#الحلقة_الرابعة_والعشرون
#عهد_الذئاب
_صبا !! ... قالتها كارين وهي تنظر إلي صبا التي تحمل رضيعها ع ساعديها يغط ف النوم
تساءلت بتوتر جلي :
فيه حد عندك ؟
أجابت كارين عليها وهي تومأ بالنفي :
لاء يا حبيبتي أدخلي حتي يونس مش هنا
تنهدت بأريحية و ولجت إلي الداخل تحت نظرات كارين المتعجبة
ذهبت كلتاهما إلي ردهة إستقبال الضيوف ... رمقتها كارين بإستفهام :
أنتي خرجتي من المستشفي إمتي ؟
حدقت بها لثوان ثم تفوهت بقلق :
أنا هربت من المستشفي وخدت مالك وقصي زمانه فاكر إنه أتخطف
أتسعت عينيها بتعجب وفجاءة :
أي!!!!!!!! إزاي تعملي حاجه زي كده بالتأكيد قصي قالب الدنيا ع إبنه وزمان المستشفي بلغته بهروبك
وضعت صغيرها ع الأريكه وأعتدلت قائلة :
عارفة وعيزاه يحس إن هو السبب ف ضياع كل حاجه منه أولهم أنا وإبنه
كارين :
ما هو ندم ع الي عمله معاكي وجالك أكتر من مرة يترجاكي تسامحيه وكمان مستعد يعملك كل الي أنتي عيزاه
_ بعد أي يا كارين !! بعد ما كنت هضيع !! بعد ما وصلني إن يبقي بيني وبين الجنان شعره !! ... أنا أتعذبت بما ف الكفايه وسامحت ف حقي كتير أوي وأي واحده غيري مكنتش إستحملت الي أستحملته معاه وأنتي كنتي شاهده ع ده ف أول الجواز
أجابت كارين بإمتعاض :
عندك حق بس قصي أتغير خالص عشانك بقي واحده تاني ومستعد يعمل كل الي يريحك
صبا :
أتغير عشاني مش عشانه هو .. قصي ف لحظة غضب بيتحول لنفس الشخص الي كنت بكرهه أول ما أتجوزني
تنهدت كارين وقالت :
ما أنتي عرفتي طبعه ياصبا لما قربتي منه وقولتلك قبل كده طبيعة شغله هي الي عملت فيه كده
نهضت لتجلس جوار كارين ونظرت إليها بقلق :
هقولك ع حاجة بس أوعديني هيكون سر مابيني وبينك وكأنك معرفتيش حاجه
أومأت كارين قائله :
أوعدك ومتخافيش مش هقول لحد
_ بالذات يونس ... قالتها صبا بحسم
أحست بالقلق فقالت :
حاضر بس كده قلقتيني ... هو قصي ناوي يعمل حاجه ف يونس؟
صمتت صبا لثوان تريد التراجع عن إخبارها لكن لن تستطع إن تخبأ ذلك الحمل الثقيل بداخل جعبتها أكثر من ذلك وتتمني أن من كارين أن تجد لها الحل :
قصي ويونس إخوات
غرت كارين فاها بعدم فهم :
بتقولي أي ؟؟
أجابت عليها :
قصي يبقي إبن خالي قصي عزيز حكيم البحيري
ضحكت كارين بتهكم وقالت :
إنتي بتهزري بالتأكيد
أجابت بنبرة جدية :
أنا بتكلم جد قصي يبقي إبن خالي وأنتي مش أخته
هبت واقفه بإندهاش وصدمه :
أنا مش فاهمه حاجة ... وإزاي قصي إبن خالك وهو أخويا قصي رسلان العزازي
أشارت لها لكي تجلس :
أهدي بس وأقعدي وأنا هاحكيلك كل حاجه .
