5

858 27 1
                                    

#الحلقة_الخامسة

#عهد_الذئاب

_ في مشفي البحيري ...
تفتح عينيها رويدا ويداهمها شعور بالألم ف رأسها ... أتضحت لها الرؤية لتجد كلا من علياء ويوسف يقفا ع يمينها ..
قالت علياء بللهفة وخوف :
هاجر حبيبتي أنتي كويسه ؟؟
رمقتها بإقتضاب قائلة :
أأنا فين.. وأي الي حصلي ... اااه حاسه بصداع
إبتسم يوسف إليها وقال :
حمدالله ع السلامه ... كده تخضينا عليكي ؟؟ ... ده لولا دكتور آسر مكنش حد عرف بالي حصلك
قطبت حاجبيها وهي تحاول أن تتذكر ماحدث معها :
دكتور آسر !! ... أنا كل الي أفتكره إن خرجت من مكتب علياء وكنت جاية لحضرتك عشان الأنترفيو وبعدين....
قاطعها آسر الذي ولج لتوه :
حمدالله ع السلامة يا دكتور جوجو ... قالها ويرمقها بنظرات ماكره
قالت علياء :
طيب مادام كنتي رايحة لدكتور يوسف أي الي وداكي غرفة الصيانة
رمقتها هاجر بصمت وبدأت تستعيد ذاكرتها فكادت تتفوه ليقاطعها آسر بنظرات محذره قائلا :
أنا كنت رايح للأوفيس فأستغربت لما لاقيتها داخله الأوضه وقلقت أكتر لما سمعتها بتصرخ جريت لاقيتها مغمي عليها
صاحت هاجر بإنكار لما تفوه به آسر :
لاء محصلش ... أخذت تسرد كل ماحدث لها من بداية العامل إلي إن ولجت إلي الغرفة التي ظنت إنها خاصة بالعمليات ولم تعلم إنها غرفة ثلاجات حفظ الموتي لكن متوقفه للصيانه .
إلتفت كلا من يوسف وعلياء إلي آسر بنظرات شك ..
تصنع آسر الجديه وقال :
بتبصولي كده ليه ؟؟... أنا مشوفتهاش غير وهي مرميه ف الأرض ف أوضة الصيانه شيلتها وجريت بيها ع هنا .. ده جزائي يعني !!
صاحت هاجر بحنق :
أيوه أنت الي عملت فيا المقلب ده عشان تنتقم مني
صاح آسر أيضا بغضب مصتنع :
تصدقي أنا غلطان كنت سيبتك مرميه كده ولا سألت فيكي
نهضت من فوق التخت كالعاصفه وأشارت إليه بصياح :
أنت كدااااب
خشيت علياء من مشاجره ع وشك الحدوث فهي تعلم إبنة خالتها وتهورها ... كادت تقاطعهما ليسبقها يوسف بصوته الرخيم :
أهدوا إحنا ف مستشفي ... وبعدين إنتو مش صغيرين يا دكاترة ... حمدالله ع سلامتك مره تانيه يادكتورة هاجر وتقدري تستلمي الشغل من النهارده ... أنا كلمت دكتورة آسيل رئيسة قسم الأطفال وهي هتفهمك كل حاجه وهتكون معاكي لحد ماتعرفي كل حاجه
نسيت تماما غضبها من آسر فإبتسمت بسعادة عارمه وقالت :
ميرسي جدا يادكتور يوسف
أجاب عليها بجدية :
العفو يا دكتورة ... بس خدي بالك أنا أهم حاجه عندي الإلتزام والنظام ف الشغل خاصة إن التعامل مع حالات الأطفال مش سهل زي الكبار
هاجر بنبرة واثقة :
متقلقش حضرتك أنا عندي خبرة الحمدلله إكتسبتها من المؤتمرات الطبية الي حضرتها ف لندن ده غير مخلصة التكليف بتاعي بتقدير إمتياز الحمدلله
أومأ لها وقال :
عارف شوفت كل ده ف ال c.v بتاعك الي لاقاه معاكي دكتور آسر ... يلا كل واحد يروح ع شغله وأنت يادكتور آسر تعالي معايا عايزك .
ذهب كليهما ....
علياء تقف صامته تتظر إلي هاجر ...
هاجر :
ها مفيش مبروك يا جوجو ؟؟
إبتسمت علياء وقالت :
ألف مبروك يا جوجو وربنا يبعد عنك الأشباح ... قالتها وضحكت
هاجر :
فكرتني ... وربنا ما أنا سايبه حقي من سلاك البلاعات ده لأن أنا متأكده إنه هو الي عمل فيا المقلب مفيش غيره ... صبرك عليا يا آسر إما وريتك مبقاش أنا جوجو
_ في مكتب يوسف ...
_ مش هتعقل بقي وتكبر ع الهبل ده ... قالها يوسف
أجاب آسر :
أنت صدقتها دي بت مخها لاسع
رمقه يوسف بعدم تصديق وقال :
