#الحلقة_الثانية
#عهد______الذئاب
_ تجلس ع المقعد المعدني الموجود ف الرواق تبكي بشدة وتتفوه بجملة واحده :
أنا السبب ... أنا السبب
وف تلك اللحظة يخطو عابد شبه راكضا باحثا عن إبنته وزوجها حيث جاء مسرعا عندما أخبروه بمحاولة إغتيال زوج إبنته ...
_ صبا ... نادي بها عابد إبنته
إنتبهت له لتنهض ترتمي ع صدره تبكي وتقول :
أنا السبب يا بابا ... أنا السبب
ربت عليها وقال :
أهدي وبطلي عياط غلط عليكي وع الجنين ... أومال قصي فين ؟؟
إبتعدت برأسها وهي تكفكف عبراتها وبين شهقاتها المتلاحقه قالت :
صمم يدخل مع الدكاترة ف أوضة العمليات عشان يطمن ع كنان والحارس التاني
قطب حاجبيه وقال :
يعني الرصاص مجاش فيه ؟؟؟
أومأت له يمينا ويسارا بالنفي :
لاء الرصاص جه ف كنان وواحد من الحرس
زفر عابد بإريحيه وقال :
الحمدلله ... طيب بتعيطي ليه ؟؟!!
صبا :
عشان قصي كان هيموت بسببي أنا الي منعته يرد ع سيلينا بسبب غيرتي الغبية كانت بتكلمو عشان تحذره من ضرب النار
رمقها بعدم فهم وقال :
أستهدي بالله كده وفهميني مش سيلينا دي مساعدة نيكلاوس زعيم المافيا الي ف روسيا ؟؟؟
صبا : اه هو بعت رجالة عشان يخلصو ع قصي
تجهمت ملامحه قائلا :
وإيه الي هيخليه يقتل قصي !!
بدأت أنفاسها تنتظم وتهدأ فقالت :
كلاوس لما كنا هناك خلاني أرقص معاه ف الحفله بالعافيه وكان سكران شافنا قصي وضربه فكلاوس قعد يتغزل فيا أدامه عشان يغيظه والي فهمته إنه متغاظ منه لأن سيلينا عينها من قصي وكانت بتحاول ... صمتت لتردف بخجل :
كانت بتحاول تعمل معاه علاقة وهو كان بيصدها ديما
عابد : طيب يعني المفروض الغبي ده يفهم إن جوزك طلع مخلص ومش خاين
نظرت إليه صبا بتوتر وقالت :
مش ده السبب الرئيسي ... قصي قطع علاقته بيه خاصة تجارته معاه ف السلاح وياريت الموضوع إنتهي ع كده ... بلغ عنه الحكومة الروسية بإنه بيدير صفقات مشبوهة تضر بأمن البلد خلاهم قلبو عليه ووقف له صفقاته ... ولما عرف إن قصي ورا الي بيحصل معاه بعتلو إنه يصلح الي عمله ويرجع للشغل معاه يا إما يستحمل الي هيحصله
_ وطبعا قصي رفض وصمم ع الي ف دماغه ... قالها عابد
صبا : ما أنت عارفه يابابا ... وحضرتك عارف وشايف عمايله مع خالي وساكت وكل ما إتحايل عليك تمنعه تقولي ملكيش دعوة وخليكي بعيد ... قصي فاكر إنه بينتقم من الي حواليه ميعرفش إنه بينتقم من نفسه والنتيجة أهي كان بينه وبين الموت ثانيه واحده لولا صرخت أول ماشوفت الرجالة الي طلعو من العربية ولسه بيوجهوا السلاح ناحيته جريو الحراس وكان أقربهم كنان خد الرصاصه بداله هو وحارس تاني
توقفت عن الحديث حينما سمعو صوت فتح باب غرفة العمليات ليخرج الطبيب وبرفقته قصي وهو يخلع القلنصوة والكمامة الطبيه والمأزر ...
ذهب عابد وصبا نحوهم ...