***************"""""""""""""""""***************_ نظرة حزن وألم قلب ينزف مثل تلك العيون الرمادية التي تذرف دمعها المنسدل من جفونه شديدة الإحمرار ... ليس بالسهل أن يبكي فدموع الرجال تخبأ قهرا وألما و وجع مفجع بقلب هذا الباكي ... كلما ينظر إليها من خلال الزجاج وهي راقدة ع الفراش مغمضة العينين ف حالة يرثي لها أراد أن يصوب ع نفسه بمئات الرصاصات فهو يلوم ذاته لأنه المسئول عما حدث لها ... يتذكر آخر نظراتها له عندما رمقته بسأم وخيبة للمرة الثانية ..
_ أتفضل يافندم عشان تجهز للدخول
قالتها الممرضة وهي تشير إليه ليولج إلي غرفة ليرتدي مأزر طبي وقلنصوة وغطاء بلاستيكي ع حذائه جميعهم معقم حتي يسمح له بالدخول إلي العناية ...
وبعد أن أنتهي ذهب إلي روحه النائمة من آثر المسكنات التي تحقن بها حتي لاتستيقظ وتشعر بآلام عظامها ... يخطو إلي الداخل بهدوء ... جذب كرسي ليجلس عليه بجوارها وأمسك يدها بإرتجاف وبصوت متهدج مليئ بالندم والشجن :
سامح..يني ... مسح عبراته بأطراف أنامله ... سامحيني يا حبيبتي .. أنا مكنش أصدي أتخلي عنك زي ما فهمتي بس أنا رفضت أعمل حاجه تخالف مبادئي ...ومش هبقي راجل لو طاوعتك وإتجوزتك من ورا باباكي ... أنا بحبك ياملك ... بحبك ... وقعت من عينيه قطرة دافئه كدفأ عشقه إليها ... لمست يدها لتبدأ إهدابها بالإرتعاش الخفيف معلنه عن إنها بدأت تستيقظ
إنتبه إليها وفؤاده يتراقص من الفرح ...
_ ملك ... ملك أنا هنا جمبك ... مصعب حبيبك ... أنا مش هتخلي عنك تاني ...ملك
بدأت تفتح عينيها ببطئ وتصدر أنين خافت :
اااه .. م.. مص .. اااه
قام بتقبيل يدها والسعادة ترتسم ع محياه قال بفرح :
حمد الله ع سلامتك يا روحي
فتحت عينيها لتدور حدقتيها تتأمل ما حولها وهي تتذكر ما حدث :
أأ أنا ف..ين
أجاب عليها بسعادة غامره :
أنتي ف المستشفي
حاولت النهوض ... وقف ليمنعها :
أي الي بتعمليه ده إستني ... غلط الحركه
وقبل أن يكمل كلماته شعرت بألم يجتاح ظهرها بينما ساقيها لم تشعر بها ولا تستطع تحركيهما
_ آآآآه ضهري .. أي ده رجلي مش حاسه بيها ... نظرت إليه بتوجس :
هو حصلي أي بالظبط ؟.. بدأت أنفاسها تتعالي
مصعب :
إهدي بس وأنا هافهمك بس خدي نفس ومتتحركيش
حاولت تحريك ساقيها لكن ما أستطاعت صاحت بصدمه :
أي ده !! أنا مبقتش هعرف أمشي تاني ... أنا جالي شلل ... ااااااااااه أطلقت صرخة دوت ف كل الأرجاء وجسدها ينتفض ... حاوطها مصعب بزراعيه ليهدأها لكن فاجاءته وهي تدفعه ترمقه بنظرة حادة وصرخت به :
أبعد عنييي ... متلمسنيش ... أنا بكرهك ... بكرهاااااااك
*******"""""""""*******"""""**********
_ عشان كده قصي بيكره خالك طول عمره وبيحاول يأذيه بأي طريقه وأنا الي كنت فاكرة إنه عشان بيحبك وأنتي وقتها بتحبي آدم حتي بعد ما أتجوزتو مكنش فيه داعي اللي بيعمله معاهم ... بصي متزعليش مني خالك ده معندوش ضمير إزاي يضحك ع واحده غلبانه بتشتغل عندهم ويخلف منها ويرميها هي وإبنه وبعد لما يكبر وترجعلهم بعد ما الولد كبر يطردوهم إزاي كده !! ... جدك وخالك ظالمين أوي