يابني أنا عارفك أكتر من نفسك وعارف شقاوتك ولا ناسي الي كنت بتعملو فينا أول ما جيت المستشفي ولا دكتور سباعي الله يرحمه الي قطعتلو الخلف لما أفتكر إن الحاله الي معاه بيتكلم وهو عنده غيبوبة
قهقه آسر وقال : بصراحه كان إبن حلال ويستاهل ... ربنا يرحمه
يوسف :
طيب ياريت نلم نفسنا وملكش دعوه بيها مش ناقص كلام من علياء
غمز له آسر بعينه وقال :
قول بقا أنت خايف ع زعل الإكس
صاح فيه بحنق:
آسر ... وخليك ف حالك
آسر :
خلاص يا دكتور متتخلقش عليا كده ... ربنا يقرب مابينكو ونفرح بيكو عن قريب
تنهد يوسف وقال :
ياااارب يا آسر... يااااارب
*************************************
_ تقف رحمة جانبا ع كورنيش النيل تنظر ف شاشة الهاتف بتأفف قائلة :
كل ده بتمون العربية يا إيهاب !!
_ الجميل واقف لوحدو ليه ؟؟... قالها إيهاب الذي وصل للتو
ضيقت عينيها بحنق وقالت:
أصل مستنيه واحد رخم موقفني ف الشمس أكتر من ساعة
قطب حاجبيه وقال :
أنا رخم !! ربنا يسامحك بس خدي بالك أنا محوشلك كمية غلطات هحاسبك عليهم لما نتلم أنا وأنتي ف بيتنا يلا هانت كلها 10 أيام
قهقهت بسخريه مازحه وهو تولج إلي السيارة وتجلس بجواره :
ناوي تعمل فيا أي يا حضرة الأفوكاتو !!
أقترب منها للغاية لتتعالي خفقات قلبها من قربه المهلك وأنفاسه وهو يتحدث تلفح وجنتيها وشفاها التي يعد لها الليالي حتي تصبح زوجته ويتذوقها بنهم ...
_ هارفع عليكي قضية وهكون أنا القاضي وهاحكم عليكي بالسجن لمدي الحياة جوه حضني مع الأشغال الشاقة ... قالها وهو يغمز لها بإحدي عينيه ... توهجت وجنتيها بالإحمرار الشديد من الخجل ونظرت أمامها وقالت :
أأ أنا ... أنا ... يوه بقي ... بس
أمسك بطرف ذقنها ليحدق ف عسليتيها وقال :
أنا بحبك يارحمة والي جوايا ليكي أكتر من الكلام ... عارف إن لسه جواكي حواجز من الماضي مأثره عليكي ومش حاسه بالأمان ... وأنا بوعدك هكسرلك كل الحواجز دي وهخليكي تعيشي أجمل أيام عمرك الي إتحرمتي منها طول ما أنا معاكي ...
أمسك بكفها وقام بتقبيله بمنتهي الرقة والحنان لتسري قشعريرة بداخلها ويخفق قلبها أكثر بقوة ... تركت شفتيه راحة يدها ليقترب أكثر منها ويقبل جبهتها وود حينها لو إنه كان معقودا قرانهم لأرتشف من شهد شفتيها ... ليطلق تنهيدة ويبتعد عنها ف هدوء ... وينطلق بسيارته ...
_ أفاقت من حالة التيه والحب التي كانت تغرق بداخلها لتتفوه بنبرة هادئة :
مقولتليش إحنا رايحين فين ؟؟
وبدون أن ينظر إليها :
10 دقايق وهاتعرفي
_ وصل أمام إحدي المطاعم المطله ع كورنيش النيل ...
قال : يلا وصلنا
ترجل كليهما من السيارة لتنظر إلي إسم المطعم ... فقالت :
بس مش لسه بدري ع الغدا
ألقي نظره ع ساعة يده وقال :
ده الضهر قرب يأذن مفرقتش ساعتين ولا تلاته بدري يعني ... وبعدين ف ضيف مستنينا جوه
عقدت حاجبيها بتساؤل :
مين ؟؟؟
أمسك يدها وقال :
تعالي ندخل وأنتي هاتعرفي
_ عبرا البوابة وسارا إلي الداخل حتي وصلو إلي الطاولات المطلة ع النيل مباشرة ليتوقف إيهاب أمام طاولة يجلس عليها شخصا موليا لهما ظهره وقال :
معلش إتأخرت عليك يا أبو نسب
نهض الشخص ليلتفت إليهما لتتلاقي عينيه بعينيها لتتسمر ف مكانها وقالت :
أسامه !!
رمقها بنظرة عتاب ولوم وقال وهو يمد يده :
هاتسيبني مادد إيديا كده كتير يابنت أبويا وأمي !!
مدت يدها المرتجفة وهي تجاهد ف كبح عبراتها التي ع وشك الإنهمار ...
فاجاءها شقيقها بجذبها نحو صدره ليعانقها بقوه لتجهش بالبكاء وتتعالي شهقاتها ... أشتد ف عناقها وقال :
آسف .. حقك عليا .. سامحيني

عهد الذئاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن