#الحلقة_العاشرة
(الجزء الثاني)#عهد_الذئاب
_ في منزل حازم ...
أنتهت علا من إعداد الطعام وترتيب ونضافة المنزل بشكل مرتب وأنيق ماعدا غرفته التي حذرها من دخولها مهما حدث ... نظرت إلي ساعة الحائط لتجدها الخامسة مساء ... تنهدت بتعب وقالت :
ده لسه بدري عقبال مايرجع من الشغل ... ياتري هاجيبلي بلوة جديده الليله دي ... وأنا مالي أهم حاجه يبعد عني
إتجهت إلي غرفتها وقبل أن تولج إلي الداخل توقفت أمام باب غرفته يتآكلها الفضول تريد أن تعلم لماذا يحذرها من الدخول إليها ع الرغم إنه يستقبل فيها عاهراته ... ترددت قليلا وبالنهاية عزمت أن تكتشفها فالممنوع دائما مرغوب حتي لو علمنا إنه هلاك .. فهذه طبيعة البشر ولن تتغير ...
وضعت يدها ع المقبض لتتعجب إن الباب مفتوح وغير موصد ... أتاها شك بأنه تعمد ذلك !!.. فتحت الباب ودلفت إلي الداخل لتجد غرفة ذات مساحة كبيرة جدرانها مطلية باللون الأسود والرمادي مما جعل قلبها ينقبض ... يتوسط الغرفة مضجع تحاوطه أربع أعمدة تنتهي بسقف تتدلي منه ثريه ذات إضاءة بللون الأحمر وتتدلي ع جانبي التخت ستائر شفافه ... وباقي أثاث كالمتعارف عليه من طاولة زينة تعلوها مرآه وزوج من الكومود ع جانبي التخت ...وهناك خزانه ضخمة بعرض الحائط بالكامل تفتح ضلفها ع مجري معدني ... أتجهت إلي الخزانة وفتحتها لتجد ثيابه ثم ذهبت للضلفة الأخري لتجد ثياب نسائية تعجبت وقالت :
مش الجدع ده عازب !! بيعمل أي بكل الفساتين والهدوم دي ... ممكن بتوع أمه أو أخته بس الي عرفته إنه ملهوش غير أخ عايش بره وأهله متوفين ... يخربيتك ياعلا بطلي تحشري نفسك فالي ملكيش فيه ... صمتت لتعبث ف الثياب المعلقه حتي أنبهرت من ذلك الثوب الحريري ذو اللون الأحمر القرمزي مرصع ببعض الفصوص الكريستاليه من الصدر وأطرافه .. أخذته من المشجب المعلق عليه ووضعته عليها... لمعت عينيها وقالت :
اه ده لو بتاعي .. صمتت لثوان فألقته ع مقعد طاولة الزينة المخملي وخلعت ماعليها من ثياب وأرتدت ذلك الثوب الذي كشف عن زراعيها وظهرها بالكامل وأعلي صدرها التي شهقت بخجل عندما رأت إنه يكشف من جسدها أكثر ما يغطي ويصل إلي منتصف فخذيها ... أسدلت خصلاتها الكستنائية وظلت تنظر لصورتها ف المرآه بإنبهار قائلة :
يالهوي ع جمالك يابت ياعلا ده أنتي خساره ف الخدمه الي زيك المفروض تبقي هانم ف قصر
_ وف ذلك الحين وصل مبكرا وفتح باب الشقه ودلف ف صمت حيث كان يفكر ف أمر ما ... إتجه نحو غرفته وقبل أن يدلف تعجب إن الباب مفتوحا عقد حاجبيه بضيق متأففا ليدرك إنها هي من قامت بفتحه وكاد ينادي عليها فوقعت عينيه عليها وهي تتراقص بذلك الثوب العاري أمام المرآه وتغني ... إتجه نحوها بدون إصدارصوت ... بينما هي تلتفت لتجده يجذبها بين زراعيه محاوطا خصرها ... شهقت بذعر :
حازم بيه !! أنا آسفه إن دخلت هنا و... صمتت لتجد نظراته التي تفترسها بكل شهوة ورغبة ... حاولت التملص من يديه وقالت :
عن إذنك أنا ..
.قاطعها بالإنقضاض ع شفتيها فأخذت تقاومه وتكيل له ضربات ف صدره لكنه لم يتزحزح فهناك فرق قوة جسديه فهي كالعصفورة بين يديه وهو ذو بنيان جسدي قوي وعريض المنكبين ... أبتعد عنها لاهثا وتركها تلتقط أنفاسها التي كادت تنقطع ...
فقال بصوت لاينذر سوي بالشر :
مش حذرتك قبل كده ممنوع تدخلي الأوضه دي
رمقته بخوف وبنبرة رجاء وتوسل :
أنا آسفه والله ماهتتكرر
أقترب بأنفاسه نحو عنقها وبنبرة أرتجف جسدها خوفا منه :
وأنا يفيدني بأي آسفك ده ... أنتي عيبك الفضول ياعلا ولازم أخليكي تبطلي فضولك ده
قالت بخوف وتوتر :
حقك عليا ياحازم بيه والله ما هخطيها برجلي تاني .. سيبني أروح ألم هدومي وأمشي ومش هاتشوف خلقتي تاني
إبتسم بجانب فمه بخبث وقال وهو يزيد من قبضته أكثر ع خصرها :
تمشي !! هو دخول الحمام زي خروجه !!
