عن بُعد ليزرع بداخلها الخوف مدى الحياة ، لن تدعه يراها في معاناة من وجوده او ترك اثاره ليُنعش ذهنها بتذكر امره ، انه لا يزال حياً وسيظل يُلاحقها حتى الممات ، يبدو ان هذه المرة لن تنفع الألاعيب بعد اليوم ، كل ما تُفكر به الان هو الجلوس امام مدخل البيت وبحوزتها سلاح تنتظر خروجه من اي مكان محتمل.
دخلت الى البيت بينما تبحث في ارجاء البيت عن سلاح تستخدمه لقتله ، توجهت الى غرفتها لتُغيِّر ثيابها الى بنطال اسود وقميص رمادي واسع ، خرجت لتتوجه الى غرفة والدتها القديمة باحثة بخزانتها عن سلاح مناسب لتجد بندقية صيد من الطراز القديم ، اخذته وتفحصت تفاصيله حتى جربت سحبه ثم قررت تجربة امرٍ ما لضمان عمله ، اطلقت العيار الناري على المذياع لتبتسم بجنون فور تخيل تفتيت جمجمة 'فيكتور' بدلاً من المذياع المُحطم ، خرجت بسرعة بينما الجنون اخذ مكانة بعقل 'كارين' المسكينة ، جلست بمدخل البيت وهى تنوي التخلص منه.
ترمق حولها كالمَرء حين ينتظر فريسة للصيد المناسب ، تنظر للبيوت بعينها وهى تحتضن البندقية بغليل ، تُفكر بأنها ترغب بالنوم هنا بالمدخل والأكل هنا حتى ولو تقضي حاجتها هنا كي لا تُفوت لحظة لمح خياله امام البيت ؛ رأت تحرك ما بين الشُّجيرات لتنهض بسرعة ثم تقدمت بحذر والسلاح بيدها مُتخدة استراتجية المقاتل في حربٍ حاسمة ، فور ما وجهَّت فوه البندقية ناحية الشُّجيرات لترى خروج قطة سوداء صغيرة ، زفرت بغيظ بعد ان ظنَّت هو من كان مُختبئاً هنا واللعنة.
فجأةً مرَّت الرصاصة من الخلف اخترقت الرصيف بجانبها ، إلتفتت وهى توجه السلاح صوب مكان إطلاق النار لتبادله بإطلاق عيارين ، هذه اللحظة يسري الادرينالين الغاضب في عروق 'كارين' وهى تقوم بإخراج اغلافة الرصاصتين من البندقية ثم سحبت مجدداً لتضع رصاصات في وضعية الإطلاق ؛ تبحث نحو مكان خروج العيار ، ما ان تنوي التحرك اتت رصاصة مرت فلم تصبها ولكن من مكانٍ اخر ، قامت مجدداً بإطلاق النار الى المكان الذي خرج منه الرصاصة وسط صراخها بإحتدام عندها اختبئت خلف أسوار البيت.
أنت تقرأ
ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil
Terrorتصدرت المرتبة 2# 🥈ضمن الرعب بتاريخ 16 ديسمبر 2023 " أتمنى ألا تنجو مني يوماً ، ان تتعثري بي و أبقى مألوفاً لكِ " تلك الجملة تردد صداها في اذنها و اخترقت عقلها لتسكن في احدى بقاع الذكريات السوداء ، تلك الجملة بث في فؤادها الممزق بالخوف و الرعب و الا...