_ كنان والي معاه عاملين أي ؟؟؟ ... قالتها صبا بللهفه وخوف
أجاب عليها الطبيب :
الحمدلله أستاذ كنان بخير وهينتقل الليلة ف غرفة عادية ... لكن الأستاذ الي معاه للأسف كانت الإصابه خطيرة الرصاص أخترق الرئة وكان جاي قاطع النفس تماما ... ربنا يرحمه
أجهشت صبا بالبكاء أقترب منها قصي وحاوطها بزراعه وأخذها جانبا :
صبا أهدي ... بطلي عياط
قالت من بين بكاءها :
أنا صعبان عليا وف نفس الوقت كل ما أتخيل إن الرصاص لو بعد الشر جه فيك أنا كنت هموت
جذبها ع صدره وعانقها بقوة قائلا :
حبيبتي أنا الي كنت هموت لو كان جرالك حاجه
أبعد رأسها عن صدره وحاوط وجهها بكفيه محدقا ف رماديتيها المليئة بدموعها ... وبأطراف أنامله يجفف وجنتيها فقالت :
أنا بعشقك أوي ومقدرش أعيش من غيرك و....
لم تكمل ليقاطعها بعناق أقوي وأشد مليئ بالمشاعر حب وعشق وعتاب وخوف ولوم
_ إحم ...احم ... يلا بينا نروح عشان ت ترتاحو إنت ومراتك ... قالها عابد
إبتعدت صبا بخجل عن صدر زوجها
قال قصي :
معلش ياعمي أنا مش هقدر أمشي غير لما أطمن ع كنان وأخلص إجراءات دفن الحارس ونبلغ أهله عشان ياخدوه ... خد صبا معاك عشان ترتاح وأنا أول ما هخلص هعدي عليكو هاخدها ونروح
تنهد عابد قائلا :
الي تشوفو يابني ... يلا ياصبا
صبا : لاء أنا مش هامشي وأسيبك
جز ع فكه وهو يكبت غضبه :
صبا روحي مع باباكي وإسمعي الكلام ... إنتي ناسيه إنك حامل !!
عابد واضعا يديه ع عضديها قال :
يلا ياصبا قصي خايف عليكي ده غير بقالك يومين ماكلتيش وممكن تقعي من طولك
أحتدت عينيه بغضب جلي وقال :
نعم ؟؟؟
زفر عابد بسأم :
زي ماسمعت كده ... طول ما كنت بعيد عنها قليل لما بتاكل وأخر يومين كل مازينات تحط لها الصينيه تقلبها وتصرخ مش عايزه تاكل وأنا تعبت معاها من كتر المحايلة
رمقها بنظرات حارقه لتختبأ خلف والدها كالطفلة المذنبة .. وبدون أن يتفوه معاها بكلمة أقترب منها وجذبها من يدها وقال :
عن إذنك ياعمي
وكاد يتفوه عابد لكن قصي قد غادر مسرعا وخلفه صبا التي تلحق به بصعوبه متعثرة ف خطواتها ...
خرج من المشفي حتي وصل إلي سيارته التي ينتظره بداخلها سائقه الخاص ... فتح الباب الخلفي للسياره وأشار إليها بأمر :
أدخلي
قالت بقلق : إحنا رايحين فين ؟؟
صاح بها : إنجزي ياصبا أنا مش فاضي للدلع ده
إنتفضت خوفا من صياحه وملامحه الغاضبه المخيفه ... أذعنت لأمره وولجت إلي الداخل وجلست ملتصقه بالباب الأخر ... جلس بجوارها وقال للسائق :
أطلع ع مطعم (........)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ أضواء ولقطات تصويرية والعديد من الميكروفونات الممدودة من أيادي الصحفيين الذين توافدو من كل حد وصوب إلي هذا المعرض الفني ...
وف إحدي الغرف الجانبية تجلس شاردة الذهن حتي أنتبهت ع صوت طرقات الباب ...
