#عهد_الذئاب
اقتباس خاص
بعد يوم عمل طويل و شاق و ما زاد عليه أكثر شوقه إليها رغماً إنه من أختار الإبتعاد عنها بعد ما أقترفته دون علمه، مازالت تجهل خصاله كاملة؛ فهو مازال يحمل داخله هذا الرجل القاسي الذي يستيقظ كالوحش عندما يتعرض لخداع أو مكر خاصة من أقرب الناس لديه، و هي ليست بأي شخص بل إنها صبا فؤاده و روحه كما وُشِمَ علي صدره منذ سنين.
يقود سيارته لكنه غارقاً في براثن أفكاره، يتذكر ملامح وجهها الباكية عندما أخبرها بخبر زواجه الذي لا تعلم إنها مجرد لعبة من صنعه ليلقنها درساً قاسياً، تمنت في تلك اللحظة إنه يعود لعهده القديم عندما كان يعاقبها و يلقي بها في القبو فهذا أرحم لديها من أن تشاركها فيه إمرأة أخري، لن تستسلم حتي يعود إليها قلباً و جسداً فهو ملكاً لها فقط.
هدأ قليلاً من سرعة سيارته بعدما أنتبه إلي وصوله المرفأ حيث اليخت الخاص به و الذي مكث داخله بعد تركه لقصره منذ أسبوع.
ترجل و أغلق باب السيارة ثم أوصده بجهاز التحكم الصغير، بدأ يخلع سترته و قام بطيها ليحملها علي ساعده، سار بضع خطوات حتي وصل اليخت الذي بدي مُظلماً، لكن ضربه شعور غريب بأن هناك خطب ما، تراجع خطوة قبل أن يقفز أعلاه، أخرج سلاحه الذي لم يفارقه منذ محاولة إغتياله بعدما علمت المافيا بتعاونه مع الشرطة المصرية و الوشاية عن تجار الأسلحة الذين يعيشون داخل مصر ببطاقات هوية مصرية زائفة و هم ينتمون إلي بلاد أجنبية و مصدر تمويلهم الرئيسي الكيان المُحتـ ل.
وثب بمرونة و دون أن يصدر ضجيجاً، صعد إلي الأعلي أولاً فلم يجد أي ما يثير الريبة، قرر النزول إلي الأسفل و الولوج إلي داخل اليخت بخطي هادئة، ضغط علي زر تشغيل الإضاءة و يرفع سلاحه في وضع الدفاع، و لم يجد شيء أيضاً في الردهة، ذهب إلي الرواق التي تتفرع منه الغرف حتي وصل أمام غرفة نومه.
بمجرد أن أدار المقبض و فتح الباب تفاجئ بإضاءة خافته تصدر من الشموع المتناثرة في أرجاء الغرفة بصاحبها إضاءة مصابيح زينة علي جانبي السرير، و رائحة عطرة تصدر من تلك الشموع لكن هناك رائحة أقوي منها قد ضربت حاسة الشم لديه، جعلته يبحث عن صاحبة رائحة زهور اللافندر، و هنا أتسعت عيناه و لمع بريقها علي ضوء الشموع عندما رآها تجلس علي حافة الفراش تضع ساق فوق الأخري، لكن ليس وجودها سبب دهشته لأن يبدو أحدهم قد أخبرها عن مكانه، فسبب تعجبه هو هذا الزي التي ترتديه، الكاب الخاص برجال الشرطة و ينسدل من أسفله خصلات ذات لون أشقر بلاتيني.
رفع زواية فمه جانباً بإبتسامة و عيناه تهبط بالنظر إلي ذلك القميص الأسود بنصف أكمام، و يعلو كلا كتفيها شريطتان تحمل نجوم، تركت أول ثلاثة أزرار مفتوحة لتظهر قباب مفاتنها المكتنزة لأعلي بسبب تلك الصدرية السوداء، و ليس ذلك فقط، أكملت تلك الهيئة المثيرة تنورة قصيرة سوداء، تكاد تصل إلي منتصف فخذها البض و أسفلها ترتدي جورباً أسود شفاف يتصل بما ترتديه أسفل التنورة بشرائط رفيعة، كما ترتدي حذاء ذو كعب مرتفع.
