#الحلقة_العشرون
#عهد____الذئاب
_ وصل المشفي كلا من قصي وبرفقته كارين التي ترمقه بسخط كل حين والآخر بعدما علمت ماأقترفه مع صبا .. دلف كليهما إلي المصعد ...
كارين : قصي ممكن أسألك سؤال ... هو.ممكن يكون غبي شوية بس إجابته من الي أنا شيفاه مش قادره أحددها خالص
أجاب عليها :
عارف سؤالك وهو إن أنا بحب صبا ولا لاء ...صح ... وإجابته أنتي عرفاها وعيشتها معايا لحظة بللحظة
كارين :
طيب ليه بتقسي عليها !! تعرف لما كنا مخطوفين أنا وهي مكنتش خايفة ع نفسها أد ما كانت خايفه عليك من كلاوس وف نفس الوقت مطمنه وحاسه بالأمان لأنها متأكده إنك هتنقذها ... ساعتها إستغربت جدا ع مدي حبها ليك ع الرغم إنك قسيت عليها كتير ... قولت هو فيه كده !! ... أنا لو مكانها مقدرش أستحمل حتي لو مقدرش أعيش من غير الي بيحبني
توقف المصعد لينفتح بابه وخرج كليهما .. فقال قصي:
أنا مش بحبها أنا بعشقها وبلوم نفسي وندمان ع الي عملتو معاها بس كان غصب عني
صاحت كارين ف وجهه بغضب :
مهما كان الي حصل مابينكو ميوصلش بيك الأمر وتعاملها بالقسوة والجبروت ده ... مفكرتش ف إبنكو الي لسه بيبي . تقدر تقولي دلوقت إحساسك أي لما جبتلها صدمة عصبية !!! دي كان ممكن لاقدر الله تدخل ف حالة نفسية متعرفش ترجع منها تاني وكنت هتفضل شايل ذنبها طول عمرك
_ كااااارين ... خلاص كفايه ... صاح بها حيث كلماتها كانت كالسياط تهوي عليه
قالت بسخريه :
أي كلامي وجعك وجالك ع الجرح !!
قصي :
حرام عليكي بقي إرحميني أنا جايبك عشان تهديها من ناحيتي وتطمنيني عليها مش تقعدي تأنبيني وتقوليلي كلام يحرق الدم
وقفت أمامه مباشرة وقالت :
ما أنا لازم أفوءك من الي أنت فيه وتبطل قسوتك دي ... ده أنا فرحت لما صبا رضيت عليك وحبتك زي مابتحبها قولت أخيرا حالك هينصلح وهتبطل شغلك المشبوه ده خصوصا بعد موضوع الخطف ولما ربنا رزقك بمالك لكن للآسف لاقيت العكس .
_ كارين خليكي ف حالك وأعملي الي قولتلك عليه ده لو مش عايزنا نزعل من بعض ... قالها قصي
إبتسمت بتهكم وقالت :
وأي الجديد ما أنت طول عمرك مزعلني ولا فاكربني نسيتلك معاملتك وكلامك مع يونس !! ... عمتا أنا جاية عشان خاطر المسكينه صبا وربنا يصبرها ع ما بلاها
قالتها لتجده يرمقها بنظرات نارية من أعماق الجحيم ...أرتعبت من هيئته وركضت من أمامه قبل أن يصب جموح غضبه عليها
_ طرقت الباب ثم ولجت إلي الداخل ...وجدت الممرضة تجلس أمام صبا ع التخت وتمسك بصينية طعام ...بينما صبا تحدق إلي الفراغ ملامحها متجمدة كالتمثال ... أصبحت ف حالة يرثي لها عينيها يحاوطهما الهالات السوداء ... فقدت القليل من الوزن ... يكسو الشحوب بشرتها
قالت كارين إلي الممرضة :
سيبي الصينية أنا هأكلها
نهضت الممرضة وأعطت لها الصينية وقالت :
لما تخلص أكل أبعتيلي حضرتك عشان أديلها العلاج
كارين :
حاضر
جلست كارين أمامها ووضعت الصينيه فوق الكمود ... وأقتربت من صبا وهي ترمقها بنظرات حزن وشفقة ... قامت بمعانقتها وقالت :
أزيك ياصبا
صبا : لا رد ولم يتحرك لها رمشا واحدا
كارين :
أنا عارفه إنك سمعاني ... أنا جيت لك عشان أكون جمبك إعتبريني زي أختك ... فوءي ياصبا وقاومي وإتحدي الحالة الي أنتي فيها وده عشانك وعشان مالك إبنك الي ملهوش أي ذنب إنه يتحرم من وجودك جمبه ... أنا عارفة إنك قوية وإستحملتي الي محدش قدر يستحمله بس إياكي تضعفي خليكي ثابته ع قوتك ومتخليش حاجه تكسرك ...طيب أقولك ع حاجه ومتفتكريش إن بدافع عنه بالعكس أنا زعلانه منه ومش طيقاه كمان .. هو ندمان جدا وجالي حكالي ع الي عمله معاكي وكان بيبكي ... قصي عمري ما شفته بيعيط غير عشانك ... واحد ف شخصيته وقوته لما يعيط عشان واحده ده معناه إنه عدي مرحلة العشق معاها ... للأسف القسوة الي ماليه قلبه دي بحكم شغله زمان مع بابا الله يرحمه وساعات بحس إن فيه أسباب تانيه كتير هي الي خلته كده يعني مثلا مش لاقيه تفسير أو سبب منطقي لكرهه لعيلة خالك وولاده ... بقول يمكن عشان علاقتك قبل كده أنتي وآدم !!