_ أي يا كارين كل ده تأخير !! الصالة بره كلها صحفيين والمدعوين كلهم موجودين وبيسألو عليكي وأنتي قاعده هنا... قالتها السيدة فايزة
نظرت إليها كارين بعينيها التي أنطفأت بريقها وأصبحت ذات نظرة حزينة وقالت بصوت هادئ :
سوري يا ماما فيفي ... أنا كنت طالعة دلوقت
أقتربت منها وربتت ع كتفها بحنان أمومي قائلة :
حبيبتي أنا حاسة بالي جواكي ... بس أرجع وأقول أنتي الي بإيدك كل حاجه ... بإيدك تسامحيه وترجعو لبعض
خانتها عبرة وأنسدلت ع وجنتها المتلألأه :
صعب يا فيفي ... كل ما أفتكر أد أي كنت بترجاه إن نفسي أبقي أم يقوم يقرر من ورايا الي عمله بحجة التعب الي عندي .. مش كفاية إتحرمت من ماما الله يرحمها كمان عايز يحرمني من أبسط حق ليا
دفعتها فايزة بين زراعيها ف عناق بعتاب :
بإذن الله ياقلبي ربنا يحققلك الي نفسك فيه وتبقي أم ... بس أنا زعلت منك بقي كده يا كارين ! .. أنا من زمان وبعتبرك بنتي الي مخلفتهاش ... ربنا عوضني بيكي الحمدلله وف الأخر تقولي معندكيش أم !!
حاوطت كارين وجه فايزة بكفيها الناعميتين وقالت :
والله ما أقصد خالص يا ماما وأنتي عارفة كويس أنتي بالنسبة ليا أي
ربتت فايزة ع وجنتها :
طيب ماما فيفي بتقولك يلا عشان الناس الي مستنينا برة يافنانة
أومأت كارين لها بإبتسامة خافتة ... أعتدلت من مظهرها وخرجت إلي ردهة المعرض المقتذة بالحضور .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤|¤
_ بداخل أكبر المطاعم الفاخرة ...
يرص النادل العديد من أطباق الطعام المتنوعه ع الطاولة وحين أنتهي قال :
أي خدمة تانيه يافندم ؟؟
أجابه قصي : شكرا
النادل : عن إذنكو ... وذهب
ظلت تنظر إلي كم الطعام بإندهاش
_ هتفضلي تبصي للأكل كده كتير ؟؟؟.. قالها بسخريه
نظرت له بتهكم وقالت :
ما أنت مش شايفني حوت أدامك عشان تجبلي كل ده !!!
كاد يبتسم لكن تصنع الجمود وقال :
كلي ياصبا عشانك وعشان إبني الي ملوش ذنب إنك مهملة ومش خايفه عليه
أتسعت عينيها بحنق وقالت:
أنا مهملة ؟؟؟؟
قصي : أومال تسمي الي أنتي بتعمليه ده أي ؟؟؟
تهربت من نظراته وقالت :
أنت السبب
رفع إحدي حاجبيه وقال :
ده أنا برضو !!
صبا : ليه هو أنا الي بعدت عنك أكتر من أسبوعين ولا حتي تطمن عليا ولا تعبرني بكلمه
عقد ساعديه مستندا بهما ع الطاوله قائلا :
ومين قالك إن مكنتش بطمن عليكي !!! ... أنا كنت عارف بتعملي أي ف كل ثانيه ماعدا حكاية إنك مبتاكليش لو عرفت وقتها كان هيبقي ليا معاكي تصرف تاني مكنش هيعجبك
رمقته بسخرية وقالت :
كنت هتعمل معايا أي إن شاء الله ؟؟؟هتأكلني بالعافية زي ما عملت قبل كده ولا هتحبسني ف البدروم لغاية ما اسمع الكلام !!!
نهض من مقعده المقابل لها بهدوء ليجلس بجوارها ملتصقا بها تحت نظراتها المتعجبه مقتربا بأنفاسه نحو أذنها هامسا بإبتسامة ماكره :
لما هانروح القصر بتاعنا هاتعرفي كنت هاعمل معاكي أي ....
تسمرت ف مكانها كالذي صعقت لتوها حيث وضع يده أسفل ظهرها وأردف بدون حياء :
الحمل مخليها شكلها مغري أوي
أمسكت بيده التي لم تستطع أن تزحزحزها ولو إنشا واحدا قائلة :
قصي إبعد إيدك وبطل قلة أدب
إبتسم ليثير حنقها وقال :
إيدي مش هتتشال غير لما تخلصي الأكل الي أدامك
زفرت بحنق وأخذت تتمتم بكلمات غير مفهومه فقال :
بطلي برطمه وكلي إذا كان بقي عجبك الوضع ... قالها وهو يمسد موضع كفه
أنتفضت قائلة :
خلاص ... خلاص ... هاكل بس شيل إيدك
_ توء توء ... ملكيش دعوه بالي بعمله ... قالها ببرود وهدوء أعصاب جعلها تود أن تقذفه بأطباق الطعام
نهضت ليقبض ع رسغها وقال :
رايحه فين ؟؟
قامت بحك عنقها ليعلم إنها ستتفوه بالكذب :
رايحة التويليت ... فيها حاجه دي كمان !!
