الفصل الرابع
*جانِ أم...؟*
**********
هو..
هارب ولا يزال؛
ناقم وإلى الأبد؛
يُعاند ولن يميل!
هي...
جريئة لا تتراجع؛
صريحة لا تتردد؛
عَزَمت على الوصول إلى هدفها رغماً عن أنفه!
وما بين رغبتها ورفضه، اندفاعها وصَدُّه.. تقبع بقايا سلامته النفسية.. وربما قواه العقلية!
**********العاشرة صباحا:
"هل تأَخَّرت؟!"
مَسحت سما عينيها وهي تفتحمها وتغلقهما بصعوبة عندما أعاد سؤاله مرة أخرى بذعر واضح:
_هل أنا تأخرت؟
رفعت أحد حاجبيها بدهشة قائلة:
_وهل دعوناك؟!
ظل محدقا بها مبهوتاً لبعض الوقت ثم ما لبث أن سألها بتقطع:
_لِمَ..لِمَ ترتدين الأسود وتبكين؟
أخيراً استطاعت فتح عينيها بالكامل وهي تحدق به بدهشة مفتعلة قائلة:
_ياإلهي! قليل الذوق عديم الإتيكيت هو من يسأل عن حالي باهتمام؟ يا لسعدي!ثم انقلبت ملامحها للامتعاض بلحظة قائلة:
_لا أعتقد أن هناك قانوناً ما يمنعني من ارتداء الأسود كما أحب.
ثم تابعت بِزهو:
_بالإضافة إلى أنه مَلِك الألوان!تدلَّى فكُه السفلي ببلاهة وهو لا يستطيع استجماع كلمات مناسبة، لكن الأخرى لم تكن تفتقر لتلك الهِبة فهتفت بجفاء:
_لماذا جئت إلى هنا؟
فجاء رده متوجساً متوسلاً:
_أردت رؤية.. رؤية أمي!وحينما كانت تهم برد عنيف آخر ألجمتها النظرة المعذبة بعينيه، فزفرت بضيق وهي ترد عابسة:
_أم عاصم نائمة الآن.
تيبس مكانه وهو يرتشف معنى عبارتها باستمتاع، تخللت الكلمات البسيطة عقله وقلبه لتعود روحه جرياً إلى جسده فترتسم ابتسامة غريبة على شفتيه بالتدريج حتى شملت وجهه كله، نظرت هي له بتوجس وهي تفسح جانبا لتدعه يدخل.
ودخل!أخذ يطالع كل شبر بأرجاء ذلك المكان الذي تنعَّم بوجود أمه طوال سنوات حرم هو منها خلالها، بينما الابتسامة البلهاء مقترنة بدقات قلبه التي تتسارع بفرح وصيحات ذاهلة يهتف بها عقله..
"أنت هنا الآن عاصم!"
"أنت ببيت أمك عاصم!"
"أنت ستسترجع حضنها وقُبُلاتها وحكاياتها!"ظل عقله ينبهه ببطء إلى ما هو مُقدِم إليه حتى لا يجن من فرط فرحته، وحينما التفت وقعت عيناه على قصيرة القامة تنظر له بدهشة، حمحم بخشونة وهو يحاول استعادة رزانته التي ضاعت تماما أمام غريبة الأطوار تلك، ثم سألها:
_لِمَ تبكين إذن؟!
مطت شفتيها بغيظ وهي تجيبه:
_إن كانت حاسة الشم لديك مُعطلة، فأحب أن أخبرك أنني أطهو الطعام وأقطع بعض البصل.وما إن أنهت عبارتها حتى اتسعت أعينهما سويا ورائحة الاحتراق تصل إلى أنفيهما، فظلت متسمرة مكانها حتى سبقها هو بالإدراك قائلا بِحَذَر:
_يبدو أن هناك حريقا ما!
فانتفضت هي إلى الداخل صارخة:
_البصل!!
أنت تقرأ
سَكَن رُوحِي (مُكتملة)
Любовные романыفتاة يتيمة تضطر للاستقلال بالمعيشة عن خالها لتفاجأ بشخص يتتبعها ويراقبها بكل مكان... ماتنسوش الڤوت والتعليقات لو سمحتم😍😍😍