مازالت صبا كما هي لاتتحرك ولن تتأثر بكلمة تفوهت بها كارين ...
أمسكت كارين بصينية الطعام وقالت :
معلش عماله أرغي ونسيت أنك ماكلتيش ... يلا كولي ياحبيبتي عشان خاطر ملوكي حبيب قلب عمتو ... وع فكرة لو النونة عندي طلعت بنوته إن شاء الله أنا حجزة إبنك من دلوقت ... قالتها بمزاح وإبتسامه
مدت يدها بمعلقة أرز ... لم تأكل الأخري ولكنها تمددت بوضع الجنين بدون أن تنظر إليها... أدركت كارين إنها تريد أن تستريح ... تركت مابيدها ونهضت لتدثرها بالغطاء وأنحنت نحوها تمسد ع خصلاتها ثم تركتها وغادرت الغرفة بخطي هادئة وأغلقت الباب بهدوء ...
وإن خرجت ليركض إليها قصي ونظراته مليئة بالأسئلة فقال :
ها عملتي أي ؟؟
رمقته بسخط وقالت :
أدعي إنها ترجع من الي هي فيه بالسلامة وبعدها تسمحك
قال قصي بلهفة :
وهي كويسة ؟؟
زفرت بضيق ثم قالت :
أنت لو شوفت منظرها هاتروح تولع ف نفسك ... أنا لو مكانها لما أرجع لصحتي أول حاجه أعملها أخلعك وأرتاح منك
جز ع أسنانه بحنق وقبض ع عضدها قائلا :
عارفة لو ملمتيش لسانك هاعمل فيكي أي ؟؟
إبتسمت بسخرية وقالت :
أي هاتحبسني زي ماعملتها فيا قبل كده !!
ترك زراعها وأطلق زفرة غضب وقال:
يلا يا كارين أدامي عشان أوصلك وأرجعلها إحتمال هينقلوها بكرة ع مستشفي لعلاج الأمراض النفسية والعصبية
أتسعت عينيها بصدمة وقالت :
يانهار أزرق صبا هتدخل مستشفي المجانين !!!
كان أسلوبها مضحك للغاية لكن بالنسبة إلي قصي أثارت جملتها غضبه فصاح بها :
إنجري أدامي يا كارين بدل ما هخليكي تحصليها .
********"""""""********""""""""********
_تجلس كعادتها مؤخرا بداخل الشرفة تنتظره حتي تواجهه بكل مايرسل إليها وخاصة الصورة التي تجمعه بتلك الصهباء اللعوب التي تتذكرها جيدا منذ يوم الحفل... أرتشفت بعض القهوة وهي تتذكر ماحدث لها ...
فلاش باك
فتحت عينيها رويدا لتجد إنها ترقد ع فراش بداخل غرفة بالمشفي ... ويقف أمامها ينظرلها حازم بتمعن ع يسارها ونهي صديقتها تقف ع يمينها ...
نهضت بجذعها بوهن وقالت :
أنا فين ؟؟
نهي :
حمدالله ع السلامه كده تخضينا عليكي ؟؟
نظرت ياسمين إلي حازم المتسمر ومحدقا بها ... وضعت يديها ع وجهها لتشهق بذعر وهي تخبأ وجهها :
فين نقابي ؟؟؟
نهي :
أهدي يا ياسمين معايا ف الشنطة .. خلعته لك لما أغمي عليكي عشان نعرف نفوءك
تنظر إلي أسفل وتغطي وجهها بطرف وشاحها وقالت :
طيب لو سمحت هاتيه
حازم : احمم .. عن إذنكو أنا واقف بره لو محتاجين حاجة أندهولي
قالت ياسمين بنبرة حادة :
شكرا لحضرتك وأتفضل عشان أنا كده كده ماشية
شعر بالحرج وقال :
أوك .. حمدالله ع سلامتك
قالها ولم تجبب عليه ليغادر ونهي تتبعه عينيها ببلاهة ...