_ أرجوك سيبني أنا محلتيش غير شرفي وسمعتي ... قالتها لتنهار باكيه
نظر إلي عبراتها وهمس إليها ومازال شيطانه متملك منه :
متخافيش أنا مش هاسيبك هاتفضلي عايشه معايا ومحدش هيعرف حاجه ... قالها وأنهال ع عنقها وجيدها بالقبلات متجها بها إلي فراشه ...
تعالي بكاءها لتجثو أمامه ع ركبتيها ممسكه بيده بتوسل :
أبوس إيدك سيبني ... أهلي يموتوني
أبتعد عنها ووضع يديه ف جيوب بنطاله ورمقها بإزدراء وهي تواري جسدها بيديها وتبكي فقال بتهكم :
لما أنتي خايفه أوي كده ع نفسك ومن أهلك أي الي خلاكي تشتغلي ف شقة واحد عازب وسمعتي إنه بتاع نسوان وخمرة !! كنتي فكراني هاطبطب عليكي مثلا !! كل الي إشتغلو قبلك كانو معايا ع السرير الي وراكي ده وبمزاجهم
نظرت إليه بعينيها الباكيتين وقالت :
بس أنا مش زيهم ... أنا جايه أكسب لقمتي بالحلال
قهقه بسخرية فقال :
بت أنتي بطلي إستعباط أنا مبيدخلش عليا التمثيل ده ... أومي أقلعي الفستان ده ورجعيه مكانه وغوري ع أوضتك مش عايز أشوف خلقتك طول ما أنا موجود
نهضت مسرعه إلي غرفتها فأوقفها :
ورجلك لو خطت الأوضه دي تاني مش هقولك أنا هاعمل فيكي أي إلا لو كنتي عايزه كده
أخذت ثيابها التي خلعتها وذهبت إلي غرفتها ع مضض ... أغلق بابه خلفها .. إتجه نحو الكومود وأخرج إطار خشبي تتوسطه صورة لفتاة ف بداية العشرينات ذات جمال خيالي عينيها كاللون البحر بتدرج ألوانه وبشرتها كالحليب ووجنتيها مثل التفاح الأحمر وشفتيها مثل الفروالة لايقاومها الزاهد ... يحاوط وجهها خصلاتها الذهبية ... إنها حقا حورية ...
أخذ يتلمس الصورة بعشق وحنين وتنهد لتسقط منه عبرة وقال بإشتياق :
وحشتيني أوي يا حبيبتي ...وحشتيني أوي يا روح ... قرب الصورة من شفتيه وقام بتقبليها ثم ضمها إلي صدره وتمدد فوق التخت ليغفو ودمعته ع وجنته تتلألأ.
******"""""""*******"""""""*******
_ فكر طه بسرعة بديهة وتذكر أن آدم لديه صديق ضابط مباحث ... هاتفه وسرد كل ماحدث فطمأنه آدم إنه سوف يخبر صديقه ع الفور ... طلب منه طه أن لايخبر خديجة حتي يطمأن ع شيماء ...
وبعد مرور بعض الوقت ....
ف المنطقة العشوائية وتلال النفايات ...
تصنعت شيماء النوم بعدما أرغمها ع تناول الطعام رغما عنها فأذعنت له خيفة أن يعاقبها بالإعتداء عليها مرة أخري حيث هددها بذلك ...
_ أنتي يا حب أومي جايه تنامي دلوقت ... يلا غيري هدومك وإجهزي عشان شويه ومسافرين ... قالها عبدالله وهو يربت ع وجنتها ... تصنعت التعب حتي تكتسب وقتا إلي أن يصل رجال الشرطة أو يأتي طه وينقذها ...
أجابت بوهن :
مش قادره ياعبدالله جسمي كله واجعني وتعبانه أوي خليها بكره
عقد حاجبيه وقال :
مينفعش لازم نسافر الليله دي المكان هنا كله وغش وبعدين أنا أتفقت خلاص مع الي هيسافرنا
قالت بإعياء مصتنع :
بقولك تعبانه حرام عليك
دق قلبه بالخوف عليها فمهما قسي عليها لكنه مازال يعشقها بجنون وهي تلعب ع ذلك الوتر وبالفعل قد وصلت لمبتغاها ... أنتفض من مكانه وجثي نحوها يتفحصها ومظهرها المزري ووجهها الشاحب ساعداها ف كذبتها ...
_ مالك يا قلبي حاسه بإي ؟؟... قالها عبدالله بقلق وهو يلمس جبينها ليشعر ببرودة ف جسدها ... أرتجف جسدها رغما عنها فالطقس بارد وثيابها ممزقه ..