صبا :
خالي ميعرفش إن إبنه عايش ولما رجعت مامت قصي القصر تاني فهمتهم إنه إبنها من واحد تاني وكانت بتناديه محمد ووالدك سماه قصي
نهضت بثقل واضعه يدها ع بطنها المنتفخ :
الله يرحمك يا بابا مرضاش يقولي خايف بالتأكيد لأغير معاملتي مع قصي لو عرفت حقيقته خصوصا إن كنت بحس ساعات إنه بيحب قصي أكتر مني أتاريه بيعوضو عن حرمان الأب والأم
_ والحرمان الي قسي قلبه وإنه يشوف أبوه الحقيقي أدام عينيه ومقدرش يقولو يابابا .. شاف مامته وهي بتتذل وتتهان من جده ... ده غير إن ولاد خالي وهم صغيرين كانو ديما بيعاملوه علي إنه إبن الشغاله وهو أخوهم .... قالتها صبا بحزن وآسي
كارين وعينيها محدقه ف الفراغ :
دلوقت فهمت سبب عدوته ليونس ... نظرت إلي صبا وكادت تتحدث ليقاطعها رنين هاتفها وشهقت عندما رأت إسم المتصل :
إلحقي قصي بيتصل
نظرت إليها ببرود وقالت :
ردي عليه
أجابت عليها بتعجب :
أرد أقولو لو سألني عليكي
صبا :
ردي عليه أحسن ماتلاقيه بيخبط ع الباب
زفرت بضيق وقالت :
أنا هعمل إسبيكر
قالتها وقد نست ذلك الصغير
أجابت ع الإتصال :
ألو إزيك ياقصي
ضغطت ع علامة مكبر الصوت ليصدر صوته الغاضب :
صبا عندك يا كارين ؟؟
رمقت صبا بتوتر وقالت :
عندي إزاي ياقصي أنت بتهزر
.. هو حصل حاجه ؟
أجاب بإقتضاب :
صبا هربت من المستشفي ومالك إتخطف من قلب القصر بس أنا عارف مين الي خطفو وأقسم بالله ما هرحمها من الي هعملو فيها
أنتفضت صبا بفزع لكن تظاهرت بهدوء أعصاب تحسد عليه
كارين :
حبيبي إهدي بس وإن شاء الله هتلاقيه وصبا بالتأكيد راحت عند باباها.. هو مين الي خطفو صح
زفر بغضب ودوي صوته الذي أفزع الصغير :
ملهاش أثر ف أي حته وباباها ميعرفش الي حصل ولا إنها دخلت المستشفي
كارين :
خلاص أنا هاتصل بيونس يمكن راحت عندهم ف الفيلا
_ محدش هناك غير الشغالين .. قالها قصي
كارين :
اه صح نسيت .. أصل ملك عملت حادثه ... طيب أنا هابقي ع إتصال معاك ولو لقيت حد فيهم إبقي طمني
قصي :
عارفه يا كارين لو طلعتي بتكدبي عليا وتكون عندك ف الآخر هتزعلي مني
كارين وهي تشير لصبا نحو مالك الذي بدأ يستيقظ :
مش هرد عليك عشان مقدره الي أنت فيه ماشي ياقصي ... سلام
أغلقت المكالمه فورا ليجهش الصغير بالبكاء ... حملته صبا لتربت عليه وتهدهده ...
رمقتها كارين بقلق :
شكله عرف إنك الي أخدتي مالك
صبا :
هو مش قصدو عليا
سألتها بتوجس :
أومال مين ؟؟
إبتسمت بخبث وبنظرات مليئه بالكره والبغيضة قالت :
هي بتتحداني ومش عايزه تبعد عن حياتنا وعن جوزي خلاص تستاهل الي يجرالها خليها تشوف وشه التاني يارب يخلص عليها .
*********""""""""""""***********""""""""""****