قالت ياسمين بسخريه :
ع فكرة ده مشي .. هتفضلي متنحه كده كتير ؟؟
أنتبهت نهي إليها وقالت : ها؟؟
ياسمين :
تعالي ساعديني عشان نمشي بدل ما تتأخري وأخوكي يعلقك
نهي :
بلا أخويا بلا باتنجان ... كده ياشريرة الراجل مهونتيش عليه وشالك وجابك ع المستشفي وبدل ماتشكريه طردتيه !!
ياسمين:
عشان معندوش دم واقف متنح ف وشي وبعدين تعالي هنا هو جابني إزاي وأنا كان مغمي عليا ف الجامعه ؟؟
نهي : معرفش والله بس لما وقعتي وفضلت أفوء فيكي ومصحتيش لاقيته ف وشي وشالك ع طول وخدك ف عربيته
حدقت ياسمين ف الفراغ بنظرات شك
نهي: ياسمين مين الي كان بيكلمك وبعدها كنتي بتبصي ف موبايلك وأغمي عليكي ؟؟
أجابت عليها بدون أن تنظر إليها :
مفيش كان رقم غلط
قالتها وهي تتذكر صورة زوجها مع تلك الصهباء لتكبت عبراتها
بااااك
عادت للواقع ودلفت من الشرفة إلي الداخل تحمل ف يدها فنجان القهوة ... توقفت ف منتصف الردهة عندما سمعت صوت باب الشقة ينفتح ... ولج إلي المنزل وشياطينه تتراقص أمام عينيه ... ملامح وجهه المحتقنة من الغضب ونظراته الحادة القوية أرعبتها كثيرا وجعلت قلبها ينقبض وقالت بداخل عقلها لماذا ينظر إلي هكذا !!
لم تهتم له وأكملت خطواتها نحو المطبخ ...قام بجذبها من يدها ليوقفها ورفع هاتفه أمام عينيها وقال بهدوء الذي يسبق العاصفه :
أي ده ؟؟؟
نظرت إلي الصورة فلم تشعر بالفنجان الذي وقع من يدها وتحطم ع الأرض ثم رمقته بنظرة وجله وهي تومأ له بالنفي
رفع إحدي حاجبيه بسخرية وقال :
أنا كنت هصدق إنها متفبركة وإنك مش الي ف الصورة بس وجود صحبتك نهي أكبر إثبات إن الصورة صحيحة ميه ف الميه ... وياريت تفسرلي الي حصل ده
أبتلعت ريقها بوجل وقالت :
والله العظيم كل الي أعرفه إن أغمي عليه ف الجامعه وكانت معايا نهي ولما صحيت لاقيت نفسي ف المستشفي وأدامي حازم ده وعرفت إنه هو الي خادني ف عربيته ع هناك ... بص ف الصورة كده هتلاقي باين إن كنت فاقده الوعي
ياسين ومازال يتصنع الهدوء وبداخله مراجل من نار :
وبعد ماصحيتي طبعا كمل دور الشهامة والرجولة الي هو ميعرفش حاجه عنها ... وخدك ووصلك ع هنا ...صح ؟؟
أجابت عليه :
لاء طبعا أنا أصلا طردته بالزوء وحسيت إنه زعل ومشي
أخذ يرمقها بنظرات جعلتها ترتجف أمامه .. وشعر برجفتها من يدها القابض ع رسغها ... أطلق زفرة قوية ثم قال :
تعرفي أنا عايز أعمل أي دلوقتي ؟؟... هاروح له وأطلع روحه ف إيدي لأن عارف دماغه الشمال هو عمال يلف ويدور حواليكي وفاكرني عبيط ونايم ع وداني بس وأقسم بالله لو ملمش نفسه لهخليه عايش بعاهة مستديمة أو يحصل مراته الله يرحمها
إبتسمت بسخريه مما أثارت حنقه فقال بغضب :
هو أنا قولت حاجه بتضحك يا ياسمين هانم !!!
جذبت رسغها من قبضته وقالت :
صدقت الحكمه الي بتقول دين تدان
عقد حاجبيه وقال بتساؤل :
أصدك أي يا ياسمين ؟؟؟
أجابت عليه بنفس السخرية :
والله أنت عارف بتعمل أي من ورايا وماصدقت إننا إتخانقنا وروحت تلف مع صاحبتك الي معاك ف الشركة وطبعا ولاد الحلال الي صوروني راحو صوروك معاها وبعتولي الصورة ... أخرجت هاتفها من جيب معطفها القطني وقامت بفتحه ع الصورة ووضعتها أمام عينيه