ما إن إلتفت إليها حتى تعجبت من تواجده امام بيتها لترمي اللوح الخشبي قائلة بخجل:
-'جاك'! ... ما الذي اتى بك الى هنا في هذا الوقت؟!
نظر إليها بدفئ بينما انتابه الغرابة حين لمحها ترمي اللوح الخشبي فور رؤيته ، حمحم ثم قال بنبرة متزنة:
-آآه كنت اُفكر في المجيئ إليكِ وأردت ان اخبركِ شيئاً ... ما رأيكِ لو نتناول الإفطار معاً في مكان جميل؟.
بحثت فيه بعيونٍ متسعة وبنظرة مستغربة له حتى انها غير قادرة على الاستيعاب من الحديث الذي صعق مسامعها دهشةً ؛ فهو يأتي الى بيتها في الصباح الباكر حتى يدعوها بتناول الإفطار معه؟ ، ظهرت بسمة خافتة على شفتيها بينما تجهل ما يجري داخل روحها لدرجة تواجد فيضانات وانجرافات لم تفهم معناه ، لمحت إبتسامته الذي اربكها كثيراً ، قالت وهى تنظر الى الاسفل:
-في الواقع انا لن أتمكن من المجيئ معك فأنا متـ....
-قاطعها بتصميم: ارجوكِ ارغب بالحديث معكِ بينما نتناول الإفطار سوياً ... صدقاً سيعجبكِ وارجو ألا ترفضي!
نظرت الى الناحية الأخرى وهى تشعر بالارتباك الشديد منه ، تصفه في أعماقها بالغبي لانها تحاول ان تتهرب من وجوده حتى لا تقع فيه ، يبدو من نبرته وتصميمه بأنه ينوي عدم الرحيل إلا وهى بصحبته ويتحدث معها بكل صدق ، رأته وهو ينظر لها متشوقاً من سماع ردها ، قالت له بلطف وبحركات عفوية:
-حسناً سآتي معك ولكن عليَّ تغيير ثيابي.
-'جاك': لا داعي لذلك ... فأنتِ جميلة بهذه الثياب.
سكت لبرهة بعدما انتابه الصدمة من قوله الذي انساب من فمه دون وعياً منه ، رأى عيون 'كارين' تنظر إليه بغرابة وابتسامة اعتلت معالم وجهها ، في الواقع هى مبتسمة ببلاهة من حديثه الارتجالي والذي يبدو عليه المصداقية ، ارتبك فقال بتوتر محاولاً تصحيح الموقف:
-انا لم اقصد ما قلته ... فقد كنت امدحكِ فحسب ... آآآه اعني اني اود القول انـ....
-'كارين' بتفهم وهى تضحك: حسناً لا داعي للتفسير فأنا فهمت ما تقصده لا بأس ... ها هل سنذهب ام ستظلُ مرتبكاً؟.
-'جاك' بعفوية: بالطبع سنذهب هيا الى السيارة.
ابتسم بخفوت فور رؤيته لـ'كارين' وهى تضحك بلطافة من تصرفه المرتبك ، قام بإرشادها الى سيارته ثم فتح الباب لها لتدلف ، دلف هو الاخر الى سيارته وقد تنفس براحة بعدما انقذ موقفه المحرج قليلاً ، بدأ يقود وقد لمحها تنظر الى النافذة مبتسمة بلطافة ، سألها بعفوية رادفاً:
-بالمناسبة 'كارين' .... لماذا كنتِ في الخارج؟.
-'كارين': في الواقع لم استطع النوم ... بسبب الكوابيس التي انتابتني فقررت الذهاب إلى الحديقة ... حتى يتحسن حالي وأيضاً أُفضل الجلوس هناك كي اشاهد شروق الشمس.
أنت تقرأ
ظِلْ الشَّيطَانُ /shadow of the devil
Terrorتصدرت المرتبة 2# 🥈ضمن الرعب بتاريخ 16 ديسمبر 2023 " أتمنى ألا تنجو مني يوماً ، ان تتعثري بي و أبقى مألوفاً لكِ " تلك الجملة تردد صداها في اذنها و اخترقت عقلها لتسكن في احدى بقاع الذكريات السوداء ، تلك الجملة بث في فؤادها الممزق بالخوف و الرعب و الا...