رمقها بنظرات شك وقال : طيب أدامي
_ وأنت رايح ع فين ؟؟؟
أشار إليها بيده : رايح معاكي
ضحكت بسخريه وقالت : أنت أكيد بتهزر .. عموما متقلقش مش ههرب يعني
قصي : أدامي ياصبا أنا كمان داخل التويليت وهستناكي بره لما تخلصي
تنهدت وتقدمت أمامه ...
ولجت إلي داخل المرحاض لتجده خاليا من وجود أي سيدة ... إنتهت من قضاء حاجتها وحين خرجت متوجهة نحو الحوض لتغسل يديها وبعدها غسلت وجهها بقليل من الماء ... فتحت عينيها وشهقت عندما رأت إنعكاس صورته بالمرآة مبتسما لها بإستفزاز
ألتفت له قائلة :
أنت دخلت هنا إزاي !!!
إبتسم بجانب فمه وقال وهو يقترب منها :
أنتي شكلك نسيتي جوزك يبقي مين يا روحي
تراجعت للخلف حتي إصتدم خصرها بحافة الحوض الرخامية ... وبنظرات ريبة قالت :
طيب يلا نخرج من هنا قبل ماحد يدخل علينا ومنظرنا يبقي وحش
مازال مبتسما وقال :
محدش هيدخل أصلا ده غير أنا قافل الباب من جوة
ضيقت رماديتيها وقالت :
أنت عايز أي بالظبط !!
لم يجيب عليها بل فاجاءها برفعها من خصرها ليجلسها ع الطاولة الرخامية ... محدق ف عينيها بشوق ورغبة ضارية ...
همست بصوت رقيق تتوسله :
قصي ... مينفعش ال....
قاطعها بإلتهام شفاها ف قبلة تتنفس فيها أنفاسه فقط حتي كادت تختنق ... تملصت منه لتستنشق الهواء ... ولم يمهلها ثوان لينزلها من فوق الطاولة وجعلها تلتف حيث ظهرها ملتصقا بصدره الذي شعرت بحرارته المنبعثة منه ... أزاح خصلات شعرها جانبا وأقترب بأنفه ع طول عنقها مستنشقا عبير عطرها ... أوصدت عينيها مستسلمة له فهي أيضا مشتاقه للمساته وقبلاته وعشقه الذي يغرقها بداخله ... وماهي إلا ثوان لتشعر بأسنانه وهي تنغرز ف مؤخرتها لتطلق صرخة مدوية فقام بتكميم فمها بكفه وقال :
ها ... ناوية متاكليش برضو ؟؟
شهقت وكادت تبكي قائلة :
أنا مليش نفس
_ يبقي نكمل العقاب ... قالها وكاد ينحني ليكمل عضاته
صرخت وهي تمنعه :
حاضر ... حاضر هاكل ... بس بلاش عض بالله عليك
إبتسم بإنتصار وأشار إليها بالتقدم أمامه :
يلا أدامي
توقفا لدي الباب فقام بفتحه لتخرج هي أولا وهو خلفها ليجدا مجموعة من السيدات تقف أمام المرحاض ينظرن إليهما بإزدراء ... خجلت كثيرا لتركض مبتعده عن نظراتهم ....
تناول كليهما الطعام ثم غادرا ليوصلها إلي القصر لتجد زينات ف إنتظارها ... أخبرها إنه سيعود إلي المشفي وسوف يأتي إليها مرة أخري ....
وأن ولجت إلي غرفتهما التي أشتاقت إليها كثيرا ... وأخيرا عادت الأميرة إلي قصر الملك ...أرتمت فوق الفراش وخلعت حذائها وأسترخت حتي داهمها النعاس لتغط ف نوم عميق .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