قالت وأسنانها تصتك ببعضها البعض :
بردانه .. سقعانه أوي
ضمها عبدالله إلي صدره ليدفئها ..شعرت بتقزز من لمساته ومن عناقه لها لكن تحاملت ولم تظهر ذلك حتي تكمل خطتها ...
نهض وقال : ثواني ياقلبي هاطلعالك الهدوم الي جبتهالك ... أخرج من كيس بلاستيكي ثياب مستعملة قد أبتاعها من إحدي البائعين ع الأرصفة .. كان ثوب أنيق من الصوف وحجاب قطني ... وضعهما جانبا وأقترب منها ليهم بخلع بقايا الثياب الممزقه التي ع جسدها ... أنتفضت إلي الخلف وقالت برجاء :
أرجوك كفايه أنا هاعرف أغير لوحدي ممكن تفكني ومتخافش مش قادره أتحرك أصلا من مكاني
تنهد بسأم وقال :
حاضر عشان تعرفي إن بحبك ومبتهونيش عليا ... قام بفك الأصفاد من يديها
إبتسمت بتهكم وقالت :
وممكن تطلع برة أو تديني ضهرك لحد ما أغير
غمز لها بعينه وقال :
أي ياحبي بتتكسفي ده أنا حافظ كل سنتي فيكي
صاحت بحنق :
عبدالله !!
_ حاضر هاقف برة وعقبال ماتغيري هاكون ولعتلي سوجاره .. لما تخلصي إندهيلي
خرج لتتمتم بخفوت :
يارب صبرني ع الأرف ده ...
أسرعت بتبديل ثيابها وأرتدت الثوب وجمعت خصلات شعرها المبعثرة وأرتدت الحجاب وإن إنتهت حتي وصل لمسمعها صوت بريق الأمل وهو إنذار سيارة الشرطة التي داهمت المنطقه . .دلف إليها عبدالله ع الفور وعينيه تنظر بالشر ... قبض ع عنقها وقال :
البوليس عمره ما جه هنا إنتي ...
قاطعته وهي كادت تختنق :
أنا هابلغ إزاي وأنت مكتفني وواخد مني كل حاجه
قام بفك قيد قدميها وصاح بها وهو يمسك بها يجذبها لتسير برفقته :
يلا مفيش وقت
_ اااه براحه دراعي هيتخلع ف إيدك ... صاحت بها بألم
وكاد يفتح الباب ليجد رجال الشرطة ف وجهه ... يصوب الضابط سلاحه ف وجه عبدالله وقال بأمر صارم :
إثبت مكانك
أخرج سكين من طيات ثيابه ووضعها نحو جيد شيماء وقال :
الي هيقرب مني هخلص عليها
_ أعقل ياعبدالله أنا شيماء .
همس إليها :
معلش ياحب إن جالك الطوفان بقي
صاح به الضابط :
أرمي المطواه الي ف إيدك دي وسلم نفسك أنت كده كده هيتقبض عليك ملهوش لازمه الي أنت بتعملو ده
تراجع عبدالله إلي الوراء مقيدا شيماء بساعده ع عنقها وقد جاءته فكره ليتمكن من الهروب وهي إشعال قداحته وألقاها ع جدار الغرفة المكون من البوص والقش فأشتعل ع الفور ... تراجع الضابط وأعطي الأوامر إلي العساكر بإطفاء النيران المشتعله ... صرخت شيماء بذعر :
يخربيتك هنتحرق
عبدالله : متخافيش ... ترك عنقها ليجذبها من يدها مقتحما إحدي الزوايا بجسده فتحطم البوص وأخترقه دافعا إياه بقوة جسده ليقع أرضا وهي معه ... أستغلت شيماء الموقف وتملصت من قبضته وركضت بكل ما أوتيت من قوه فصاح بغضب وهو ينهض :
يابنت ال.....
ركض خلفها وكاد يلحق بها ليتفاجئ بضربة قوية من إحدي الضباط أصابت أنفه وفمه ليذرفا دماء غزيرة وشعر بدوار ليمسك بها الضابط وذهب به إلي سيارة الشرطة وتم القبض ع بعض المجرمين الهاربين بداخل تلك الأكواخ ... بينما شيماء التي خارت قواها وجدت إحدهم يحاوطها بزراعه قبل أن تقع ع الأرض نظرت نحوه وجدته طه مبتسما إليها ووجهه مليئ بالجروح ...
قالت له بللهفة وخوف عليه :
مين الي عمل فيك كده!!
رمقها بإبتسامة وقال بسخرية مازحا :
عبدالله حب يباركلي مقدما ... سيبك مني دلوقت إنتي كويسه ؟؟
وإن تساءل لتتذكر ما أقترفه معها عبدالله فأجهشت بالبكاء ... ضمها إلي صدره وربت ع ظهرها ...
_ معلش يا أستاذ طه هتتفضلو معانا حضرتك ومدام شيماء ع القسم عشان المحضر ... قالها الضابط
نظرت شيماء إلي طه ليومأ لها بعينيه يطمأنها إنها لاتقلق فهو لن يتركها .. ذهبا إلي داخل سيارة شرطة أخري لتنطلق السيارات إلي قسم الشرطة .
*****""""""""***********"""،،،،،********