#الحلقة_التاسعة_والعشرون
#عهد_الذئاب
_ ذهبت تتفقد وتطمأن علي ملك لتجدها تغط في النوم وتمسك بالهاتف المضيئ علي صورة مصعب ... دثرتها بالغطاء وأخذت منها الهاتف وضعته بجوار تختها علي الكمود ثم غادرت الغرفة ... و دخلت إلي الغرفة المجاورة لتجد آدم يجلس في الشرفة ممداً ساقيه علي حافة السياج ويزفر دخان سيجارة قد أشعلها لتوه ... قاطع خلوته صوتها الذي يبدو عليه الضيق
_ رجعت للسجاير تاني يا آدم !!.
أنزل ساقيه و أطفأ السيجارة في السور ثم ألقي بها من الشرفه وقال :
- معلش يا حبيبتي كنت مخنوق شويه فكنت محتاج حاجة أطلع فيها الي جوايا .
جلست أمامه وأمسكت بيده بين كفيها :
- وأنا روحت فين ؟.
رفع يده ممسكاً بيديها قائلاً :
- أنتي مبتفارقنيش ولا لحظة حتي وأنتي بعيدة عني .
وقام بتقبيل يديها وأردف :
- ربنا يخليكي ليا .
رمقته بنظرات حب وحنان :
-طيب ممكن متشربش سجاير تاني ولو مخنوق قولتلك فضفض معايا والأحسن من كل ده تقوم تتوضا وتصلي ركعتين لله و أشكي حالك لربنا وأقعد أستغفره كتير .
ردد بصوت خافت الإستغفار ثم قال :
-والله يا خديجة مش عارف أعمل أي مابين بابا وماما برغم كل الي عمله مقدرش أكرهه.. في نفس الوقت مش هاين عليا أشوف ماما في الحالة دي وأسكت .. أنا تعبت .
نهضت وجلست علي مسند كرسيه لتربت عليه وهي تعانقه :
- حبيبي متعملش في نفسك كده ربنا هيهدي ما بينهم إن شاء الله ويمكن لما كلنا بعدنا عنه يراجع نفسه ويتغير للأحسن .
_ مش بابا يا خديجة .. عمره مابيعترف بغلطه وبيكابر حتي لو خسر الي حواليه .
أمسك بيدها ليجعلها تقف ثم تجلس علي فخذيه محدقاً في عينيها وأسترسل حديثه :
_ تعرفي إن أنا زيه بالظبط .
أمالت رأسها علي كتفه وقالت:
_ عارفة و حبك ليا الي غيرك .
جذب حجابها من رأسها بلطف مستنشقاً عطر خصلاتها
_ أنتي كل حاجة فيكي غيرتني .. و كل حاجة حلوة في حياتي.
دفنت وجهها خجلاً في عنقه وهمست :
- بعشقك يا دومي .
أبعد رأسها عنه ونظر إليها بإمتعاض مصتنع :
- مش قولت بلاش الاسم ده بتحسسيني أن أنا إبن أختك .
قهقهت وقامت بالضغط علي وجنتيه :
_ أنتي إبني أنا والي في بطني ده التاني .
وضع يده علي بطنها وتنهد بأريحيه وقال :
_ بمناسبة قلب بابا عايز أقولك علي حاجة .
أعتدلت في جلستها تستمع له بإنصات ليكمل حديثه :
- قبل ما أعرف إنك حامل روحت لدكتور متخصص في حالتي ولما شاف تقارير التحاليل الي عملتها آخر مرة قالي إن فيه أمل و ممكن نخلف بعد ما أمشي علي العلاج وفضلت أدعي ربنا يرزقنا بالذرية الصالحة .. مكنتش متخيل إن دعوتي إستجابت بالسرعه دي بعد ماكنت خلاص قربت أيأس .
_ حبيبي ده رزق ومكتوب ميعاده عند ربنا إنه هيجي أمتي ومفيش حاجة مستحيلة كله بأمر الله .
_ حقك عليا يا حبيبتي لما كنت بعاند معاكي ورافض أن أتعالج .. آسف .
قالها وقام بتقبيل رأسها .. قامت بمعانقته وقالت :
متتأسفش ياحبيبي ... كفاية إنك فكرت فيا وحاولت عشاني ده عندي أكبر من الإعتذار .
عانقها أيضاً بقوة قائلاً :
- كان عندي حق فعلاً لما شبهتك بالورد الأبيض ... أنتي ملاك يا خديجة .
همس بشفتيه بالقرب من أذنها :
- بعشقك يا ديجا .
قالها وكاد يقبلها .. أوقفه رنين هاتف خديجة .. وهمت بالنهوض فأمسك بها
_ سيبك من الفون وخليكي في حضني .
تمتم بحنق مصتنع :
_ أي الحظ الرخم ده كل ما أجي أقولك كلمة سر يجي حد رخم يتصل ويقطع اللحظة الرومانسية دي .
ضحكت وهي تتملص من بين زراعيه :
- بس بقي خليني أشوف مين .
نهضت وأمسكت بهاتفها الذي كان علي التخت .
_ ياسمين !
أجابت خديجة :
- الو؟.
ردت عليها الأخري وهي تبكي وتشهق بقوة :
- ال .. الحقيني يا خديجة ... يي ياسين .
أنقبض قلب خديجة بخوف وقالت :
- يا بنتي إستغفري الله وإهدي مش فاهمه حاجه .
صمتت و ما زالت تبكي حاولت أن تهدأ لتستطيع التحدث :
- ياسين قبضو عليه بتهمة قتل واحد صاحبه إسمه حازم .
بينما بالخارج ترتفع الزغاريد والمباركات التي أطلقتها سميرة وهي تنادي :
- يا جيهان هانم .. يا جيهان هانم .
خرجت جيهان من غرفتها لتقابلها سميرة بسعادة :-دكتور يوسف أتصل علي التليفون الأرضي وبيبلغكو أن كارين هانم مرات يونس بيه ولدت جابت بنت زي القمر ماشاء الله .
_ وبالداخل يغلق أزرار قميصه علي عجلة من أمره ...
_ خديجة ناوليني الموبايل ومفتاح العربية من علي الكومدينو .
أجابت وهي تناوله متعلقاته:
_ خلي عم شكري يجي معاك يسوق بدالك أنت منمتش من إمبارح والطريق من هنا للقاهرة أكتر من ساعتين .
أجاب وهو ينظر إلي شاشة الهاتف:
- عم شكري خليته يروح من بدري عشان مراته تعبانه وهياخدها للدكتور .. متخافيش خليها علي الله .
خرج آدم مسرعاً ليجد الفرحة تعتلي وجوه الجميع بالخارج .. قالت جيهان :
- كارين ولدت .
أجاب بإقتضاب وهو يغادر :
- ألف مبروك .
تعجبت كلا من جيهان و سميرة وملك التي خرجت للتو علي المقعد المتحرك
تساءلت جيهان بقلق :
_ أي الي حصل يا خديجة ؟.
نظرت إليهم بتردد وآسف جلي فقالت:
_ ياسين البوليس قبض عليه متهمينه في قضية قتل !.
_______________________________________