٥_الفصل الخامس (ما قبل البداية)

7.5K 250 19
                                    

قبل عدة سنوات:
وقفت عايدة أمام باب شقة أخيها تنظر له بتوسل هاتفة:
_أرجوك صلاح، أرجوك أنقذني، ليس لي سواك لا تتركني!
صرخ بها بغضب:
_الآن تذكرتِ أن لديكِ أخاً؟ والآن تطلبين مني المساعدة؟ بعدما أجرمتِ بحق نفسك وبحقي؟ حمدا لله أن أمك ليست على قيد الحياة لترى ابنتها وقد أصبحت بذلك الـ....
قاطعته صارخة:
_لا تقلها صلاح، أنا لست مخطئة، لقد تزوجته، أقسم أنني تزوجته.
رد أخوها بحنق:
_وهل الزواج العرفي يعتبر زواج؟ إنه زواج في الظلام لا تستطيعين مواجهة أحد به ولا يعطيكِ أية حقوق، ماذا إن أنجبتِ منه؟

شحب وجهها وهي تتهرب منه بعينيها فحدق بها بصدمة للحظات ثم قال بِتوجس:
_أنتِ..أنتِ لستِ حاملا عايدة، أليس كذلك؟
انهارت أخته باكية فتخلل شعر رأسه بيديه وهو يحوقل مصدوما ثم صرخ بها:
_يا للمصيبة! يا للمصيبة! ماذا سنفعل الآن؟! ماذا سيقول الناس عنا؟!
وعندما لم يجد منها ردا سوى زيادة في البكاء أردف صائحا:
_اسمعي! ذلك الرجل يجب أن يشهر زواجه بك، يجب إتمام عقد قرانكما لدى مأذون وبوجود شهود، وفي أقرب وقت قبل أن يُكتَشَف الحمل.
ناحت أخته وهي تهتف من خلال عويلها:
_لم يوافق صلاح، لم يوافق.

حدَّق بها للحظات بعدم فَهم، ثم ما لبث أن تحولت ملامحه تدريجياً إلى الرعب فسألها:
_ماذا تعني بأنه لم يوافق؟
أجابته بانهيار وهي تقترب منه:
_يقول إنه إن علم أحد بشأني ستقوم زوجته بأخذ طفله وترحل، وهو لن يسمح بذلك.
فأمسك بذراعيها بعنف وسألها بذعر:
_وأنتِ؟! والجنين؟!
لم يجد منها ردا سوى البكاء المرير فتراجع إلى الخلف حتى سقط على أقرب مقعد وعم الصمت إلا من صوت شهقاتها الباكية، لكنه بعد ثوانِ رفع رأسه فجأة هاتفاً:
_لا تخبريني أنكِ لا تمتلكين ما يثبت ذلك الزواج العرفي!

مسحت دمعاتها وهي تجيبه بسرعة:
_لا أخي، معي عقد، وهناك اثنان يعملان معي بالمصنع قد شهِدا عليه.
زفر براحة وهو يهُب واقفاً ويأمرها بصرامة:
_هيا معي إذن إلى ذلك الحقير!
سألته بِحَذَر:
_ماذا ستفعل أخي؟
أجابها بازدراء صارخاً:
_سأجبره على إشهار زواجكما، هناك طفل سيولد الآن وليس له ذنب في فِعلتِك الشنيعة ونذالته!

طأطأت رأسها بحرج ثم تحدثت بخوف:
_لكن.. لكن يا صلاح هو ليس بهين، يستطيع إيذائنا بمنتهى البساطة ولا يخشى أحداً، أنت لا تعلم عنه شيئاً، لا يوجد ما لا يقدر على ارتكابه!
بغيظ واضح هتف بها:
_ألم تدركي ذلك سوى الآن؟ ما الذي ورطك مع من مثله إذن؟!
قالت له بلهجة دفاعية لم تعلم بأنها تُدينها أكثر:
_لقد أخبرني أنه يعاني إهمال زوجته منذ إنجابها ابنه، وأنه سوف يقوم بإشهار زواجه مني ما إن يستطيع تطليقها!

سَكَن رُوحِي (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن