نظرت بحدة الى العبوة الزجاجية بينما ينتابها شعور الاشمئزاز ناحية ما قدمه 'فيكتور' بهذه الهدية اللعينة ، التقطته بيدٍ تبث بالكراهية والقرف وهى تهز رأسها نفياً بأن ذلك الجنين لن يكون ابناً من صلب 'فيكتور' ، قامت برميه على الارض مما تحطم وتناثر الزجاج وبقايا الجنين أسفل قدميها ، ثم مرَّت ثواني لم تحتمل الامر فجلست على الارض تبكي بحسرةٍ بكاءاً تكاد ان تختنق.
بكت كثيراً لدرجة احمرار عيناها من ذرف الدموع الحارقة ، مسحت بكف يدها الدموع ليليه وجهها ثم نهضت واستجمعت قواها حتى تنظف الفوضى الذي عمَّت في المطبخ ، جلبت المكنسة وشرعت بتنظيف الارض من الزجاج وبقايا الجنين المتحللة ثم جمعتها وقامت برميها في سلة القمامة ، وضعت الجنين في القمامة محملاً بذكريات التي تربطها بـ'فيكتور' ، سئمت وتعبت من الحياة بينما 'فيكتور' لا يزال يصول ويجول كما يحلو له ، ألم يتعهد بعدم عودته إليها فلما أعطاها تذكار يجبرها على ترسيخ اسمه في ذهنها كي لا تنساه؟ ، ابتسمت بقهر فور تذكرها ان ذلك اللعين لا يؤتمن له عهداً ، فقد جربت خيانة عهده عندما اخبرها بأنه اذا انقذت حياته سيحررها ، اغلقت سلة القمامة واتجهت نحو الثلاجة لتتناول دواءها ثم عادت الى غرفتها بخطوات صعبة كمثل طفلٍ صغير يتعلم المشي لأول مرة في حياته.
تمددت فوق السرير بإرهاق بينما تحدق الى السقف بشرودٍ تام ، تصارع نفسها من الداخل وتلوم آلاف المرات على فعلةٍ لم يكن بمحض ارادتها ، فقد كان حملاً نتيجة اغتصابها متكرر لذا لم تشعر بالندم للحظة على إجهاضها لطفلٍ لم يكن له ذنباً بصراع بينها وبينه فقد اتى من الشخص الخطأ و في الوقت الخطأ ، رغم ذلك شكرت الرب على خلاصها من شئ يعد رابطاً قوياً بـ'فيكتور' ، قامت بمسح أسفل بطنها لتبكي بصمت عندما تذكرت شعور الالم الحارق خلال فترة احتجازها تحت قبضته بل الاسوء يزيد ألماً فوق ألامها عندما اكتشفت بأنها حامل منه ، نفظت هذه الافكار من خلال تنفسها المنتظم لكي تهدئ ولا تفكر بأي شئٍ سلبي يتعلق به ، أوصدت عيناها لكي تستريح وتتأهب الى النوم.
شعرت برفض جسدها وعقلها عن اداء عمله في جعلها ترتاح ، حاولت النوم بشتى الطرق وبكل الوضعيات على السرير فشعرت بقليل من النعاس ، بعد مرور ثواني اُصدر صوت افزع 'كارين' لتستيقظ من غفوتها إذ بصوت زجاج يتم كسره ، نهضت من مكانها وهى متوترة للغاية خصوصاً ان هذا الصوت يدل على اقتحام احداً لبيتها مما فكرت بأخذ بندقية الصيد التي احتفظت بها مسبقاً فقامت بسحبه بعد التأكد من وجود ذخيرة كافية ، هبطت الى السلالم بتوخي وحذر حتى ان خطواتها يكاد ان يُسمع لكي لا ينكشف امرها ، تنظر حولها بدقة وتركيز بينما تحاول التحكم في وتير انفاسها المتوترة ، وقعت عيناها على دخانٍ خفيف يخرج من المطبخ فشعرت بالريبة اكثر وقلبها يزداد نبضاً اكثر فأكثر.
جهزت نفسها للدخول ولا تزال تصوب السلاح ، حينها اقتحمت المطبخ وهى تصوب السلاح للدخيل لكنها صُعقت من هول الصدمة بسبب وجوده ببيتها مجدداً ... انه 'فيكتور'! وجدته جالساً على كرسي بينما يحمل البندقية ذاتها الذي قتل بها والدة 'كارين' مسبقاً ، كانت المسافة بينها وبين 'فيكتور' لا تتجاوز المترين بينما مستمرة بتصويب فوه البندقية نحوه ، اما عنه فقد كان ينظر اليها بنظرة شرٍ وخبث يتفحص تفاصيلها وابتسامته المختلة تعتلي وجهه ، يجلس بإسترخاء بينما يتلمس بندقيته بعناية ، توجهت 'كارين' نحوه بلا خوف فقامت بالجلوس على كرسي ليصبحا امام بعضهم بينما الحد الفاصل هى الطاولة.
أنت تقرأ
ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil
Hororتصدرت المرتبة 2# 🥈ضمن الرعب بتاريخ 16 ديسمبر 2023 " أتمنى ألا تنجو مني يوماً ، ان تتعثري بي و أبقى مألوفاً لكِ " تلك الجملة تردد صداها في اذنها و اخترقت عقلها لتسكن في احدى بقاع الذكريات السوداء ، تلك الجملة بث في فؤادها الممزق بالخوف و الرعب و الا...
